** صكات العين التي حدثتكم عنها صبيحة السبت - والتي صارت هاجساً مسيطراً افسد على الناس عيشهم.
لها في جانب آخر نوادر وطرائف مضحكة تصبح أحياناً وفي غمرة سيطرة هاجس العين مجالاً لسعة الصدر والترويح عن النفس .
وفي لهجة أهل القصيم يسمون العيانين بالنحوتين من النحاتة وهي المصدر والفعل منها نحت ينحت فهو ناحت أو منحوت,.
وفي لهجة أهل الرياض يسمونهم بالنظولين من النظل وهي المصدر والفعل منها نظل ينظل فهو ناظل او منظول,.
وهناك مشاهير من النحوتين يتناقل الناس في مجالسهم حكايتهم مع العين واسقاط الطير من السماء برشة عين اعاذنا الله منهم وكفانا شرهم,.
ويعتمد هؤلاء العيانيون على التوصيف وهي القدرة الفائقة في التشبيه وتقريب الاشياء بصورة لم تخطر مطلقاً على بشر,, وليست هذه هي الصفة الوحيدة التي يتميزون بها,.
فأهم ميزة هي ارتفاع معدل الحسد أو الشهابة كما هو متداول بين الناس!!.
** والشهابة تحرض هؤلاء على الانتباه لكل شيء واي شيء صحة كانت أو مالاً أو جمال سيارة او منزل او,,.
** ولهم فوق ذلك اعين حارة جدا تتملقط ذات اليمين وذات الشمال ترسل اشاراتها الساخنة والفاحصة نحو الاشياء فتتركها حطاماً!!.
** وإن صحت الروايات المنقولة عن مشاهير العيانين فانهم فئة اجتماعية تستحق الالتفات من اولئك الذين يهتمون بالدراسات الاجتماعية.
واذا كان للصعاليك أدب فان للعيانين أدب هم ايضاً حسب ما تتناقله الروايات الشفهية,, ولعلني اسبق غيري في جمعه (؟!!).
ويكفي انهم يعتمدون على النثر البليغ في التشبيه.
** ومن اغرب ما سمعت هي حكاية العيان القصيمي الطيب الذي خلص الناس من كبير العيانين الأشرار فقد ذهب اليه ورمى اليه بتوصيف أرداه طريحاً بلا حراك ساكناً لا يتحرك منه سوى رمش عينيه,, وتعهد الأخير عن طريق وسطاء بأن يكف اذاه عن الناس,, فيما لو فك عنه الاول النحاتة !!.
** اما من الطرائف إذا صحت أن احد العيانين الشهبان مر بفيلة تبنى,, وكانت الخراطيم ممدودة للصبة فألقى بوصفٍ لا أود ذكره فاذا الاسمنت يتجمد في الخراطيم دون سابق انذار,, والعهدة على رواة هذه الحكايات الذين يقسمون ايمانا مغلظة على صحتها,.
** واذا كنا نسأل الله اليقين دائماً وندرك ان في الأوراد حرزاً حافظاً من كل شر بإذن الله,, فإننا نسأل الله ايضاً الا تضعنا الاقدار في مواجهة مع هؤلاء العيانين الذين يتخذون من العين حرفة يحترفونها ويشتغلون بها ليل نهار!!.
فاطمة العتيبي