عزيزتي الجزيرة
المنزل,, هو ذلك البناء العظيم الذي يتأسس على الصراحة ويقوم على الحب والمودة ويتكون من الزوج والزوجة وثمارهما التي ماهي إلا الاولاد,.
هذا البناء متى كانت اساساته قوية فمن المستحيل ان تحركه اقوى ريح,, ولكن هناك ضروريات لابد منها حتى يتزين البيت بالسعادة والابتسامة,.
ونحن الآن في الاجازة الصيفية، اي الفترة التي يقضي بها الزوج وقته دون اي عمل تقريبا,, وهذا ليس مقتصراً فقط على الاجازة الصيفية بل حتى الاجازة الاسبوعية ولكنه لا يظهر بشكل متضح تماما الا بالاجازة الصيفية انه داء الفراغ.
فكيف يقضيه الرجل بالذات؟!
للاسف البعض من الرجال في اجازته يرى ان الانسب فعله هو السهر مع رفاقه في الاستراحات او منزل احدهم حتى بزوغ الفجر يلعبون البلوت ويشاهدون مختلف القنوات الفضائية وحال رجوعه للمنزل يذهب لسريره ليستغرق في النوم حتى المغرب فيصحو ليؤدي صلواته ويأكل على عجل ليلحق بشلته اليومية,, وهكذا تدور عجلة حياته بالاجازة,, وبذلك لا يعطي منزله اي حق منه وينسى أن هذا المنزل قائم على الزوج والزوجة فمتى افتقد المنزل احدهما اختل بناؤه واصبح من السهل انهدامه.
وهناك شكل آخر للرجل.
انه ذلك الرجل الذي لا يكاد يبرح المنزل الا للمسجد فقط,, هذا الرجل يصبح كالوحش الكاسر داخل المنزل فهو لا يترك اي صغيرة او كبيرة بالمنزل دون ان يتدخل بها,, بل من شدة الفراغ الذي يعانيه يتدخل حتى بشؤون المنزل الدقيقة الخاصة بالزوجة كالطبخ والتنظيف ولست اعلم لماذا هذا الرجل يرى كل شيء حوله خطأ حتى وان كان صحيحاً وواضحا.
ان هذا الرجل يمسك بزمام المنزل ليقوده الى الهاوية.
ولكن!
كيف يحصل التعادل وما الواجب على الرجل فعله لكي يحول دون حدوث اي شيء خاطىء؟!
برأيي الشخصي ارى ان الرجل عليه الالتزام بالحل الوسط فخير الامور اوسطها,, ويجب أن يعلم ان الاجازات التي يحصل عليها ليست له وحده بل له ولعائلته,.
فيجب عليه ان يقدر الحقوق المنزلية والزوجية,, فيعوض سهره مع زملائه,, بسهرة متواضعة مع زوجته وابنائه او بالسفر لمكان وقضاء اجازة عائلية سعيدة.
وانا بذلك لا اقول بأنه يلغي جدول زياراته وسهراته الخاصة بالعكس فأنا اؤيد ذلك ولكن بحدود معقولة عليه اذن ان يعطي كل ذي حق حقه، فجزء من وقته لزياراته الخاصة وجزء لزياراته العائلية وجزء لبيته وابنائه.
بذلك فقط تزيد دعائم المنزل ويزداد رسوخه.
فاطمة الحسن
بريدة