Saturday 17th July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 4 ربيع الثاني


الفلسطينيون يفسرون الشك لصالح باراك
كلينتون يقنع بالمقعد الخلفي في مسيرة السلام

واشنطن د,ب,أ
وافق الرئيس الامريكي كلينتون يوم الخيمس على طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود باراك بعودة الولايات المتحدة الى الاكتفاء بدور الفاسيليتيتور (المسهل) في المفاوضات العربية - الاسرائيلية لقاء وعد من باراك بتعجيل عملية السلام مع العرب في مفاوضات مباشرة على جميع المسارات.
وجاء التحول الجوهري في الموقف الامريكي في مؤتمر صحفي مشترك في حديقة البيت الابيض قبل ان يبدأ كلينتون وباراك مفاوضات اقتصرت عليهما واستمرت ثلاث ساعات.
وكانت احتمالات الموقف مع سوريا من النقاط الرئيسية في المباحثات واشار باراك الى ذلك بقوله في المؤتمر الصحفي انه مستعد للقاء الرئيس حافظ الاسد فورا، واضاف مازحا ان رقصة التانجو تحتاج الى اثنين في حين يوجد طرف واحد مستعد لذلك رغم ان المسرح مهيأ ورغم ان مدرب الرقص ايضا مستعد، وذلك في إشارة الى الرئيس كلينتون.
ويبدو ان باراك كان يعني البيت الابيض باشارته الى المسرح او منتجع كامب ديفيد الذي توجه اليه هو وزوجته مساء يوم الخميس حيث قضيا ليلة في ضيافة كلينتون وزوجته قبل عدة لقاءات تمت يوم الخميس شملت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ووزير الدفاع وليام كوهين وآل جور نائب الرئيس الامريكي.
السير على خطى رابين
وقال باراك في المؤتمر الصحفي ان التقليد المتبع إبان حكم ملقنه السياسي، رئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين، كان هو ان تكتفي الولايات المتحدة بدور الوسيط النزيه عندما يقتضي الامر ذلك وتترك العرب والاسرائيليين يصلون بأنفسهم الى الاتفاقات التي سيتعايشون معها.
وانتقد باراك ما وصفه بتحول الولايات المتحدة في العامين الاخيرين، بعد الخط المتشدد الذي اتبعه سلفه بنيامين نتنياهو، الى دور الشرطي والقاضي والحكم في آن واحد.
وقال باراك ان العملية السلمية لا يمكن ان تنجح دون الدور القيادي الذي تتولاه الولايات المتحدة، ولكنه اضاف ان هذا الدور يؤدي المطلوب منه على احسن وجه اذا ما تم الالتزام بالاطار السابق الذي كانت تمتنع فيه الولايات المتحدة عن التدخل المباشر في المفاوضات.
وقال كلينتون الذي كان يهز رأسه مؤمنا على كلام باراك بين الحين والآخر انه يوافق على كلام باراك في السياق الذي وضعه فيه.
وكان باراك، الذي حرص على مقابلة عدة رؤساء عرب بعد توليه رئاسة الوزارة في اسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، قد اكد انه ينوي اعطاء زخم جديد لعملية السلام واعادتها الى مسارها وعلى جميع المسارات.
وفيما يتعلق بالمطلب الفلسطيني بتنفيذ اتفاقية واي ريفر التي ضغطت الولايات المتحدة بشدة في العام الماضي للتوصل اليها، قال باراك انه لا يستبعد تماما تنفيذ الانسحابات المنصوص عليها في تلك الاتفاقية قبل بدء مفاوضات الوضع النهائي، ولكنه المح بجلاء الى ان ذلك لا يعد واردا من وجهة نظره.
وقال المراقبون ان اللقاء المغلق بين كلينتون وباراك سيتطرق بالتفصيل الى السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بإعلان باراك انه سيسحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان خلال عام والمفاوضات مع سوريا التي يبدو الآن ان دمشق قد تضطر الى خوضها بدون دعم كانت تأمل في الحصول عليه من الجانب الامريكي الذي رعى الجولات الاولى منها حتى عام 1996م.
وكان متحدث رسمي سوري قد سارع اثناء لقاء كلينتون وباراك الى نفي تصريحات مسنوبة لنتنياهو بأن سوريا كانت قد وافقت اثناء مفاوضات سرية معه على السماح بوضع محطة انذار مبكر اسرائيلية في هضبة الجولان.
وشدد المتحدث على تمسك سوريا بمبادئ الترتيبات الامنية التي تم الاتفاق عليها اثناء محادثات واشنطن دون ان يحدد هذه المبادئ تفصيلا ويذكر ان تقارير اسرائيلية نشرت مؤخرا قد حذرت الولايات المتحدة من انها ستواجه احتمال عودة جنودها اليها في نعوش إذا ما اصرت على وضع قوة حفظ سلام امريكية في الجولان في اطار الترتيبات التي سيتم التوصل اليها حول أي انسحاب اسرائيلي من الجولان.
وفي موازاة ما يحققه باراك في واشنطن، اظهر الفلسطينيون تسامحا مع القيادة الاسرائيلية الجديدة، حيث قال وزير فلسطيني ان السلطة الفلسطينية مستعدة لتفسير الشك لصالح رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لكنها تتوقع خطوات ملموسة نحو السلام بعد زيارته للولايات المتحدة.
ودعا نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية حكومة باراك الائتلافية الى وقف النشاط الاستيطاني اليهودي وانهاء الانتهاكات الاخرى المزعومة في الاراضي العربية المحتلة.
وكان شعث يتحدث في مؤتمر صحفي في جنيف بعد ان ترأس الوفد الفلسطيني في مؤتمر للأمم المتحدة عقد لبحث انتهاكات اسرائيلية لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، واكد المؤتمر ان اتفاقية جنيف لعام 1949م تنطبق على الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال اسحق ليور احد كبار المسؤولين بوزارة الخارجية الاسرائيلية ان المؤتمر ليس حدثا وانه انعقد بشأن قضية غير موجودة واضاف ان اسرائيل تنفذ اتفاقية جنيف الرابعة فعليا في الاراضي المتنازع عليها, وتتعلق هذه الاتفاقية بحماية المدنيين في الاراضي الواقعة تحت الاحتلال.
وقاطعت اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة المحادثات المغلقة التي عقدت في جنيف وشاركت فيها 103 دول، وجاءت المحادثات قبل ساعات من اول اجتماع يعقده باراك مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون في واشنطن.
وقال شعث نود ان نراه (باراك) يتخذ اجراءات بأسرع ما يمكن لتنفيذ اتفاق واي ريفر والاتفاقات الاخرى السابقة التي لم تنفذ,, ونبلغه في نفس الوقت اننا نريده ان يوقف كل الانشطة الاستيطانية.
واضاف: طلب وقتا ويحتاج الوقت الآن لزيارة الولايات المتحدة,, وان يعود عبر انجلترا واسبانيا، وان يلتقي مع العاهل الاردني الملك عبدالله وهو ما فعله, ومع الرئيس المصري حسني مبارك وهو ما فعله,, اعتقد انه وقت معقول.
وتابع شعث نحن مستعدون للانتظار حتى يعود لا نود ان نراه يؤخر التحرك لوقت اطول.
وانفض المؤتمر بشأن اتفاقية 1949م بعد اقل من 45 دقيقة من بدايته,, وصدر بيان بالاجماع لم يدن الممارسات الاسرائيلية بل ولم يذكر الدولة اليهودية بالاسم لكنه اكد قابلية اتفاقية جنيف الرابعة للتطبيق على الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ودعا البيان المؤلف من اربع فقرات الى الاحترام الكامل للاتفاقية واحتفظ بحق معاودة الانعقاد اذا تدهورت الاوضاع.
واضاف انه بالاخذ في الاعتبار تحسن المناخ في الشرق الاوسط ككل وانفض المؤتمر على اساس ان ينعقد ثانية في ضوء المشاورات بشأن تطور الوضع الانساني ميدانيا.
وقال شعث ان المحادثات تبلغ السيد باراك بأننا نفسر الشك لصالحك حقا ونود ان تمضي قدما وتنفذ عملية السلام هذه وكذلك الاتفاقات الموقعة وخاصة اتفاق واي ريفر وغيره من الاتفاقات التي توقف سياسات الاستيطان, اذا فعلت ذلك,, لن تكون هناك حاجة لعقوبات او اجراءات او اي شيء مثل ذلك.
لكننا نبعث لك برسالة بالغة اللين بان المستوطنات والسلام لا يتفقان,وتقول اسرائيل انها تلتزم ببنود اتفاقية جنيف لكنها تجادل بأن الاتفاقية لا تنطبق من الناحية القانونية على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة على اساس ان تلك المناطق لم تكن خاضعة لحكم شرعي عندما احتلتها في حرب 1967م.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيق
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved