Saturday 17th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 4 ربيع الثاني


الأدب المثمن
الإخوان الخُوَّان
أحمد عبدالله الدامغ

ما دار في خلدي أن اكتب موضوعاً عن جفوة بعض الإخوان لإخوانهم, او جرأتهم على خيانتهم والغدر بهم رغم ما هنالك من ادلة نموذجية قص علينا القرآن الكريم بعضاً منها, لكن خاطرة توقفت بي عند حديث سمعته من احدهم اثناء جلسة أدبية كان للحديث عن الاصدقاء والأخوان شطراً من وقتها, وكاد يكون هناك ما يشبه الاجماع على ان الصديق يكون في كثير من الأمور والحالات التي تتطلب المساندة مادياً ومعنوياً افضل بكثير من الاخ وتواردت امثلة حية على ذلك، واستشهد باسماء معروفة في زماننا واشيد بوقوف اصحابها مع اصدقائهم وقوفاً لا يفعله اخو النسب مع اخيه.
قلت: ليس هذا بمستغرب اذ لهم في الامثال مثل يقول: رب أخ لم تلده امك وقالوا: الصديق لا يعرف الا في وقت الضيق, ولا اريد هنا سرد الامثلة الدالة على وفاء الاصدقاء بقدر ما اريد الاشارة الى خيانة الاخوان التي تلحق الضرر بل ربما اودت بهلاك اخيهم لانها - والمعنى بذلك الخيانة - اكثر ما تكون نابعة من الغيرة التي تملأ الصدر حقداً وتوجد في النفس حنقاً فاذا واتت الفرصة فعلوا فوق ما يفعله صاحب الثأر والعدو المتربص.
ولقد وقف الشعراء من هذه الظاهرة موقف الباحث عن حل لها,, من ذلك ما جاء ضمن قصيدة الشاعر عبد الرحيم بن احمد البرعي اليمني من علماء القرن الخامس الهجري التي امتدح بها الفقيه احمد بن ابي بكر القرشي واستهلها بقوله:
ما ضر وجد الهوى العذري لوهانا
عن قلب صب اطاع اللهو ولهانا
ومنها قوله:
تاجرت بالشعر ابغي الربح فانعكست
حالي عليّ فعاد الربح خسرانا
وخانني من اصيحابي وغيرهم
من لم يكن قبل صفر الكف خوّانا
قالوا: أتشكوا من الأخوان قلت: وما
افاد كون بني يعقوب اخوانا
القوا اخاهم على قرب الرحامة في
غيابة الجب باكي العين حيرانا
وبعدُ باعوه عبداً آبقاً ورموا
به على غير جرم ذئب كنعانا
وكم رجال كثير كنت آملهم
ولم يزل لابس الآمال عريانا
لا يورق العود من رعد بلا مطر
اذ ليس يُروي سراب القاع ظمآنا

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved