Monday 12th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 28 ربيع الاول


أسلوب آمن جداً للولادة
متى يلجأ الطبيب لإجراء الجراحة القيصرية؟

المقصود بالقيصرية هو التوليد جراحيا من البطن,, وتجرى هذه الجراحة الآن، بثقة وأمان نتيجة التقدم في صناعة المضادات الحيوية وأساليب التخدير، ونقل الدم وتوافره، وايضا تقدم مهارة جراحي التوليد,
وقد كانت هذه العملية في الماضي )منذ حوالي 30 أو 40 سنة( تعتبر من الجراحات الخطيرة وكان ذلك راجعا للقصور في تشخيص دواعي إجراء الجراحة، وكذلك الامكانات المحدودة في غرفة العمليات والتعقيم، وقلة الخبرة الجراحية وعدم اجراء العملية في الوقت المناسب اما الان فقد تغير الوضع تماما حيث ادخلت عوامل جديدة لدواعي اجراء الجراحة القيصرية,
ولإلقاء مزيد من الضوء على الولادة القيصرية التقينا بالدكتورة رغدة الكيلاني، استشارية امراض النساء والتوليد بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني فقالت: الولادة القيصرية تتم لاخراج الجنين من بطن امه عن طريق عمل شق في بطن الام وجدار الرحم بدلا من خروجه بالطريقة الطبيعية عن طريق قناة المهبل,
وتضيف د, رغدة ان اول حالة ولادة بفتح البطن تمت في عهد قدماء المصريين وذلك بعد وفاة الام وكان ذلك منذ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، اما عن تسمية العملية بالقيصرية فلا يعود الى يوليوس قيصر كما يعتقد البعض ولكن اخذت التسمية من فرع من العائلة الرومانية القديمة يوليوس والتي كان لقب عائلتهم قيصر )سيزر(، وهي تعني باللغة اللاتينية )يقطع( وعلى هذا الاساس سميت بهذا الاسم نتيجة لان الولادة تتم عن طريق فتح البطن,
ويقول بعض المؤرخين المعاصرين ان هذه التسمية بهذا النوع من التوليد جاءت بناء على مرسوم صدر اثناء حكم نيوما يومبليس في الفترة من عام 715 الى 637 قبل الميلاد واستمر العمل بهذا المرسوم اثناء فترة حكم القياصرة وكان يقضي هذا المرسوم بعدم دفن اي امرأة في مراحل حمل متقدمة الا بعد اجراء جراحة فتح بطن واستخراج الجنين قبل دفنها,
وتقول الدكتورة رغدة انه حتى بداية القرن العشرين كان هناك الكثير من المخاطر التي يمكن ان تواجه مثل هذا النوع من العمليات نظرا لعدم وجود مفهوم متكامل عن التشريح وبدائية ادوات الجراحة المستخدمة كذلك الاساليب الخاصة بالتخدير مما كان له الاثر في تعريض الام للعديد من المخاطر، اما الان وفي ظل هذا التقدم الهائل في المهارات الجراحية وظهور المضادات الحيوية وتوفر بنوك الدم والتقدم في وسائل التخدير واتباع اساليب تعقيم على اعلى المستويات فان معدل المخاطر قد انخفض بشكل كبير جدا بل يمكن القول ان هذا النوع من العمليات اصبح يتم الان بشكل روتيني,
اما عن الاسباب التي تجعل الطبيب يلجأ الى اجراء الجراحة القيصرية فتقول الدكتورة رغدة: هناك اسباب كل منها على حدة او كلها مجتمعة نضطر معها لاجراء العملية القيصرية وهي:
& وجود ضيق بحوض السيدة الحامل، يتعدى المقدار المسموح به ، ويتقرر ذلك بعد اجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة لاظهار هذا السبب,
& حالات سرطان عنق الرحم، وخصوصا اذا تم اكتشافها في الفترة الاخيرة من الحمل,
& في بعض حالات امراض القلب مع الحمل اذا كانت هناك صعوبة في التوليد المهبلي بسبب اوضاع غير طبيعية للجنين مما يعرض حياة الحامل للخطر,
& بعض حالات التشوهات الخلقية في المهبل التي قد تمنع تمدده اثناء الولادة لخروج الجنين وهذه قد تكون خلقية او نتيجة عملية سابقة بالمهبل,
& اذا سبق اجراء عمليتين قيصريتين للحامل خوفا من حدوث انفجار بالرحم,
& وجود ورم ليفي بالرحم يشغل حيزا من الحوض، ويمنع تقدم الجنين فيه اثناء الولادة,
& بعض حالات الحمل، مع وجود ورم كبير بالمبيض بالحوض، وفشل محاولة ابعاده عن طريق الجنين عند تقدمه في الحوض اثناء الولادة,
& وجود صعوبات في الولادة المهبلية السابقة نتجت عنها اصابة الحامل بمضاعفات في انسجة الحوض أو عظامه,, كذلك مضاعفات للجنين أو موته بسبب صعوبة في الولادة,
& حدوث نزيف قبل الولادة ويرجع ذلك الى اندغام المشيمة في الجزء السفلي من الرحم، بالقرب من فتحة عنق الرحم الداخلية، او تغطيتها بالمشيمة مما يسبب نزيفا قبل او بعد تمدد عنق الرحم اثناء الولادة,, او يمنع نزول الجنين اثناء الولادة ايضا وفي هذه الحالات يجب اجراء العملية فورا اذا كان النزيف شديدا بصرف النظر عن عمر الجنين,,او كان النزيف معتدلا والجنين كامل النمو,
& بعض حالات الوضع غير الطبيعي للجنين في الرحم مثل المجيء بالمقعدة مع كبر حجم الجنين وكذلك وضعه المستعرض مع فشل محاولة تعديل وضعه قبل او اثناء الولادة وايضا في بعض الحالات الخاصة بالمجيء بالرأس,
& نزول الحبل السري قبل الجنين، اثناء الولادة وقبل تمدد عنق الرحم التمدد الكامل، اذا كان الجنين مازال حيا,, وهنا ايضا يجب اجراء العملية فورا وبدون تأخير,
& في بعض حالات الحوامل المريضات بالبول السكري، مثل كبر حجم الجنين، او فشل عملية تحريض الولادة او تقدم الولادة ببطء,
& بعض حالات تعسر الولادة خاصة عند انفجار جيب المياه قبل الولادة بمدة طويلة مما يشكل خطرا على حياة الجنين بسبب الجراثيم التي قد تنتقل اليه من مهبل الام بعد انفجار جيب المياه مبكرا لانه يحمي الجنين من التلوث,
وتضيف الدكتورة رغدة الكيلاني ان الهدف الذي يسعى لتحقيقه طب النساء والتوليد كان ولا يزال يتمثل دائما في ولادة مواليد اصحاء في ظل عدم وجود خطورة تذكر على حياة الام وجنينها وذلك بغض النظر عن اسلوب التوليد المستخدم,
وفي خلال الثلاثين عاما الماضية ازداد الاقبال على هذا النوع من التوليد الذي تتوفر فيه السلامة وتخلى الاطباء عن القيام بالولادات الصعبة والطويلة كاستخدام الجفت او الشفط اثناء التوليد عن طريق المهبل ومن ناحية اخرى فقد شهد العالم خلال الخمسة عشر عاما الاخيرة تقدما كبيرا في مجال رعاية الاطفال حديثي الولادة وتقدم طرق متابعة الجنين بالاجهزة الحديثة اثناء الولادة مع امكانية تقييم صحته حتى قبل ولادته وهذا بدوره ادى الى الاقدام على استخدام مثل هذا الاسلوب,
ومن الجدير بالذكر ايضا ان معدل الولادة القيصرية ظل ثابتا نسبيا لمدة 25 عاما وذلك بنسبة تراوحت بين 2% و5% )في الفترة من 1940 الى 1965( اما الان فيتراوح هذا المعدل بين 15% و25% في العالم العربي )في الفترة من 1980 الى 1990( وهنا في مستشفى الملك فهد فان هذه النسبة تتراوح فيما بين 8% الى 10%,
وفي النهاية تؤكد الدكتورة رغدة الكيلاني على ان الولادة القيصرية تتم الان بشكل آمن جدا بالوسائل والامكانات المتقدمة والمتاحة وذلك في حالات التوليد التي تقتضي ذلك,
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved