** عندما زرت منطقة سدير,, كان لدي اصرار كبير على أن أزور مدنها الرئيسية الكبرى,, وعلى رأسها,, المدينة الثانية في منطقة سدير,, وهي حوطة سدير.
** لقد ذهبت بنفسي,, أقود سيارتي الخاصة,, بدون دعوة من أحد,, وتجولت في حوطة سدير لأرى عن قرب مدينة أحبها واحب أهلها,, عزيزة على نفسي، معزة بحجم معزة أهلها,, فلي فيها صداقات وعلاقات ويعلم الله,, انهم من أخلص وأقرب اصدقائي,, وأكثرهم وداً ووفاءً.
** أقول,, عندما زرت حوطة سدير,, كان في ذهني,, أن أجد مدينة نظيفة مرتبة جميلة متناسقة,, ولكن صعقت عندما وجدت العكس تماماً,, وتألمت وتأثرت لما شاهدته,, وعندها,, لم أجد بداً من أن أنقل الحقيقة,, ويعلم الله,, كم تعتصرني المراراة,, وكم أشعر بالألم لما شاهدته.
** نعم,, سقت الحقيقة,, من أجل الحوطة وأهل الحوطة,, ومن أجل البحث عن مخرج لهذه المدينة الكبيرة المهمة,, وقد شكرني الكثيرون من أهل الحوطة على هذه المصارحة,, كما شكروني على نقل هذه الملاحظات للمسؤول,, عسى أن يتم تداركها.
** إلا أن هناك قلة لم يفهموا الأمر على وجهه الصحيح، فظنوا أنني اسيء للحوطة بهذه المعالجة,, وبهذا النقل الصادق,, فغضبوا مما كتبت.
** ومن المعروف لكل انسان يفهم ,, أنني كتبت كل ذلك من أجل الحوطة,, وأهل الحوطة,, فلقد نقلت صوتهم بكل أمانة,, وناشدت المسؤول -في الحوطة وغير الحوطة - أن يفعل شيئاً من اجل هذه المدينة الرائعة بروعة أهلها فقط.
** كان هدفي وهاجسي ودافعي,, هو خدمة الحوطة ليس إلا,, كما هو شأني مع مدنٍ وقرى أخرى كتبت عنها سلباً أو إيجاباً - حسب واقع الحال - من أجل خدمتها وخدمة أهلها,, فقد نقلت الحقيقة بعينها، ولم اضف شيئاً من عندي,, ونقلت الصورة للمسؤول بكل أمانة,, وكله أيضاً,, من أجل الحوطة,, فكيف يغضب هؤلاء من كتابة مخلصة من أجلهم؟.
** إن أرقى حي في مدينة الحوطة,, حي الجبل تحول إلى محرقة والى صنادق واحواش للاغنام بجوار الفلل السكنية,, اضف الى ذلك سوء منظر الشوارع وعدم وجود اي انارة,, وحدث ولا حرج عن الحفر والمطبات والروائح الكريهة.
** أما الشارع العام,, فهو وجه اي مدينة,, ولهذا,, يجد الاهتمام الأوفى من مسؤوليها ولكن عندما تشاهد هذا الشارع في حوطة سدير,, تجده غير ذلك حوسة بالفعل,, اذ يذكرك هذا الشارع - بأرصفته - بشوارع بعض القرى والمدن قبل خمسين عاماً,, والتي تخطط بالرِّجل والذراع والبُوع ,, علاوة على عدم تناسق المحلات, فهذا مبنى جميل، جواره اكثر من شحنة رمل ابيض وبلاط وبلك أحمر,, وهذا محل جميل ونظيف وجواره ورشة لاصلاح الثلاجات والمكيفات الصحراوية.
** سوق الخضار بحوطة سدير,, يدعو للدهشة,, فوضى,, وحوسة,, وكم تمنيت لو ان التلفاز التقط له صوراً بالألوان.
** الدكاكين,, والبسطات,, ومحلات البيع احواض وانيتات داتسون .
** وسوق الخضار هذا,, سوق لكل شيء,, ففيه الفاكهة,, والخضرة,, والحطب,, واللحم,, والفحم,, والتبن,, والعلف,, والملابس,, والأغنام,, والإبل,, والملح,, والبصل,, والأسمنت,, وحتى الدوافير والمفارش والدواشف,, والأسرة بأنواعها,, كل شيء تجده في سوق الخضار هذا,, أي أن هذا السوق بتاع كله .
** أما الدوار الشهير القريب من هذا السوق,, فيصعب وصفه,, لكنني متأكد أن سائق الدباب أو البسكليت حتى لو كان محترفاً,, لا بد ان يرتطم بالرصيف,, فما بالك بالسيارات؟.
** أما عن النظافة,, والتشجير,, والسفلتة,, والانارة,, فحدث ولا حرج,, وأمور أخرى نتركها لوقت آخر.
** إذاً,, أليس ما ذكرناه هنا,, يسمى حوسه ؟.
** وكيف يغضب أبطال دَق الحَنَك في الاستراحات والمخيمات,, والمقاهي,, من الحقيقة؟.
** ثم,, ما هو هدفنا من الكتابة,, أليس هدفنا هو حوطة جميلة نظيفة ؟!.
** إنني أريد حوطة جميلة كجمال أهلها,.
** وحوطة نظيفة كنظافة نفوس أهلها.
** وحوطة رائعة,, كروعة أخلاق أهلها,, فهي أكبر مدن منطقة سدير,, ومن أكثرها كثافة سكانية,, وهي مدينة مشهورة,, بل هي,, أم المدن والقرى في جنوب منطقة سدير.
** انني احب حوطة سدير حباً بحجم حبي أهلها بل أكثر,, ولكن يؤلمني أن أراها هكذا حوسه ؟؟!!.
عبد الرحمن بن سعد السماري