** لم يعد يخلو مجلس من مجالس الناس من ذكرها وارجاع غالب الأوجاع والحظوظ المنكسرة والعرجاء اليها.
انها العين .
وهي حق ولا شك في ذلك,.
ولا يحق لمؤمن انكارها وقد اقر بها النبي عليه الصلاة والسلام وذكر اسباب التطبب منها,.
لكن ما يدور في المجتمع الآن هو ضرب من ضعف الايمان فلم يعد ثمة قدر ولم يعد ثمة مكتوب,.
وكل ما يحدث للفرد من صروف الجسد او المعاش انما هو بفعل عيّان حاقد اعطى هذا الانسان الكافية فألقاه موجوعاً او ازال عنه نعماءه بفعل الحسد!
** ووصل الأمر ببعض الناس ان اصابهم التطير فلم يعودوا يضحكون كما ينبغي خوف ان يفطن لضحكهم احد حتى لو كان اقرب قريب,, ولم يعودوا يستمتعون بمباهج الدنيا او يظهرون آثار النعمة عليهم خوف ان يصكهم احد المتفرغين لذلك بعين تذهبهم وتذهب ما عليهم من نعمة.
وبدأ الناس يخافون زيارة بيت العريس لأول مرة,.
ويخافون من زيارة النفساء وولدها,.
ويخافون من زيارة الناس في منازلهم الجديدة,.
خوف ان يحدث اي عارض مقدر لهؤلاء ويعيدونه الى عين حاسدة جاءتهم من هؤلاء الذين جاءوا للمباركة او التهنئة,,!.
لو تمزق طرف فستان احداهن بكعب حذائها لقالت عين,.
ولو بكى وليد في آخر الليل من الماغص لقالوا عين,.
ولو سقطت رجل الطاولة بشقاوة الاطفال لقالوا عين,,.
لو,, ولو,.
اصبحت العين هاجساً مخيفاً احتل مدارات القلوب بعد ان ضعف الايمان وقلت طمأنينة وروحانية النفوس وتكدست فيها الماديات حتى افسدت عليها الحياة,.
حتى وان قلنا ان العين حق,.
وحتى وان آمنا كثيراً بوجودها,, لكنها استحالت الآن الى مرض مقلق مربك افسد العلاقات وقتل الود بين الاقارب وعطل كثيراً من اوجه صلة الرحم والجيرة والواجبات الاجتماعية.
فاليقين,, اليقين ايها الخائفون!!