* نيويورك- د,ب,أ
حذرت دراسة اجراها معهد وورلدواتش الامريكي ونشرت نتائجها يوم السبت من ان الندرة المتزايدة للمياه قد تقلص من انتاج الغذاء بما يزيد على عشرة بالمائة في جميع انحاء المعمورة وهو ما قد يؤدي الى المزيد من المجاعات والاضطرابات بل والحروب للاستئثار بمصادر المياه.
وقالت ساندرا بوستيل مؤلفة كتاب جديد بعنوان دعامة الحياة: هل يمكن ان تدوم معجزة الزراعة انه بدون زيادة انتاجية المياه في الري فان مناطق كبرى منتجة للغذاء لن يكون لديها الماء الكافي للاستمرار في انتاج الزراعات المحصولية .
وقالت بوستيل، وهي زميل بارز لمعهد وورلدواتش الذي يتخذ من واشنطن مقرا له وهي تدير مشروعها الخاص بسياسة المياه على سطح الكرة الارضية، ان مشكلات الري منتشرة على نطاق واسع في مناطق زراعة محاصيل الحبوب في وسط وشمال الصين وجنوب الهند وشمالها الغربي واجزاء من باكستان وغرب الولايات المتحدة الامريكية وشمال افريقيا والشرق الاوسط وشبه الجزيرة العربية.
شح المياه يجبر الدول على استيراد غذائها
وقالت الباحثة انه في الشرق الاوسط ارغم شح المياه الاردن على استيراد 91 بالمائة من احتياجاتها من الحبوب بينما بلغت النسبة في اسرائيل 87 بالمائة وليبيا 85 بالمائة والسعودية 50 بالمائة ومصر 40 بالمائة.
واضافت وفي ظل تزايد معدلات شح المياه، يكون من الخطر كما يقول بذلك الكثير من المسئولين - افتراض انه سيكون هناك قدر كاف من الحبوب التي يجري تصديرها يسد احتياجات الاستيراد لدى الدول التي تواجه نقصا في المياه وبسعر يمكن ان تتحمله .
واوضحت الباحثة ان معظم معدلات النمو السكاني في الدول التي تواجه مخاطر شح المياه ستتركز في مناطق جنوب آسيا وجنوب الصحراء الكبرى حيث تقطن غالبية فقراء العالم اليوم الذين يعانون من امراض سوء التغذية .
واشارت الدراسة الى ان المزارعين في جميع انحاء العالم يقاسون بالفعل من عجز في المياه يقدر بمائة مليار متر مكعب سنويا وهو ما يعادل كمية المياه اللازمة لزراعة عشرة بالمائة من انتاج العالم من محاصيل الحبوب.
واوضحت ان المياه الجوفية لا يمكن ان تظل متاحة لابد الابدين اذ ستنضب آبارها في نهاية المطاف.
وقالت الدراسة ان اراضي الحاصلات الزراعية التي تتوافر لها مياه الري تنتج اربعين بالمائة من الغذاء في العالم, لكن نصيب الفرد من مساحة الارض التي تتوافر لها موارد الري انكمش بنسبة خمسة بالمائة في عام 1978 واستمر التراجع لان بني الانسان يحولون المياه الى استخدامات اخرى.
واستشهدت الدراسة بالنهر الاصفر في الصين الذي قالت ان مياهه جفت لزمن قياسي بلغ 226 يوما في عام 1997.
كما اشارت الدراسة الى قفزة في معدلات النمو للتجمعات السكانية التي تقيم بالقرب من احواض انهار متنازع عليها, وهذه المناطق هي بحر آرال وانهار الجانج والاردن والنيل ودجلة والفرات.
الدعوة إلى اساليب جديدة
ودعت بوستيل الى ثورة زرقاء لزيادة انتاجية المياه بمعدلات كبيرة، واقترحت استخدام شبكات الري بالتنقيط التي توصل المياه الى جذور النباتات مباشرة وذلك لخفض معدلات استهلاك المياه بنسبة تتراوح بين ثلاثين وسبعين بالمائة وزيادة غلة المحصول بنسبة تتراوح بين عشرين وتسعين بالمائة,
ويجري استخدام نظام الري بالتنقيط في كل من الهند واسرائيل والاردن واسبانيا والولايات المتحدة.
وقالت الباحثة انه في سهول تكساس بالولايات المتحدة زاد نظام الري بالرش من كفاءة استخدام المياه بنسبة تسعين بالمائة مما ادى الى زيادة غلة محصول الذرة بنسبة عشرة بالمائة والقطن بنسبة 15 بالمائة.
وفي ماليزيا، زاد المزارعون من انتاجية المياه بنسبة 45 في المائة بعد ان استخدموا جداول زمنية للري وقاموا بتدعيم جوانب قنوات الري وبذر البذور في الحقول مباشرة بدلا من استنباتها في صوب ثم نقلها للحقول.
|