ليس الامريكيون وحدهم الذين يتعشمون خيراً بنابليون اسرائيل ايهودا باراك,, هذا التعشم الذي دفع كلينتون الى أن يتطلع مثل طفل يفرح بلعبته الجديدة عندما يلتقي بباراك, فالفلسطينيون هم ايضا يتعشمون الخير بل اكثر من تعشم الامريكيين، لذلك فإنهم - حسب تأكيدات وزير السلطة الفلسطينية نبيل شعث - على استعداد لتفسير الشك لصالح باراك، ولهذا فقد وافقوا بل اقترحوا تعليق مؤتمر جنيف حول انتهاكات حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
تعليق المؤتمر بادرة حسن نية من قبل الفلسطينيين تجاه باراك الذي يفترض ان يقابلها نابليون اسرائيل بمثلها ويفترض ان يجد الامريكيون الذين يريد باراك ازاحتهم الى المقعد الخلفي في مسيرة السلام حتى يتعامل مع الفلسطينيين دون ضغوط امريكية,,!!.
نقول: يفترض في الامريكيين أن يجدوا في موافقة الفلسطينيين على تعليق مؤتمر يناقش انتهاكات حقوق الانسان التي تعلم واشنطن حدوثها يومياً مؤشراً حقيقياً على جدية ورغبة الفلسطينيين في اعطاء الفرصة لحاكم اسرائيل الجديد لتحريك السلام، ويفترض ايضا ان يعي الامريكيون ومن قبلهم الاسرائيليون ان اكبر معوق للسلام واكثر الانتهاكات لحقوق الانسان في الارض الفلسطينية المحتلة هو اقامة وبقاء المستوطنات الاسرائيلية التي اقيمت على ارض اغتصبت من اصحابها، وانشئت على انقاض منازل ومزارع، وفرضت في بيئة جغرافية غير بيئتها، ولذلك فقد واجهت المستوطنات الاسرائيلية إدانات ومعارضات فلسطينية وإقليمية ودولية عديدة، ومؤتمر جنيف الذي علقت اعماله نظم من اجل مناقشة هذه المشكلة المهددة للسلام التي ظلت أكثر المسببات المثيرة للتوتر وسلاحاً سلبياً بيد اعداء السلام من الجانب الاسرائيلي.
واهمية تجاوب الفلسطينيين مع دعوات تعليق المؤتمر جاءت متزامنة مع بدء باراك لزيارته الى الولايات المتحدة التي ستتركز على استئناف العملية السلمية وبما ان باراك والادارة الامريكية يعيان تماماً ان موضوع المستوطنات هو اكثر المواضيع خطورة على السلام ولذلك فان المفروض ان تجد المبادرة الفلسطينية استجابة تنعكس بنفس الروح على هذا الموضوع الشائك.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com