** الذي يتابع الإصدارات الجديدة,, التي تدفع بها بعض دور النشر,, وبالذات الكتيبات الاسلامية الصغيرة,, وبعض المطويات الصغيرة والكبيرة,, يلاحظ ان أكثرها موجه للنساء,, بل ان هناك كتبا وكتيبات وفتاوى ومجلدات كلها موجهة للنساء,, بل ان هناك مجموعة مجلدة اسمها الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة طُبعت أخيراً في ثلاثة مجلدات كبيرة لعدد من العلماء,, وهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وسماحة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمهم الله وفضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان,, وبعض فتاوى اللجنة الدائمة.
** والذي أعنيه هنا,, هو ان هناك نشاطاً جيداً موجهاً للمرأة,, وهي أحوج ما تكون إلى مثل هذه الكتيبات والمطويات,, بل للفتاوى فيما يخص دينها ودنياها,, وهذا عمل طيب وجهد مشكور,, ونحن أحوج ما نكون إليه,.
** وفي البرامج التي تذاع على الهواء مباشرة,, وهي عبارة عن فتاوى لبعض المشايخ,, يلاحظ ان أكثر المتصلات نساء ولكن,, يلاحظ ايضا,, ان الاسئلة شبه مكرورة,, أو هي مكررة,, فالمرأة تسأل عن السؤال الواحد عشر مرات,, وقد تسأل أكثر من شيخ,.
** والمرأة عاطفية جداً,, فقد تنقلب من الضد للضد خلال وقت يسير,, وهي انسان رقيق للغاية,, يملك حساً مرهفاً,, ويمكن التأثير عليه ببساطة متناهية,, ويمكن تغيير قناعتها بعمل يسير وبجهد قليل.
** ولهذا,, لا تستغرب,, إذا قيل لك ان النساء أكثر قراءة من الرجال,, بل لا تستغرب عندما تقرأ لبعض النساء كتابات شرعية,, ويخيل لك ان الذي كتب ذلك,, عالم كبير,, إذ العبارة شرعية بحتة,, والاستدلالات والشواهد قوية,, والتعمق في المسألة,, يعكس حجم تبحر هذه المرأة في الامور الشرعية وقراءاتها المستمرة في هذه المسألة أو في غيرها,.
** ثم إن هناك نقطة اخرى - ربما هي بعيدة عن الموضوع السابق - وهو ان أي عمل اعلامي - صحافة,, كتب,, مطويات,, برامج اذاعية,, تلفازية - موجه للمرأة سيكتب له النجاح على طول,, دون ان يحتاج إلى دراسة أو تفكير,, ولهذا,, فقد نجحت كل المجلات الموجهة للنساء,, سواء كانت إسلامية التوجّه أو غيرها,, لأن المرأة تبحث عن كل شيء موجه لها وتشتريه مهما كان,, وهو امتداد لنجاح المجلات والبضائع الموجهة للنساء,, وفشل البضائع والمجلات الموجهة للرجال.
** وهذا أيضا,, يعكس سر نجاح المجلات الاسلامية الموجهة للمرأة,, فالامر ليس جودة ولا قوة في تلك المجلات,, بل لأنها موجهة للمرأة,, والمرأة تشتري ولا تفكر,, وتريد ان تأخذ أي شيء موجه لها,, حتى ولو اكتشفته ضعيفاً وهزيلاً أو لا معنى له,, فإنها لن تتوقف عن شرائه,, بل تستمر في الشراء حتى يقف هو بنفسه,, وهذا بالطبع,, سر نجاح كل مشروع - مهما كان - موجه للمرأة,, سواء كان إعلاميا او تجاريا,, او يحمل اي مضمون آخر,, لأن المرأة تستهلك وبس ولا تفكر,, ولا أولا,, ولا أخيراً.
** إن هناك من سيقول,, إنك تعني المجلات الاسلامية الموجهة للمرأة وتقول,, إن الاقبال عليها لمجرد الاستهلاك,, بينما هو صحوة اسلامية,, فنقول له,, وبماذا تفسر شراء عشرات المجلات غير الاسلامية التي تملأ المكتبات وبشكل اكثر نهماً وأكثر حرصا؟!!
** أنا لا أنفي ابداً,, وجود صحوة في وسط النساء أبداً,, ولكن ليس هذا هو السبب,, بل ان السبب الرئيسي,, هو ان النساء يردن شراء كل شيء موجه لهن,, ابتداء من الكتاب والمجلة والصحيفة,, وانتهاء بالحذاء,, ولهذا,, فالمرأة في المنزل لديها عشرة اصناف من الاحذية,, وربما عشرون أو ثلاثون,, والرجل لا يملك سوى حذاء واحد,, بل ربما اثنين,, إذا أسرف,,!!
** من أراد ان تكسب بضاعته,, ومن أراد ان يضمن الربح مهما كانت بضاعته,, فعليه ان يوجهها للنساء والربح مضمون .