Monday 12th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 28 ربيع الاول


حول كاريكاتير الماضي
لا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اطلعت كما اطلع غيري على الكاريكاتير المنشور في العدد رقم 9774 في صفحة المجتمع بريشة الماضي والذي عبّر فيه عن مسألة خطيرة امرأة في حالة المغادرة بالمطار تعطي عباءتها وجلبابها لأحد رجال الامن طالبة منه تسجيلهما وحفظهما في أمانات المطار حتى ترجع من سفرها لتلبسهما مرة اخرى وفي الحقيقة لقد تطرق هذا الكاريكاتير لظاهرة متفشية لدى بعض المسافرات الى خارج المملكة الا وهي التخلص من العباءة والحجاب بمجرد مغادرة البلاد والابتعاد عن الوطن، وهي ظاهرة تحتاج الى وقفة من الجميع للحد منها والقضاء عليها ولعلي من خلال صفحة الجميع عزيزتي الجزيرة أتطرق لهذا الموضوع من خلال النقاط التالية:
1- ظاهرة التساهل بالحجاب ولبس العباءة للمسافرات خارج الوطن ظاهرة موجودة لا يمكن إنكارها ولا غض النظر عنها، وكثيراً أما تطرق لها بعض الرسوم الكاريكاتورية، وتحدث عنها بعض من سافر خارج المملكة، سواءً في الطائرات او بعد الوصول للبلد الآخر، ومادام الامر بهذه الصورة فعلينا ان نبذل ما نستطيع للحد من هذه الظاهرة التي تسيء للمسلمين والى هذه البلاد الطاهرة,
2- الدوافع التي تدفع الكثير من المواطنين للسفر خارج المملكة متنوعة فمنها ما يكون بقصد العمل او الدراسة ومنها ما يكون بقصد التجارة والعلاج ومنها ما يكون بقصد السياحة، فان كان الشخص مسافراً للعمل الطويل او الدراسة ونحوها من الامور التي لا يمكن ان يتحصل عليها في بلادنا فلا بأس بذلك، ويستحسن ان يصطحب اهله معه في بلاد الغربة ليكونوا - بمشيئة الله تعالى- درعاً يحميه ويسانده في مهمته تلك، ولكن يجب عليه ان يكون هو ايضاً درعاً يحميهم ويجب عليه ان يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وذلك برعاية اهله ومتابعتهم والغيرة على اعراضهم، وعليه الا يلقي أدنى اهتمام لمن ينتقده في ذلك، فمادام يطبق شرع ربه ويلتزم بتعاليم دينه فلا يضره نعيق الفاسدين وهوى المغرضين، وليعلم على اليقين ان النقد اللاذع والنظرة الدونية فتنة له في دينه فعليه ان يصبر ويحتسب الاجر من الله تعالى قال تعالى الم, أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون العنكبوت 1-2 واما ان كان السفر بقصد الفسحة والسياحة فالاولى بك اخي المسلم ان تكتفي بالسياحة الداخلية وخاصة اذا كان معك عائلة، واعلم ان في السياحة الداخلية خيراً لك ولاسرتك ولبلدك، وهي افضل لك من السياحة الخارجية لان كل ما تريده وتهواه متوفر فيها حيث الاماكن المقدسة في مكة والمدينة والجو الرائع واللطيف في الطائف والباحة وأبها وعندك البحار والشواطىء والآثار والمنتزهات فماذا تريد اذن ولمَ السياحة الخارجية؟ أهو التقليد الاعمى أم المباهاة والتفاخر؟ عجباً لأمرك اخي المسلم كيف ترضى لنفسك ان تسافر لوحدك او بعائلتك الى بلاد تفتقد الحشمة وتترك بلاد الطهر والعفاف!! عجباً لك كيف سمحت لنفسك ان تستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير؟؟
اخي الحبيب ان ابيت الا السياحة الخارجية مع ما فيها من الاضرار والمفاسد، فعليك ان تتنبه لنفسك ولاسرتك من مقارفة المحرمات، واعلم ان نساءك امانة في عنقك فلا تضع الامانة لانك ستسأل عنها امام الله تعالى,
3- عجيب امر المرأة المسلمة التي تلتزم بالحجاب في بلدها، ثم تلقيه اذا فارقته!! هل الحجاب والتستر خاص ببلاد الحرمين فقط؟! وهل الخوف والمراعاة للمخلوق اعظم من الخالق الذي يطلع على السر واخفى؟؟ ألا تعلم تلك الفتاة ان الله معها مطلع عليها اينما كانت كما قال: وهو معكم أينما كنتم ؟!
ايها الاخت الفاضلة يا من تتساهلين بالحجاب ألا تخشين ان يقبض الله روحك وانت على هذه الحالة من العصيان والتكشف فيختم لك بخاتمة سوء؟ - والعياذ بالله- فاتقي الله ان يكون أهون الناظرين اليك، قالت بعض العارفات من السلف: من عمل لله على المشاهدة فهو عارف، ومن عمل على مشاهدة الله إياه فهو مخلص ا,ه, قال ابن رجب - رحمه الله- فأشارت الى مقامين: أحدهما الاخلص وهو ان يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله اياه، واطلاعه عليه وقربه منه، فاذا استحضر العبد هذا في عمله، وعمل عليه فهو مخلص لله، لان استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات الى غير الله وارادته بالعمل,
والثاني مقام المشاهدة، وهو ان يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله بقلبه، وهو ان يتنور القلب بالايمان، وتنفذ البصيرة في العرفان، حتى يصير الغيب كالعيان,
وهذا هو حقيقة مقام الاحسان المشار اليه في حديث جبريل -عليه السلام- الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك ويتفاوت اهل هذا المقام فيه بحسب قوة نفوذ البصائر ا,ه جامع العلوم والحكم 1/129,
4- للمسافرين خارج هذا الوطن المبارك ابعث هذه الرسالة اللطيفة آمل ان يتقبلوها بصدر رحب فأقول عليكم ان تكونوا خير سفراء لبلدكم، عليكم ان ترسموا الصورة المتميزة للمسلم الحق، عليكم ان تكونوا كتاباً متحركاً يقرأ من خلاله الناس تعاليم الاسلام من خلال تعاملكم الحسن واخلاقكم العالية والالتزام بكامل شرائع دينكم، واعلموا انكم تنتسبون الى بلاد طاهرة، هي مهوى افئدة المسلمين وقبلتهم، فكونوا نعم السفراء لهذه البلاد، ونعم المطبقون لشرع الله، ولا تكونوا سبباً لتشويه سمعة بلادكم ودينكم,
5- اخي الحبيب اذا كنت على متن احدى الطائرات او في احد البلدان الخارجية وشاهدت بعض الممارسات الخاطئة من ابناء او بنات بلدك فلا تبخل عليهم بالكلمة الطيبة والنصيحة الخالصة، فرب كلمة عابرة تطلقها تؤثر في قلب سامعها وتعيده الى رشده، اما السكوت والاكتفاء بالتأفف والحوقلة فهذا لا يفي بالغرض ولا يعفيك من المسؤولية في تغيير المنكر الذي تراه,
ايها الاحباب هذه بعض الكلمات التي خرجت من قلب محب لكم آملاً منكم ان تلقوها بآذان صاغية وقلوب واعية، شاكراً لكم هذا الصنيع وشاكراً لمن حمل اليكم هذه الكلمات على جناحي المحبة ونثرها على صفحات المودة فوصلت اليكم ايها الاحبة والحمد لله اولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً,
أحمد بن محمد البدر
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved