* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي السيد
اعربت جامعة الدول العربية عن قلقها إزاء الإجراءات الأخيرة التي دعا بونت أجاويد رئيس وزراء تركيا، المؤسسات التركية اتخاذها لتحسين العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع اسرائيل.
ووجهت الجامعة الدعوة مجدداً إلى تركيا لإعادة النظر في تحالفها العسكري مع اسرائيل، انطلاقاً من العلاقات التاريخية القوية التي تربط تركيا بالدول العربية، وحرصاً على استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت مصادر مطلعة بالجامعة العربية ان ملف التحالف العسكري بين تركيا واسرائيل جاهز للعرض على اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي يعقد بمقر الجامعة في الثامن من شهر سبتمبر المقبل، وذلك إذا أصرت تركيا على تطوير هذا التحالف بما يهدد الأمن القومي العربي, وكان أجاويد قد شةدد على تعميق هذا التحالف رداً على ما اسماه التقارب اليوناني - الاسرائيلي على تعميق هذا التحالف الذي تعتبره انقره مؤشر قلق شديد لها.
من جانبه وضع مكتب المقاطعة العربية الرئيسي -بدمشق - وهو الجهة المخولة برصد تطورات التحالف التركي - الاسرائيلي في إطار مهمته العربية بشأن مسألة المقاطعة العربية والأجنبية لاسرائيل، وضع تقريراً هاماً في الأيام الأخيرة امام جامعة الدول العربية يفيد بان التحالف العسكري يسير بخطى ثابتة ومتقدمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري بين انقرة وتل أبيب.
ويضيف التقرير أن ست طائرات من طراز (إف - 16) تابعة لسلاح الجو التركي، توجهت الى اسرائيل مؤخرا لتدريب الطيارين الاتراك على عمليات الهجوم على بطاريات الصواريخ، وان هذه الطائرات شاركت فعلاً في مناورة جرت في قاعدة سرماة في منطقة النقب.
تزويد حوامات سلاح الجو التركي بخزانات اسرائيلية
يشير التقرير ايضا الى ان شركة هاتخوف وقعت على صفقة تتضمن تزويد حوامات سلاح الجو التركي ب41 خزان وقود، وتبلغ قيمتها نحو 4 ملايين دولار وان سعة الخزان الواحد من هذه الخزانات تبلغ 25 الف ليتر, وتستطيع تزويد الف ليتر في الدقيقة الواحدة,، وتركب هذه الخزانات للسيارات والشاحنات.
وينوه التقرير الى انه جرى بحث تعميق التعاون الأمني والإقتصادي بين تركيا واسرائيل في اعقاب نشوب أزمة الأكراد، وماترتب عليها من تحرشات تركية على الحدود السورية، حيث تم الاتفاق بين المسئولين الاتراك والإسرائيليين على مضاعفة نطاق التجارة بين الطرفين، والذي يدور حالياً في حدود مليار دولار, بالاضافة الى الاستمرار في اجراء المناورات العسكرية المشتركة.
منظومة أمنية مشتركة
واخطر مايكشف عنه تقرير المقاطعة هو ان المسئولين في تل ابيب وانقره بحثوا مؤخراً موضوع تشكيل منظومة امنية مشتركة في الشرق الأوسط، بدعوى مساهمة هذه المنظومة في استقرار المنطقة، والعمل على رفاهية اسرائيل وتركيا، فضلاً عن ان هذه المنظومة بإمكانها ان تغير الميزان الأمني في الشرق الأوسط لصالح اسرائيل وتركيا.
وترجمة لهذا التوجه يشير تقرير مكتب المقاطعة الى ان الصناعة الجوية الاسرائيلية وقعت على صفقة بقيمة 70 مليون دولار تتضمن تحسين 28 طائرة إف - 5 تركية, وبهذه الصفقة يصل مجموع تكاليف تحسين الطائرات التركية في اسرائيل الى مبلغ 711 مليون دولار.
ويمثل تقرير مكتب المقاطعة الأخير الجزء الثالث خلال عام ونصف، الذي تلحقه جامعة الدول العربية بالملف الخاص بالتحالف التركي - الاسرائيلي.
والموجود حالياً بين يدي وزراء الخارجية العرب وبين هذا الملف ان اسرائيل اقترحت على تركيا - في إطار تدشين المنظومة الامنية بالشرق الأوسط - التعاون في مجال تطوير دبابة حربية حديثةوبعد ان استشعرت اسرائيل ان هناك توجهاً تركياً بتجديد مدرعاتها ويتضمن الإقتراح الإسرائيلي انتاج نحو 1000 دبابة حربية مشتركة.
وفي ذات الإطار يتضمن الملف تصريحات لمصادر تركية غير رسمية -تفيد بان اسرائيل وتركيا ستنتجان بشكل مشترك صاروخ ليلة الذي تنتجه الصناعة العسكرية الاسرائيلية, والصاروخ ذا المحرك النفاث الذي يصل مداه الى 400 كيلومتر.
وحسب اقوال مصدر عسكري رسمي كبير في تركيا، فإن اسرائيل وتركيا قد تصلان الى اتفاق حول إنتاج الصاروخ, وقد سرعتا من الإجراءات لاقامة جهاز اتصالات بالاقمار الصناعية وحسب مصادر وزارة الدفاع الامريكية، بدأت اسرائيل بتزويد تركيا، خطة لإنتاج صواريخ بوباي في تركيا, وطبقاً لذات المصادر، ستزود بصواريخ جو - جو من نوع ياباني، وذلك في إطار صفقة ضخمة بين اسرائيل وتركيا ب400 صاروخ من هذا الطراز.
اكثر من 20 أتفاقاً استراتيجياً
ينبه ملف الجامعة العربية كذلك، الى ان المستجدات الاخيرة في التحالف العسكري والتركي - الاسرائيلي، تأتي امتداداً للصفقة العسكرية الضخمة التي وقعتها تركيا في بداية تحالفها مع الصناعات الجوية الإسرائيلية لتحسين 54 طائرة من طراز إف - 4 ويبلغ حجم الصفقة 650 مليون دولار وتصل مع فوائدها الى 800 مليون دولار وتتراوح مدة العقد بين 6 الى 8 سنوات, وجرى الاتفاق على ان يتم تحسين 34 طائرة في معمل لاهف التابع للصناعات الجوية, والباقي يتم إصلاحه في الاراضي التركية.
ويذكر الملف ان الفترة القصيرة في عمر هذا التحالف شهدت اكثر من 20 اتفاق تعاون في مجالات استراتيجية وامنية فضلاً عن تخطى هذا التحالف حاجز التدريبات المشتركة بين الجانبين الى استخدام مطارات ومناطق تحليق وحقول تدريب, الامر الذي يثير القلق والتوتر في منطقة الشرق الأوسط, ويقف عقبة امام اعادة تأهيل العلاقات التاريخية بين تركيا والدول العربية.