Saturday 17th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 4 ربيع الثاني


حديث الشبكة
ودائع من بنك الخواطر (1-5)
خالد بن محمد ابا لحسن *

تدور بذهني خواطر كثيرة حين أجول العالم من مكتبي أو أزور موقعا فأستحسنه او حتى حين أخلو بنفسي في سيارتي على طريق ولا أجد ما يروق لي استماعه فتشرد بي الافكار يمنة ويسرة وأنجح احيانا في اصطياد بعض الخواطر فأوقف السيارة على جانب الطريق لأكتبها على ورقة صغيرة على امل ان استكمل صياغتها حين اعود إلى منزلي وأدونها بتفصيل في وثيقة في بنك الخواطر وهو ملف خصصته في جهازي لتدوين الافكار والخواطر من ذلك النوع.
وفي هذه المقالة اتحدث عن مجموعة من الخواطر التي سجلتها في بنكي الفكري تحت ملف اسميته الانترنت السعودية وهي خواطر تتعلق بالجدوى من إنشاء المواقع ودور مقدمي الخدمات التجارية والمعرفية على الانترنت ففي رأيي ان هؤلاء اولى بالفهم والاستثمار السليم للانترنت, أما المبحرون في الانترنت فإن فهمهم واستثمارهم للانترنت يزداد ويتقدم تبعا لتطور واتقان خدمات المواقع التي يرتادونها, ومما يؤسف له ان الاستخدام التجاري للانترنت لدى السعوديين ينحصر إلى حد كبير في مواقع اجنبية لندرة المواقع التجارية العربية على الشبكة التي لا زال اغلبها محصوراً في اداء الدور الاعلاني فقط, ومتصفحو الانترنت على اية حال في موضع الاختيار فإن راق لهم ما يرون في صفحة ما وإلا فسينتقلون إلى غيرها دونما عبء او اهتمام, ولان رضاهم ورؤيتهم ورغباتهم تؤثر بشكل كبير على ما ينبغي ان تكون عليه خدمات المواقع فإن تلمس رغباتهم وحاجاتهم ورضاهم مطلب كبير يؤثر بشكل فاعل على نجاح موقع وفشل آخر.
المعرفة ثم الاستثمار
ما هي الانترنت؟ وكيف يمكنني استثمارها لتسهيل وتطوير عملي؟ هذه اسئلة يجب ان يسألها كل ذي صلاحية أو قرار, ان معرفة الانترنت مهمة للمواطن والمسؤول (في أي قطاع كان) فمعرفتها مهمة للمواطن ليعرف كيف تعمل وما يمكن ان تقدم له من خدمات وتسهيلات ومعرفتها مهمة للمسؤول ليعلم كيف يمكن ان تسهل له خدمة مواطنيه وتحسن اداء دائرته وترشد من الانفاق فيها وترفع مستويات الاستثمار من خلالها, وحين تتحقق المعرفة الجيدة يتيسر الاستثمار الامثل ولذا فإن اتخاذ المواقع ليس له ما يبرره بالضرورة قرارا ما لم تكن هناك خطة استثمارية (وليس مالية بالضرورة) واضحة المعالم.
مع الخيل الشقراء
إن النزعة الجماعية لدى الكثير من القطاعات الخاصة والعامة لتأسيس وتدشين مواقع على الانترنت تعتريها فروق في الفهم والتطبيق للغاية التي من اجلها يتم انشاء موقع على الانترنت لدائرة او اخرى ولدى زيارة بعض المواقع التي تمثل قطاعات هائلة يدور في الخلد تساؤل مفاده: ما الهدف الحقيقي من وراء إنشاء ذلك الموقع؟ فالمثل القائل (مع الخيل الشقراء، أو - يا شقرا - كما درج)ينطبق على عدد غير قليل من المواقع التي تمثل قطاعات ذات شأن كبير, ولا حرج في ان يقوم الافراد بانشاء المواقع لمجرد الرغبة في اتخاذها على الشبكة لكنه لا ينبغي ان تكون الحال كذلك حين يتعلق الامر بالقطاعات والمؤسسات والدوائر الكبرى.
والعارفون بطبيعة الانترنت يمكنهم اجراء مقارنة يسيرة بين عدد زوار موقع ما عند انشائه وبعد انشائه بأشهر قليلة ليتبينوا كيف ينهار المعدل الاسبوعي لعدد الزوار بعد اسابيع قليلة من إنشائه وذلك لانهم ببساطة زاروه لأول مرة ولم يجدوا ما يدعوهم للعودة إليه فتابوا من بعدها توبة نصوحا, وفي الاسبوع القادم نواصل الحديث.
* جامعة انديانا

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved