Monday 12th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 28 ربيع الاول


الكشميريون يعترفون بتلقي دعم باكستاني
رد إيجابي من مقاتلي كشمير يعزز فرص وقف المواجهات الهندية الباكستانية

&اسلام اباد- د ب ا
اعلنت باكستان يوم )السبت( ان المقاتلين الكشميريين المناوئين للهند والذين يحتلون مرتفعات استراتيجية في منطقة كشمير المتنازع عليها بين اسلام اباد ونيودلهي قد ردوا بشكل ايجابي على مناشدتها للمساعدة في انهاء المواجهة مع الهند، لكنها قالت ان المتشددين قد تعهدوا بعدم التزحزح عن مواقعهم,
وبعد جلسة مطولة لمجلس الوزراء الباكستاني رأسها نواز شريف رئيس الوزراء كشف بيان رسمي ان التطورات الاخيرة في كارجيل قد اثبتت صحة موقف باكستان والمتمثل في ضرورة ان يولي المجتمع الدولي اهتماما بقضية كشمير ليتسنى حل المعضلة الرئيسية في طريق تحقيق السلام في جنوب آسيا سلميا ,
وكانت لجنة الدفاع بمجلس الوزراء وهي اعلى هيئة في اتخاذ القرارات الخاصة بمسائل الامن القومي، قد ناشدت المقاتلين الاسلاميين في كشمير يوم )الجمعة( المساعدة في تسوية الازمة، وهو ما وصفه المراقبون بأنه دعوة للانسحاب من مرتفعات كارجيل,
وتلا الدعوة التي اطلقتها اللجنة عقد اجتماع بين شريف وكبار قادة الجماعات المقاتلة في كشمير وسط انباء صحفية عن التوصل لاتفاق بشأن سحب المقاتلين من كارجيل,
غير ان ابو حمزة المتحدث باسم مجلس الجهاد المتحد وهو تحالف يضم 15 جماعة كشميرية نفى انباء انسحاب المقاتلين من كارجيل ووصفها بأنها لا اساس لها من الصحة ,
وقال ابو حمزة تستهدف هذه الانباء النيل من نضال مقاتلي حركة الحرية الكشميريين ،مضيفا ان انسحاب المجاهدين من مرتفعات كارجيل ستكون له عواقبه المهلكة على حركة الحرية ,
كما استبعد احمد حمزة وهو القائد العسكري لجماعة بدر انسحاب المقاتلين الاسلاميين من مرتفعات كارجيل,وتتهم نيودلهي اسلام اباد بارسال متسللين الى القطاع الخاضع لسيطرتها من كشمير، وهو ما تنفيه باكستان,
واشاد مجلس الوزراء الباكستاني بالمساهمة البطولية لمقاتلي حركة الحرية الكشميريين وخاصة شهداء كارجيل الذين بذلوا حياتهم رخيصة في سبيل قضية عادلة ومشروعة ,
وقال بيان الحكومة الباكستانية انه بينما يؤكد مجلس الوزراء الباكستاني ان تضحيات هؤلاء الشهداء لن تضيع سدى، فإنه يشدد على سياسة باكستان الاصلية القائمة على تقديم الدعم المعنوي والدبلوماسي والسياسي لكفاح شعب جامو وكشمير من اجل الحرية ,
اعتراف المقاتلين الكشميريين
بتلقي دعم باكستاني
واعترف المقاتلون الكشميريون بتلقي دعم من الجيش الباكستاني يشمل توفير التغطية النيرانية لكنهم نفوا مشاركة الجيش الباكستاني في القتال هناك,
وقال عمر انقلابي قائد عمليات جماعة مجاهدي البدر )انهم على اتصال دائم معنا ويساعدوننا عندما نحتاج اليهم وذلك بقصف المواقع الهندية التي تستهدف مواقعنا في التلال(,
وينفي الجيش الباكستاني اي علاقات عسكرية مع جماعات المجاهدين الخمس عشرة التي تقاتل في قطاع كارجيل في الجزء الهندي من كشمير,
ورفضت الحكومة في اسلام اباد ادعاءات امريكية وهندية بأن الجيش الباكستاني النظامي يشارك في القتال,
وافاد انقلابي في اتصال هاتفي من بلدة سكاردو الشمالية ان الثوار يقاتلون قريبا من المواقع الهندية وربما يساعدون المدفعية الباكستانية في تحديد اهدافها,
واضاف ان الثوار يستهدفون التسلل الى اقصى ما يمكن الوصول اليه داخل الاراضي الهندية مشيرا الى ان جماعات الثوار كلها تحظى بنفس الدعم من الجيش الباكستاني الذي توجد له قاعدة اساسية في سكاردو,
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان الجيش الباكستاني عبر خط المراقبة الذي يقسم كشمير بين الهند وباكستان قال انقلابي ان الجيش الباكستاني لديه من المتاعب ما يجعله يتجنب ذلك,
وافاد )الجيش حريص للغاية فكما تعرفون توجد قواعد دولية تمنع الجيش الباكستاني من عبور الخط(, وقال انقلابي ان مجموعته ستنسحب من كارجيل اذا وافق مجلس الجهاد المتحد الذي يعد بمثابة مظلة للثوار علىطلب من الحكومة الباكستانية بهذا المعنى,
واوضح قائلاً )لسنا خاضعين لسلطة الحكومة الباكستانية وسنعمل بأي قرار يتخذه المجلس(,
وكان انقلابي يتحدث قبل صدور بيان من المجلس اصر فيه على رفض اتفاق رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون في الاسبوع الماضي على نزع فتيل الازمة,
وردا على سؤال بشأن رد فعل الثوار اذا سحب الجيش الباكستاني دعمه قال انقلابي )اخذنا عدتنا لجميع الاحتمالات والعواقب قبل ان نذهب الى هناك, لن تكون هناك مشاكل في الذخيرة او الاسلحة, والحرب سوف تستمر ,
وتعمل جماعة مجاهدي البدر في كشمير الهندية منذ 1990 وتقودها عناصر حاربت في افغانستان,
وهي جلبت معظم مقاتليها من باكستان وافغانستان عندما تأسست خلال الحرب ضد الاحتلال السوفيتي التي دامت عشرة اعوام,
استبعاد الحرب النووية
وفي سياق المخاوف من تطورات سلبية لمعارك كشمير نظمت ندوة في نيودلهي يوم الجمعة في متحف نهرو التذكاري حول تداعيات ازمة كارجيل والتي استبعدت احتمال نشوب حرب نووية بين الهند وباكستان بسبب عدم قدرة باكستان على تحمل هذه الحرب,
وقال سوبرا مانيام المحلل العسكري الهندي البارز والعضو بمجلس الامن القومي الهندي ان الهند ملتزمة بعدم توجيه الضربة النووية الاولى كما انه من المستبعد ان تبدأ باكستان بشن حرب نووية بسبب عدم قدرتها على تحملها حيث انها اكثر ضعفا من الهند ازاء هذه الحرب بسبب قرب مدنها الكبرى ومواقع حدودها من الحدود الهندية مما يجعلها هدفا سهلا للطائرات الهندية المسلحة نوويا في حالة الرد الهندي على الضربة النووية الباكستانية المحتملة,
واوضح سوبرا مانيام ان استخدام القوات الهندية لبضع قنابل نووية يعني محو باكستان من الخريطة بالاضافة الى ان الولايات المتحدة لن تسمح لأي من البلدين باستخدام الاسلحة النووية في اي حرب قادمة بينهما مؤكدا ان واشنطن تمتلك الادوات التي تمكنها من منع هذه الحرب,
وحول العلاقات المستقبلية بين الهند وباكستان قال البروفيسور كليم بهادور )الخبير الهندي في الشئون الباكستانية( ان هذه العلاقات ستظل مشوبة بالتوتر حتى في حال حل قضية كشمير بسبب الخلافات الايديولوجية بين البلدين حول هذه القضية معربا عن اعتقاده بأن )ازمة كارجيل( قوضت مشاعر الثقة بين البلدين بحيث لم تعد اتفاقية سميلا او اعلان لاهور كافيا لاعادة هذه الثقة وتوقع عدم نشوب حرب جديدة بين الهند وباكستان وانما ظهور نوع من )السلام المسلح( في المستقبل القريب,
وحذر ديكشيت الوكيل السابق للخارجية الهندية من وضع آمال كبيرة على المساندة الامريكية للهند في ازمة كارجيل حيث ان السياسات الخارجية الاجنبية تقوم على المصالح الذاتية وتكون ذات طابع وقتي,
واوضح ان الرأي العام العالمي اهتم بأزمة كارجيل بسبب المخاوف من ان يؤدي تصعيد النزاع الهندي الباكستاني الى زعزعة استقرارها وصفه ب)البيئة الاستراتيجية(,
وقال ان المصالح والاهتمامات تتغير بشكل مستمر ودعا الى مساندة الدبلوماسية الهندية بقوة عسكرية مناسبة للحفاظ على قوة الدفع الهندية والنجاحات التي ححقتها في ازمة كارجيل,
عودة قوة الأحزاب القومية بالهند
وعلى صعيد الوضع السياسي توقع محللون سياسيون بنيودلهي تزايد قوة الاحزاب القومية بالهند وخصوصا الحزبين الكبيرين )بهاراتيا جاناتا( و )المؤتمر( وحصولهما على العدد الاكبر من الاصوات في الانتخابات العامة المبكرة التي ستجرى في سبتمبر المقبل علىحساب الاحزاب الاقليمية الصغيرة التي تزايدت قوتها خلال السنوات القليلة الماضية حتى اصبحت لها الكلمة العليا في تشكيل الحكومات الائتلافية الهندية,
واوضح المحللون ان السبب في الاتجاه الى عودة قوة الاحزاب القومية يرجع الى ازمة كارجيل التي نقلت بؤرة اهتمام المواطنين الهنود من القضايا الاقليمية والقضايا الانتخابية ذات المصالح الضيقة الى قضية الامن القومي الاوسع نطاقا مشيرين الى ان هذا الاتجاه اتضح في الانتخابات المحلية الاخيرة بولاية جوا غربي الهند والتي فاز فيها حزب المؤتمر وحصل فيها حزب بهاراتيا جاناتا المنافس على المركز الثاني ضاربين بذلك الاحزاب الصغيرة,
واشار المحللون الى ان الناخبين الهنود يريدون في وقت الازمات القومية حكومة قوية مثلما حدث عندما فازت رئيسة الوزراء الراحلة السيدة انديرا غاندي في الانتخابات بأغلبية ساحقة في اعقاب حرب 1971 مع باكستان وفوز حزب جاناتا عام 1977 رافعا شعار الديمقراطية بعد فترة الطوارىء التي اعلنتها انديرا غاندي,
وقال المحللون انه على هذا الاساس فانه من المتوقع تزايد الاتجاه الى انتخاب حكومة قوية مشكلة من حزب واحد بدلا من الحكومات الائتلافية السابقة التي توصف بالضعف وتعرضت للانهيار اكثر من مرة وذلك بهدف مواجهة التحدي الباكستاني في عملية التسلل,
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved