Monday 12th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 28 ربيع الاول


ما بين المعلم وإدارة التعليم
لو أنصف الناس لاستراح القاضي

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
)المشكلة بين المعلم وادارة التعليم( موضوع لمقال نشرته الجزيرة في عددها ذي الرقم )9772( الصادر يوم الخميس 17 من ربيع الاول 1420ه كتبه الاخ الاستاذ محمد الدويش ذكر فيه ما يلاقيه المعلم من مشاكل مع مدير المدرسة وان ذلك امره يسير اذ بامكان المعلم الانتقال الى مدرسة اخرى في مدينته او محافظته، ولكن المشكلة الخطيرة متى ما وقع خلاف او مشكلة بين المعلم وادارة التعليم,, فكيف يتسنى للمعلم الابتعاد عنها الا بالانتقال الى ادارة تعليم اخرى وحينها يقع في مشكلة اخرى وهي ابتعاده عن سكنه وحاجة اهله اليه,, وفي ختام مقالته تلك ذكر العلاج حسب رأيه وهو تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة,
وتعقيبا على ذلك استميحكم العذر لأقول: )لو انصف الناس لاستراح القاضي( فما طرحه الاخ الدويش كعلاج يعود الى الاشخاص انفسهم باصلاح نواياهم والاخلاص في أعمالهم وهذا هو المطلوب وهو الاصل في العاملين على العموم ما لم يتبين خلاف ذلك في احد منهم,, ولدي بعض الاقتراحات كعلاج لتلك المشكلة وعند غيري غيرها وافضل منها ولكن ذلك لا يمنع من ذكرها:
اولا: ان النظام السائد على مديري المدارس نظام الاربع سنوات فالتغيير او النقل او التمديد,, وكما هو معمول به في نظام الوزراء ونحوهم,, فلماذا يستثنى مديرو التعليم من هذا النظام؟ مع ان ذلك النظام ما وضع وطبق الا لمصلحة العمل بتجديد الخبرات وتنويعها وتطوير العمل من حسن الى احسن، واغلاقا لما يحدث من اضرار,
ثانيا: مسألة كبيرة وجديرة بأن يخصص لها مقال مستقل، وكثيرا ما راودتني فكرته,, ولكن اغتنمها فرصة لأقحمها في هذا التعقيب لمناسبتها له,, هذه المسألة هي )المصلحة( هذه الشماعة المطاطية التي تمتد وتضيق دون حدود، فلا قيد لها ولا رسن، عائمة كالهواء وذائبة كملح البحر في مائه,, تمتطى ليتخطى بها الانظمة، وتمتطى لإلغاء الانظمة وتجاوزها فهي كالبحر لا قعر لها ولا ساحل,, يلقى فيها كل شيء ويؤخذ بها كل شيء, فهي مفتاح لكل ممنوع وقفل لكل مسموح، قد استغلت استغلالا عجيبا,, فمتى اريد شيء لا ينص عليه نظام جيء بها معللة فقيل: )حسب ما تقتضيه المصلحة(!! ومتى اريد تخطي شيء نص عليه نظام قدمت عذرا فقيل: )وبناء على ما تقتضيه المصلحة( مع ان المصلحة من ذلك براء,, والامثلة كثيرة لتوضيح هذا الاستغلال باسم المصلحة فمن الامثلة:
- مدرستان لمرحلة واحدة تخلو احداهما من معلم متخصص في احد التخصصات بينما الاخرى لا يوجد بها من ذلك التخصص الا معلم واحد فقط فينقل الى الاخرى وتحرم الاولى منه مع ان رغبته في الاولى والسبب )حسب ما تقتضيه المصلحة( مع ان ظاهر الحالة وواقعها في المصلحة سواء,, فأين المصلحة التي فضلت مدرسة على اخرى ونقلت المعلم بغير رغبته ورغما عن انفه؟!
- مدرس في مرحلة ثانوية او متوسطة يطلب نقله لإحدى المدارس الابتدائية فينقل اليها حسب رغبته ويجبر مدرس آخر في المرحلة الابتدائية بنقله الى مكان ذلك المدرس وكل ذلك )بناء على ما تقتضيه المصلحة( فأين هي تلك المصلحة؟!
أمثلة كثيرة مشابهة وغير مشابهة تحدث بسبب )المصلحة( فما قيد هذه المصلحة وما شرطها؟
ان المطلوب في هذا الامر هو: ان تقيد تلك المصلحة بشروط تبين بعد عبارة )بناء على ما تقتضيه المصلحة( وذلك بذكر النقاط والعلل والفوائد والنتائج المبتغاة من تلك المصلحة كي يقف ويطلع عليها الجميع ويعرفوا هذه المصلحة التي من اجلها اصدر ذلك القرار او الخطاب او التعميم,
اما غير ذلك فالمصلحة بحر يختبىء فيه متخطي النظام ويتكىء عليه المديرون بفرض سلطتهم، والهروب من تقييد الانظمة، وبالتالي يخضع العاملون المغلوبون على امرهم لكل ما يريده المدير,, فمسكينة انت ايتها المصلحة!! فأين المنقذ لها قبل ان تغرق وينتشلها من هذا المصير المجهول؟!
ثالثا: ان تقوم الوزارة بارسال استبانات تقييمية لمديري التعليم، تسلم للمشرفين ومديري المدارس والمعلمين بطريقة تنظيمية محددة ومقننة,, تسلم من وللوزارة بطريق لا يمر بادارة التعليم، والوزارة تشرف على ذلك فنتائجها وتطبيقها مسئولية الوزارة مباشرة,, ولهذا التطبيق فوائد كثيرة منها:
1- ان الوزارة تقف على اداء مديري التعليم الميداني من خلال العاملين فيه لا عن طريق التقارير المنمقة المزركشة المدبجة بألفاظ الاطراء والمديح,
2- شعور جميع العاملين في الميدان التربوي التعليمي بروح الجماعة فيعلمون بتعاون وتنافس بعيدا عن الحزازات والتسلط والضغوط النفسية,
3- تساوي العاملين في مقصدهم والعمل على الوصول للهدف المنشود وهو: تنشئة جيل صالح نافع لدينه ثم وطنه ومليكه ومجتمعه,
4- الكشف السريع لما قد يقع من اخطاء او خلل في بعض ادارات التعليم، لأن ذلك التقييم وتطبيقه سيكون من اعداد كبيرة من العاملين فاجماعهم على امر جدير بالاهتمام والمناقشة فمن ثم يسير الركب بخطى ثابتة وتدفع عجلة العمل ببصيرة ثاقبة,
5- ناهيك عن الاقتراحات والآراء والافكار التي ستكون نتائج فكرية لعشرات الآلاف من العقول النيرة العاملة الممارسة المتمرسة القريبة من الميدان,
6- واخيرا فهذا الامر يسير حسب المنهج المتبع في وزارة المعارف وهو نهج التجديد والتطوير والتطور ومحاولة القفز العالي والوثب الطويل والتخطي للحواجز والعقبات تيسيرا وتسهيلا لطريق التقدم والرقي,
عبدالمحسن المنيع
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved