* إهمال العلاج يؤدي إلى مضاعفات يصعب التخلص منها
رغم حرارة الصيف اللاهبة إلا ان هناك من المرضى من يشتكي من برد داخل جسمه ورشح في انفه وارتفاع في درجة حرارته,, أسباب ذلك وكيفية الوقاية منه وعلاجه نستعرضها من خلال الحوار الطبي التالي:
أسباب الإصابة
* يقول الدكتور حسام سالم زكي : تعتبر نزلات البرد من الامراض الاكثر شيوعا وتعتبر في نفس الوقت بسيطة الا انها قد تكون سببا في القلق والأرق عند أغلب المصابين بها وخاصة مع انتشارها في فصل الصيف بشكل كبير.
- ويسرد الدكتور حسام ،العوامل التي تؤدي للاصابة بنزلات البرد بقوله: منها التغير المفاجئ في درجة الحرارة من الجو الساخن خارج المنزل او المكتب الى جو المكيف البارد او ممارسة الرياضة البدنية ثم الجلوس مباشرة امام المكيف البارد ويتبع ذلك الاماكن المزدحمة قليلة التهوية حيث تكون سببا في نقل العدوى بفيروس هذا المرض لأنه سهل الانتقال من شخص الى آخر عن طريق التنفس العادي حتى ولو كان المريض قد تم شفاؤه وما يزال في فترة النقاهة الا انه يكون حاملا للفيروس المسبب لنزلة البرد ولكن في صورة خاملة وضعيفة وذلك بعد تغلب جهاز المناعة عليه, ويضيف الدكتور محمد الحسن - مستوصف وادي الدواسر- على حديث الدكتور حسام بقوله: غالبا تكون الفيروسات هي مسببة العدوى والتي تنتقل من فرد مصاب الى آخر عن طريق استنشاق الرذاذ الصادر من الكحة او العطاس ويصف علامات المرض بقوله: يظهر المرض على صورة رشح وافرازات مخاطية من الانف واحتقان الحلق لعدة ايام ويمكن ان يكون مصحوبا بكحة وارتفاع في درجة الحرارة وصداع وآلام بالعظام وفقدان الشهية للأكل.
العلاج وخطر المضاعفات
* ويحذر الدكتور حسام من مخاطر إهمال علاج تلك الاعراض التي يشكو منها المصاب بنزلة البرد بقوله: قد تبدو هذه الاعراض بسيطة ويسهل علاجها ولكن التهاون والتقصير في العلاج قد يؤدي الى حدوث مضاعفات أشد خطورة ويصعب علاجها في نفس الوقت لأن هذا الفيروس المسبب لنزلة البرد قد يؤدي الى ضعف بسيط ومؤقت لجهاز المناعة الطبيعي لأي شخص مما يتيح الفرصة امام بعض أنواع من البكتيريا للنشاط والنمو ومهاجمة بعض الاجهزة الحيوية بالجسم مثل الجهاز التنفسي مسببا التهابا شعبيا او رئويا وقد يؤدي ايضا الى الاصابة بالتهاب الأذن الوسطى والجيوب الانفية، ويواصل الحديث بقوله: وقد تتشابه اعراض نزلة البرد مع الاعراض الاولية لبعض الامراض مثل الحصبة او تكون سببا مباشرا في اصابة مريض الربو الشعبي بأزمة حادة ويجب الا نغفل ولا ننسى اخطر المضاعفات واقلها شيوعا وهي عدوى الجهاز العصبي المركزي او ما يسمى بالالتهاب السحائي او التهاب المخ الفيروسي او البكتيري ومن اعراضه ارتفاع درجة الحرارة والقيء والصداع والتشنج وصعوبة ثني الرقبة واحيانا تصل شدة المرض الى حدوث اختلال في درجة الوعي او غيبوبة او حدوث حول بالعين مفاجئ ويمكن الوقاية من الالتهاب السحائي باستخدام التطعيم المتوفر حاليا خصوصا قبل موسم الحج.
التهاب اللوزتين
* وفي مداخلة للدكتور الحسن يضيف بقوله: من الملاحظ ايضا زيادة فرصة التهاب الحلق واللوزتين في جميع الاعمار وخاصة الاطفال دون سن التاسعة من العمر وقد تكون الشكوى من بحة في الصوت وألم في البلعوم وزيادة الاحتقان مع ارتفاع في درجة الحرارة وقد يصاحب ذلك صداع وتقيؤ وألم في الأذن والبطن ويكون البلع بصعوبة عند الاطفال وقد تنبعث روائح كريهة من الفم وقد يكون استئصال اللوزتين هو الحل عند تكرار الاصابة ولكن ينصح بعض المصابين بعدم التسرع في ازالة اللوزتين لأنهما تلعبان دورا في التصدي لاصابة الجهاز التنفسي عند الاطفال مثل التهاب الأذن الوسطى والالتهاب الرئوي والتهاب الكلية الحاد والتهاب المفاصل والحمى الروماتزمية، ويمكن الوقاية من اصابة اللوزتين المتكرر بتجنب الاصابة بالفيروسات والبكتيريا وذلك عن طريق الابتعاد عن الاشخاص الذين يشتكون من الكحة والعطاس وكذلك عدم استعمال الأدوات الشخصية للغير وايضا ينصح بغسل الايدي بصورة متكررة.
ارتفاع الحرارة والأمراض
* ويسترسل الدكتور حسام الحديث عن ارتفاع درجة حرارة الجسم بقوله: لقد لوحظ ان ارتفاع درجة حرارة الجسم يكون مصاحبا لكل الامراض المعدية التي ذكرناها وقد يتساءل البعض: هل ارتفاع درجة الحرارة هو العدو الاول للجسم؟ والإجابة من الناحية العلمية تفيد بان ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها الطبيعي هو سلاح ذو حدين بمعنى انه قد يكون صديقا للجسم وذلك بتنشيط جهاز المناعة وتنظيم الوسائل والخلايا الدفاعية الفسيولوجية لمهاجمة هذه الفيروسات او البكتيريا التي تسبب الاصابة بهذه الامراض وتتغلب عليها والمسؤول عن ذلك هو كرات الدم البيضاء بصفة عامة، بعكس اذا اهملنا العلاج وحدوث ارتفاع في درجة الحرارة بصورة شديدة واستمر هذا الارتفاع لفترة طويلة دون تدخل الطبيب وصرف العلاج اللازم فقد يؤدي ذلك الاهمال الى حدوث مضاعفات خطيرة خاصة عند الاطفال منها ضعف حاسة السمع والابصار وذلك بسبب ضرر العصب السمعي والبصري ومراكز التحكم بالمخ بهذه الحرارة الشديدة والميكروبات المسببة للمرض، فالنصيحة عند الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم معالجة الوضع بكمادات ماء بارد على الجسم مع تناول جرعة واحدة من علاج (الباراستيامول) الخافضة للحرارة وضرورة مراجعة الطبيب المختص في اسرع وقت ما امكن ذلك , ويشارك الدكتور الحسن في هذا الجانب محذرا بقوله: يجب عدم اعطاء دواء (الاسبرين) للأطفال ممن هم دون سن الثانية عشرة في الامراض التي يشك ان الاصابة قد تكون ناتجة من الاصابة بفيروس مثل الجديري والانفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي.
الوقاية ثلثا العلاج
* وعن وصف العلاج لنزلات البرد يقول الدكتور حسام: طرق علاج نزلات البرد بسيطة وسهلة منها الالتزام بالراحة التامة وتناول كميات مناسبة من السوائل الدافئة والعصائر والفواكه الطازجة التي تحتوي على العديد من الفيتامينات التي تساعد على تنشيط جهاز المناعة وخاصة فيتامين (ج) مع استعمال بعض الأدوية التي تساهم في التقليل من احتقان وإفرازات الانف بالاضافة الى خافض للحرارة كما ينصح ان يكون استعمال المضادات الحيوية محدودا جدا وذلك في حالة التأكد من الاصابة بعدوى بكتيرية والتي تكون احد اسباب مضاعفات نزلة البرد.
العشوائية وخطر المضاد الحيوي
* ويواصل الدكتور حسام زكي حديثه عن تناول المضاد الحيوي بقوله: لقد لوحظ ان بعض الاشخاص يتناولون المضاد الحيوي بدون مراجعة الطبيب وهذا شيء خطير جدا لأن سوء استخدام المضاد الحيوي قد يؤدي الى ضرر الكلى والكبد وهما المسؤولان عن التخلص من جميع المواد الكيميائية التي تدخل جسم الانسان لكن مع استعمال العلاج بوصفة طبية ووفق جدولة يتمشى معها المريض لا تشكل خطرا للكليتين او الكبد، كما ان دقة حساب جرعة المضاد الحيوي شيء آخر هام جدا وخاصة للأطفال بما يتناسب مع شدة الحالة المرضية، فليس كل مضاد حيوي له المقدرة على علاج كل الامراض بالقضاء على معظم انواع البكتيريا حيث انه من المعروف ان بعض المضادات الحيوية تعطي نتائج ممتازة في معالجة بعض الامراض لكن في نفس الوقت قد تعطي نتائج ضعيفة في علاج امراض اخرى كما ان تكرار استعمال نفس نوع المضاد الحيوي لمدة طويلة يؤدي الى نمو جراثيم لا تتأثر به.
أخطاء يجب تجنبها
* ويعدد في ختام حديثه بعض الاخطاء التي يقع فيها بعض المصابين بقوله: هناك بعض المرضى يتوقفون عن استعمال المضاد الحيوي الموصوف له من قبل الطبيب المعالج بعد تحسن الحالة وذلك بمجرد انخفاض درجة الحرارة وعودتها الى المعدل الطبيعي ويعتبر هذا من الاخطاء الشائعة اذ يجب على المريض استكمال تعاطيه العلاج للمدة التي يحددها الطبيب حتى بعد انخفاض الحرارة وذلك للتأكد من تمام القضاء على الميكروب المسبب للمرض وللحصول على أكبر فائدة من العلاج.
|