Saturday 17th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 4 ربيع الثاني


الغربال
أ,د, عبدالله بن محمد أبو داهش

(5)
قال الحسن بن عمرو، وقيل لابي محمد التميمي:
اذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليه يغيب
اذا كانت السبعون سنك لم يكن
لدائك الا ان تموت طبيب
وان امرأ قد سار سبعين حجة
الى منهل من ورده لقريب
اذا ما انقضى القرن الذي انت منهم
وخلفت في قرن فأنت غريب (1)
قلت: لربما قبس الشاعر في صدر ابياته هذه ولكنه يتفوق في معانيه اذ تناول جانباً مهماً في حياة الانسان على غاية من الاهمية والمعنى إلا تلحظ هذا التنبيه من خطورة الغفلة، والاحساس بالرقيب حيث لا يخفى على الله خافية، وهذا الواقع يتمثل في حقيقة التقوى وما يتصل بها، فالمؤمن الحق هو الذي يدرك هذا الجانب ويتعامل معه، فلا يفرط في جنب الله، بل هو على حذر من الوقوع في الخطأ والغفلة، وعندئذ يتحقق الايمان ويفرخ في الفؤاد.
وعندما اطمأن الشاعر لمبناه الفكري التفت الى تجربته الحياتية التي تمثل خلاصة فكره وحقيقة تجربته قال:
اذا كانت السبعون سنك لم يكن
لدائك الا ان تموت طبيب
وانه لعمر طويل، منتهاه سبعون سنة بأيامها ولياليها عمر بعيد، وأمل مديد محصلته عند الشاعر واجب الانتباه، والحذر وخلاصته حقيقة التجربة ووضوحها، وان الأمر الواقع ما دونه دافع.
(1) علي بن الحسن البصري، الحماسة البصرية 2/47.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved