* الامم المتحدة ق,ن,أ
تشكو الامم المتحدة من ان عدد الاشخاص الذين يواجهون المجاعة في العالم تزايد بنحو ثمانية ملايين شخص بعد ثلاث سنوات من تعهد قمة الغذاء العالمية بخفض الجوع في العالم الى النصف.
وقال جاك ضيوف مدير عام منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو), من العار اننا نعيش في عالم يفسد فيه الطعام ويموت الناس فيه جوعا.
واوضح ضيوف في التقرير السنوي لعام 1998م لبرنامج الغذاء العالمي وهي منظمة شقيقة (للفاو) التي تتخذ من روما مقرا انه على الرغم من الانخفاض الكبير في الجوع وسوء التغذية في بعض المناطق النامية الا انه لم يحدث تغير ملحوظ في عدد الاشخاص الذين يعانون من سوء التغذية المزمن اجمالا.
وكانت قمة الغذاء العالمية في روما 1996م قد تعهدت بخفض عدد من يعانون من سوء التغذية من 826 مليون شخص الى حوالي 413 مليون شخص بحلول عام 2015م,الا انه بدلا من تحقيق اي خفض ارتفع عدد الاشخاص الذين يعانون الجوع من 826 مليون في عام 1996م الى اكثر من 830 مليون شخص في 1999م.
واشار ضيوف الى ان هؤلاء الاشخاص يعيشون في العالم النامي الذي يظل يعاني من نقص الغذاء الكافي للطعام اليومي.
وقد وصف السفير الايطالي فرانسيسكو فوشي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتححدة في وقت سابق من العام الحالي قمة الغذاء العالمية بانها مثال بارز على الاجتماعات الاحتفالية للامم المتحدة التي تفيض بالوعود ونقص التنفيذ.
واضاف فوشي ان مأساة معظم مؤتمرات الامم المتحدة تتمثل في انها تعجز عن تحقيق اهدافها او تنفيذ خططها العملية الطموحة.
كما اشار الى ان اعواما ثلاثة مرات منذ اعلان قمة الغذاء عن المبدأ النبيل بخفض الجوع الا ان ما حدث هو ان اجمالي عدد من يعانون من سوء التغذية المزمن في الدول النامية لم ينقص بل زاد مؤكدا الحاجة الى مزيد من العمل الحقيقي وقليل من الكلام.
ونوه ضيوف بأن الجوع هو بمثابة انتهاك للكرامة البشرية وان خطر الموت جوعا يمنع الفقراء من امتلاك مهارات جديدة وتبني تقنيات جديدة مفيدة وبالتالي من الاستفادة من فرص التطوير,, مشيرا الى انه ما لم تحطم دائرة الجوع فإن الجيل القادم سوف يقع في المصيدة نفسها.
وقالت كاثرين بيرتيني المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ان عام 1998م شهد مزيجا غير مسبوق من الاحداث التي دفعت مستويات الجوع العالمي ونتيجة لذلك فإن عدد الاشخاص الذين يتولى البرنامج تغذيتهم في 1998م ارتفع الى قرابة 75 مليون شخص وهو اعلى رقم يشهده عام منفردا مشيرة الى ان النساء والبنات شكلن اكثر من نصف المنتفعين.
وقد عزت ارتفاع مستويات الجوع الى عوامل عدة من بينها الكوارث المناخية مثل الاعصار ميتش في امريكا الوسطى والكاريبي والفيضانات وفشل المحاصيل,, مشيرا الى ان العدد الاكبر من المنتفعين من المعونات الغذائية لبرنامج الغذاء العالمي كانوا للمرة الاولى منذ سنوات في آسيا.
وتقول برتيني ان الازمة المالية في اندونيسيا ادت الى وقوع ازمات في الغذاء وخلقت اعداداً جديدة من الفقراء الجوعى من بين مواطني الطبقة المتوسطة.
كما ادت الكوارث الطبيعية في الوقت نفسه والتي تعد سببا تقليديا لاختلال الامن الغذائي الى خلق تأثيرات خطيرة على نحو متزايد في عام 1998م.
وكان الاعصار ميتش هو اكبر كارثة طبيعية تضرب امريكا الوسطى والكاريبي خلال مائتي عام في حين عانت كل من بنجلاديش والصين من فيضانات مدمرة والتي اعتبرت بالنسبة لبنجلاديش الاسوأ منذ اكثر من مائة عام,وتحذر بيرتيني من ان خبراء كثيرين يعتقدون ان هذه الكوارث هي فقط المؤشرات الاولى على الدمار المحتمل الحدوث بسبب التغيرات المناخية المستمرة والتدهور البيئي.
كما تنبه الى ان توقعات عام 1999م تشير الى احتمال تزايد عدد الدول التي تعاني من الاوضاع الطارئة وعدد الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدات انسانية محذرة من اننا نواجه تهديدا متزايدا بحدوث مجاعة وسوء تغذية وجوع مستوطن.
ويقول كوفي عنان سكرتير عام الامم المتحدة في مقدمة تقرير برنامج الغذاء العالمي ان اولئك الذين يعيشون في دول تتمتع بغذاء كاف غالباً ما يأخذون ذلك كقضية مسلمة الا ان بالنسبة لسدس سكان العالم الذين يعانون من نقص الغذاء بصورة مزمنة فإن التنمية الاقتصادية والاجتماعية يمكن ان تتأتى فقط بعد الوفاء باحتياجاتهم الغذائية.
|