قبل سنوات أصدر أرنست فيشر كتابه الرائع ضرورة الفن وقبل أيام صدر لماكس بيروتز كتابه الرائع ايضا ضرورة العلم وبين هاتين الضرورتين ضرورات لا حصر لها ولا عد، لكن مع ذلك كثيراً ما نسمع أحكاماً تقريرية فجة لا ترى ضرورة لهذا العمل أو لذلك الجهاز الاداري، وتتحدث باستخفاف عن عدم ضرورة هذا أو ذاك,, وغالبا ما تصدر مثل هذه الاحكام الاعتباطية عن عدم سند من دراية أو معرفة وانما تصدر عن انطباع متفرج لم يكتو ولم يعان التجربة ذاتها,, وطبيعي ان مبدأ الحذف هذا أو شهية تنقية الادوار لا ينال منها بقدر ما يرتد بنقيصة على من صدر عنه، لأن سياق الحياة بطبيعته سلسلة من الضرورات تسفر عنها تطلعات الانسان واحتياجاته، وفرق كبير بين حديث عن توجيه الضرورة إلى حيث ينبغي ان تؤدي وظيفتها وبين حديث يميل إلى الاستهانة بها.
صالح الشهوان