Monday 12th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 28 ربيع الاول


من الاثنين إلى الاثنين

اعتذر عن اكمال محادثته الهاتفية مع احد الاصدقاء المقربين متعللا بدخول زائر لينكفىء على نفسه,, والسبب سؤال موجع,,!!
صبار ياقلبي على الجرح صبار
اقنع بما جا من عذاب الليالي
وكعادته يهرب في اول مواجهة مع النفس امام اعين الفضول وظواهر الحرص الحقيقي عادة والمفتعل احيانا,, يعيش المرح بحجم فرح من حوله حتى يعتقد البعض انه لايجيد سواه, ويجد في وقت الجد وكأنه خلق ليكون جاداً,
هو رجل اعمال ناجح بكل المقاييس,, من اقل صفاته جمالاً,, طيب معشره,, وكرمه، جمع التواضع,, توحي ملامح وجهه انه في الثلاثينات مع انه قد تجاوز الخمسين,, تذوب رجولته امام ابتسامة عذبة بريئة تتموج سحراً على ثغر صبي او صبية,, في زياراته لاقاربه وبعض المقربين جداً من اصدقائه يتحول المجلس الى روضة اطفال صاخبة هو احدهم بل اعذبهم,,
يجيب الدعوات الموجهة اليه على الا تكون دعوة لحضور زفاف,, إذ يبادر بالاعتذار ,, واذا لم يستطع اختلق مايدعوه الى السفر ليخرج من مأزق الحضور,, وفي مثل تلك السفريات لايخبر احداً عن وجهته حتى مدير مكتبه الذي ينسق عادة مواعيد سفره,, والتزاماته,, وينفرد في سفره بنفسه التي يطلق لها العنان,,
ياويل قلب حب شوفك وطاريك
من يوم غبت وعنه الافراح تنزال
يفزلا من سمع ذكرك وطاريك
ما غرته عنك كثيرات الازوال
يرجيك في قربك وبعدك يناجيك
ودمعه عليك بهجعة الناس همال
يبعث اضرابه عن الزواج رغم تقدمه بالسن حيرة كل من حوله اذ تزوج كل اخوته وبقي عازباً لايفكر او هكذا يعتقد اهله واقاربه,, فقد حاول والده ذلك قبل اكثر من ثلاثين سنة ولم يفلح وحينما لم يجد اجابة شافية تركه لشأنه,
وكلما التقى بوالده رأى في عينيه ذلك السؤال او الطلب وتشاغل عن تلك النظرة الموجعة وهرب كعادته,, واكتفى بحديث النفس,, للنفس
كل ما قلت ابصبر عن غرامك واتوب
جددت جرح قلبي لك هبوب الرياح
وجت بطاريك عندي كل نسمة هبوب
وانعشت ذكرياتك ماضيات الجراح
احدى عماته التي تحاصره بأسئلتها كثيرا عندما تنفرد به وجد لإسكات اسئلتها طريقة رائعة اذ لايذهب للسلام عليها الا عندما يعلم انها تحضر مناسبة عابرة تكتظ بالحضور وحينما تطلب منه زيارتها في بيتها يعتذر بكثرة مشاغله,, وعندما يعلم انها مسافرة يتصل ليسأل عنها موحياً انه بصدد زيارتها وقد يزور بيتها إمعانا في احكام خطته للافلات من قبضة اسئلتها وعندما يعود من الزيارة او ينهي مكالمة السؤال عنها يسافر عما حوله الى عالمه الخفي ووحدته,
ول ياقلب فارقت الفرح والطروب
ونجمك اللي رجيته من سما الحب طاح
ولايزال على تلك الحال لعدة ايام,, اذ يعود الى حالته الطبيعية وكأن شيئا لم يكن,, وفي احدى المرات التي يجتمع فيها مع احب اصدقائه من اطفال اقاربه فاجأه احد الاطفال بسؤال بريء,, وموجع وين عيالك ياعم,,؟؟ اجاب بارتباك ملحوظ,, مسافرون واعاد له ذلك الطفل حالة الهرب والألم,
تعذبت من عين شقاها علّي يطول
على ذكريات ماضية هلت العبره
الى شافت اللي يشبه الزين لو بالزول
تخيله بنظرات التوجاد والحسره
تهلين ياعيني وانا اقول لك يحول
من الدمع في قلبي مثل حامي الجمره
وكم كانت كارثته كبيرة ومزلزلة,, وكم كان لخبر موت خالته الغالية ذلك الدوي العظيم,, بكى لموتها زوجها,, وابناؤها وجميع افراد العائلة بحرقة,, اما هو فكأن الذي مات جزء منه سكت الجميع عن البكاء,, وبقي دمعه متساقطاً,, ينام على ألم فراقها ليصحو عليه,, ذهل الجميع لما اصابه,, إذ لم يكن طبيعياً,, ولو قدر لاحد ان يبكي على موت نفسه لما وصل الى ماوصل إليه,,
وفي مكاشفة اولى ومنذ ثلاثين سنة قال لصديقه الحميم ابن خالة اخرى,, انني ابكي على من قتلتني بحسن نية بل قتلتني حبا وامومة وعطاء,, فقد اوحيت لوالدتي سراً وانا في العشرينات بميلي لابنة خالتي ورغبتي بالزواج منها وحين حدثتها والدتي بذلك,, افادت بانها قد ارضعتني خلال مرض ألم بوالدتي وانها غير متأكدة هل انا الذي رضعت منها ام شقيقي التوأم الذي مات قبل ان يكمل عامه الثاني,
* شعر أغاريد السعودية من ديوان صدى الذكرى
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved