Monday 12th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 28 ربيع الاول


مظاهرات الطلبة تمتد الى خارج الجامعة
المواجهات بين الاصلاحيين والمتشددين في إيران تخرج عن نطاق السيطرة

& طهران - من محمد داد بلالي - رويترز
هدد آلاف من الطلبة انصار الديمقراطية بنقل مظاهراتهم الى شوارع العاصمة الإيرانية طهران أمس الأحد اذا لم تستجب السلطات لمطالبهم,
وردد الطلبة المتظاهرون شعارات مطالبة بالاسلام والقانون أو ثورة أخرى وطالبوا باعدام رئيس الشرطة المتشدد الذي يتبع رأسا رجال الدين في ايران,
وتجمع الطلبة الايرانيون منذ الصباح أمام مساكنهم في جامعة طهران التي شهدت يومي الخميس والجمعة الماضيين اشتباكات دموية حين هاجمت الشرطة ومتشددون اسلاميون بالقنابل المسيلة للدموع والهراوات والسلاسل الحديدية تجمعاً سلمياً للطلبة مؤيداً لحرية الصحافة,
وهزت توابع تلك الاشتباكات الجمهورية الإسلامية وهددت مطالب الطلبة باصلاحات اجتماعية وسياسية متسارعة بالتأثير على التوجه الاصلاحي الحذر الذي يتبناه الرئيس الإيراني محمد خاتمي,
فخاتمي يتعرض الآن لضغوط متنامية خاصة من الطلبة وهم من غلاة انصاره للإسراع بخطواته الاصلاحية في مواجهة تحديات مستمرة من المؤسسة المحافظة التي تتمتع بنفوذ قوي في ايران,
وقال المتظاهرون: لانريد حكومة تفرض نفسها بالقوة أو شرطة من المرتزقة، وحمل كثيرون صورة خاتمي كما حملوا صوراً لطلبة جرحوا خلال الاشتباكات,
وصرح زعماء الطلبة بانهم مستعدون للمضي قدماً في احتجاجاتهم إلى أن يتلقوا تأكيدات من الزعيم الروحي آية الله علي خامنئي بانه سيتدخل للقضاء على جماعات ضغط متشددة تهاجم باستمرار مظاهرات موالية لخاتمي,
وقال أحد الطلبة: سنستمر مئة بالمئة، من الصعب ان نرضى بتنازلات صغيرة,
واصدر زعماء الطلبة مجموعة من المطالب الجديدة مهددين بنقل احتجاجاتهم الى شوارع طهران اذا لم تستجب السلطات لمطالبهم,
ويطالب الطلبة برفع الحظر الذي فرض على صدور صحيفة سلام الموالية لخاتمي والغاء القيود المتشددة الجديدة التي فرضت على الصحافة ووضع حد لعمليات التحرش التي يتعرض لها مرشحون في الانتخابات البرلمانية على أيدي رجال الدين المحافظين في مجلس مراقبة الدستور,
كما يطالب الطلبة باعدام رئيس الشرطة الذي يحملونه مسؤولية الحملة القمعية التي تعرض لها الطلبة وتسليم جثث زملاء لهم قالوا انهم قتلوا خلال الاشتباكات,
وأعلن الطلبة الذين يؤكدون نبأ مقتل زملاء لهم في اشتباكات يومي الخميس والجمعة أمس الأحد يوم حداد,
وأكد جناح سياسي موالي للرئيس الإيراني صحة تقارير للطلبة تحدثت عن سقوط ضحايا خلال حملة قمعية شنتها الشرطة ومتشددون اسلاميون وطالب الجناح باستقالة رئيس الشرطة,
وقدمت جبهة المشاركة الإسلامية الايرانية التي يرأسهاشقيق الرئيس الايراني وتضم عدداً من كبار المسؤولين اول تأكيد رفيع المستوى عن مقتل بعض الطلبة خلال اشتباكات جرت يوم الجمعة حين هاجمتهم الشرطة ومتشددون اسلاميون,
وقالت الجبهة في بيان صدر الليلة الماضية هجوم قوات الشرطة وجماعات عنف على الجامعة والطلبة غير مسبوق في تاريخ جامعة طهران ومقتل بعض الطلبة وجرح آخرين والاعتقالات الجماعية لطلبة أبرياء ظاهرة تستحق الاهتمام ,
وتدعو الجبهة لاقالة رئيس الشرطة والتعامل مع الضباط الذين أصدروا أمر الهجوم بما يتفق مع القانون,
ولم يتضمن البيان اسماء الطلبة القتلى,
وقال زعماء الطلبة ان مايصل إلى خمسة من زملائهم قتلوا في الاشتباك الذي وصفه أحدهم بأنه أزمة قومية واذا ثبت صحة ذلك فقد يخرج مابدأ كتجمع صغير من انصار الديمقراطية عن نطاق السيطرة,
وأكدت صحيفة ايران الحكومية أمس الأحد نقلاً عن مصادر طلابية ان خمسة طلاب قتلوا في المواجهات مع الشرطة يومي الخميس والجمعة في طهران,
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية عن الصحيفة قولها: إن طلاب مدينة أمير أباد الجامعية اكدوا ان عدد القتلى بلغ خمسة وان عدداً كبيراً منهم في حال الخطر,
وقد سبق ان أكدت صحيفتان ايرانيتان أول أمس السبت نقلاً عن مصادر طلابية ان ثلاثة طلاب قتلوا,
ولم تنشر أي حصيلة رسمية حتى الآن عن المواجهات واكتفت وكالة الأنباء الايرانية الجمعة بالاشارة إلى وقوع جرحى لم تحدد عددهم بين الطلاب وقوات الشرطة,
ومن جهتها اكدت صحيفة خورداد النافذة أمس الأحد ان عدداً كبيراً من الطلاب الجرحى في المواجهات مع قوات الأمن قد اختفوا واتهمت اجهزة الاستخبارات,
ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تذكر اسمه تأكيده ان عشرات الطلاب المصابين اصابات خطرة موجودون لدى اجهزة الاستخبارات وان جميع المحاولات الرامية لمعرفة مصيرهم قد باءت بالفشل,
وقالت الصحيفة ان عدداً من الطلاب الذين تم نقلهم الى ثلاث من كبريات المستشفيات العامة في طهران نقلوا بعد ذلك الى مقار الأجهزة السرية,
وتحدثت الصحيفة كذلك عن طالب في ال23 من عمره اصيب بطلق ناري من مسافة قريبة ونقل الى المستشفى في حالة الخطر, ونقلت عن اطباء ان طالباً آخر بعمره اصيب برصاصة في رأسه وهو الآن في الغيبوبة وحالته ميؤوس منها,
وأكدت خورداد ايضاً ان عدداً كبيراً من الطلاب الذين ادخلوا المستشفى لاصابتهم بجروح طفيفة هربوا بعد أن عرفوا ان رجال الاستخبارات يريدون القاء القبض عليهم,
ويتولى ادارة صحيفة خورداد وزير الداخلية السابق عبدالله نوري الذي يتولى حالياً رئاسة المجلس البلدي في طهران وهو مقرب من الرئيس الإيراني الاصلاحي محمد خاتمي,
وأكدت صحيفة انتخاب المحافظة نقلاً عن أجهزة جامعة طهران ان قرابة عشرين طالباً جرحوا خلال المواجهات الأخيرة اختفوا ولم يعثر عليهم حتى الآن في أي من مستشفيات العاصمة,
وأدان أكبر جهاز أمني في ايران والذي رأسه خاتمي أول أمس السبت الحملة وتعهد باقالة مسؤول الشرطة الذي أصدر أمر الهجوم، لكنه احجم عن الاستجابة بمطلب الطلبة الخاص باقالة رئيس الشرطة المحافظ حسين لطفيان,
واحتشد في وقت سابق نحو عشرة آلاف طالب في جامعة طهران للتعبير عن مطالبهم وانتقاد بعض العناصر في القيادة الايرانية لفشلها في حمايتهم من المحافظين,
وقال المجلس الاعلى للأمن القومي الذي يرأسه خاتمي انه قرر اقالة المسؤول الذي اصدر أمر دخول الشرطة مساكن الطلبة في الجامعة وسيتم التعامل معه بموجب القانون,
وصرح المجلس بانه سيمعن النظر في جماعات المتشددين واعرب عن تعاطفه مع عشرات الطلبة المصابين,
ولم يتضح ما إذا كان الطلبة سيكتفون بما ورد في بيان المجلس الذي يتمتع بالتأييد العلني للزعيم الروحي الايراني,
ويعرف المتشددون الاسلاميون على نطاق واسع بانهم انصار حزب الله الذي يتمتع بتأيد غير معلن من جانب شخصيات محافظة كبيرة,
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved