Saturday 17th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 4 ربيع الثاني


بعد أن تحول القراصنة لرجال أمن
فيروسات الكمبيوتر تجتمع في لاس فيجاس

* أمريكا - من عبدالعزيز أبانمي
بعد ان كان رجال الامن الاتحاديون والمخبرون الخاصون يخوضون حربا ضروسا العام الماضي ضد قراصنة الكمبيوتر ومخترعي الفيروسات الحاسوبية هاهم يجتمعون هذا العام جنبا إلى جنب في مؤتمر فريد من نوعه يعقد في مدينة لاس فيجاس هذا الاسبوع ويمثل هذا المؤتمر بداية اجتماعات سنوية لمنظومة ديفكون التي تضم في عضويتها قراصنة الكمبيوتر وزملاءهم من مخترعي الفيروسات كما ان المشرفين على تنظيم هذا المؤتمر يتوقعون حضور اكثر من 2000 شخص خاصة وان جدول اعمال المؤتمر يضم الكثير من المحاضرات التي يقدمها خبراء الامن وعصابات القرصنة والعديد من الاكاديميين وأعضاء الحكومة من ابرزهم المدعي العام لولاية نيفارا الأمريكية.
غير ان ابرز المحاضرات وأكثرها اهمية، رأي المشرفين على المؤتمر هي تلك التي سيقدمها كيفن بولسين الذي قضى خمس سنوات من عمره في السجن بتهمة القرصنة على مكالمات الاخرين، كما انه ممنوع من استخدام الكمبيوتر.
غير ان احد اهم اسباب انعقاد هذا المؤتمر حسب ما ذكر المشرفون عليه هو وضع الاطر العامة لصداقة جديدة بين قراصنة الكمبيوتر ومستخدميه العاديين ويذكر جيف موس بأن هدف المؤتمر تهيئة فرصة لمستخدمي الكمبيوتر للالتقاء بالقراصنة والتحدث اليهم وجها لوجه!! إذ ان ديفكون بالرغم من سمعتها السيئة كمصدر للعديد من خطط تخريب الاجهزة الحاسوبية والشبكات فإنها تضم في عضويتها الكثير من صغار السن المتميزين بكونهم أذكياء ومعتدين بأنفسهم وفوق ذلك كونهم خبراء في القرصنة.
كما يوفر المؤتمر فرصة ذهبية لهؤلاء الخبراء القراصنة للتمتع بآخر ما تفتقت عنه عقول زملائهم من اساليب حديثة ومبتكرة للتنغيص على المستخدم العادي للكمبيوتر.
شغب قبل الاجتماع
ولكي يثبت قراصنة الحاسب قدرتهم على الابتكار فإنهم يوظفون خبراتهم المريضة في تنغيص واشغال حراس الامن في الفندق الذي يستضيف المؤتمر الذين يفقدون صبرهم بسبب ما يفعله هؤلاء القراصنة وكمثال على ذلك فقد تمكن هؤلاء القراصنة العام الماضي من التلاعب بمواقع القمار الحاسوبية التابعة للفندق الذي اقيم فيه المؤتمر, اما نظام تتبع الحرائق واطفائها فلم يسلم من اذاهم إذ ربطوه مباشرة بالنظام الذي يتحكم في المصاعد الكهربائية.
وعلى الجانب الاخر الاكثر جدية يتحدث مشرفو هذا المؤتمر عن الوحدة الحكومية لمتابعة الاجرام على الحاسب والانترنت التي يشرف عليها مباشرة مكتب المدعي العام في مدينة دالاس الامريكية.
وكانت هذه الوحدة قد اصدرت 16 أمر اعتقال في 12 قضية بعد عام كامل من التحقيق والتحري في جرائم متعلقة بالانترنت والحاسب غير انه لم يتم حتى الآن إدانة اي شخص.
ضربات موجعة للادارة الامريكية
ولم تكن الحكومة الامريكية لتتحرك بمثل هذه السرعة والقوة إلا بعد ان تعرض الكثير من المواقع الالكترونية للحكومة والعديد من الشركات الخاصة لغارات مستمرة من القرصنة وتشمل القائمة مجلس الشيوخ ومكتب التحقيق الفيدرالي )FBI(.
غير ان مثل هذه الاجراءات القضائية قابلها القراصنة بغارات هجومية جديدة انتقاما لما يحدث.
وكان العام الماضي عاما حافلا فعلا بظهور العديد من الفيروسات المدمرة التي نشرت الرعب على المستوى العالمي، كان ابرزها فيروسا، ميلسيا وأكسيلورر وهو ما دعا القائمين على المؤتمر إلى ادراج موضوع القوة المتعاظمة والتنوع المستمر لتلك الفيروسات التي تنتشر عبر الرسائل الالكترونية والشبكات، كواحد من المواضيع المهمة لهذا العام.
وكان احد اشد غارات القرصنة ايجاعا هي تلك الغارة التي تعرض لها موقع مكتب التحقيق الفيدرالي )FBI( والتي يبدو ان اعضاءه لايزالون يذكرون تفاصيلها رغم مرور عام كامل على حدوثها.
القراصنة يعملون لتحسين البرامج
لكن ابرز ما في هذا المؤتمر هو ذلك الخليط العجيب من قراصنة الحاسب ورجال الامن الذي يؤكد حقيقة واحدة واتجاها عاما متزايدا يتمثل في انه اصبح من الصعب التفريق بين اصحاب النوايا الطيبة والخبثاء وان العديد من اصحاب الخبرة في القرصنة الحاسوبية تحولوا إلى خبراء أمن يعملون لحساب الحكومة والقطاع الخاص فيما تعمل مجموعات القرصنة على وضع الاطر العامة لنشر دعاية ان هذه المجموعات تعمل على تحسين العديد من البرامج المعروفة من خلال ضربها في مواقع غير حصينة يسهل سقوطها بيد الاعداء.
وعلى سبيل المثال فإن مجموعة تنتمي إلى ديفكون اعلنت عزمها على اطلاق برنامج اسمته ثقب 2000 الخلفي يمكن من خلاله حسبما تدعي المجموعة التحكم في الاجهزة التي تعمل بنظام )Windows NT( من اماكن بعيدة ونائية وعلى الرغم من ان الهدف من هذا البرنامج هو خدمة اغراض القرصنة واطلاق الفيروسات فإن افراد المجموعة يفضلون استخدام كلمات اخف حدة إذ يصفون البرنامج بأنه أداة تحكم شبكية .
كما انهم يدعون ان هدفهم هو تشجيع شركة مايكروسوفت كي تعمل على تحسين برامجها بشكل يسمح لها ان تتعامل مع مثل هذه المحاولات للتحكم من مسافات بعيدة.
وأيا كان الهدف فمن الواضح ان عالما عجيبا ومليئا بالغرابة يضم القراصنة بدأ في الانتشار فهو عالم تلعب فيه الاسماء المستعارة دوراً هاماً فيما يبدو اعضاؤه وكأنهم مخلوقات فضائية قادمة من كواكب اخرى بما يرتدونه من ملابس واكسسوارات.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved