اكد الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشميمري استشاري الامراض الصدرية والعناية المركزة ورئيس قسم الصدرية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض، ان عادم الديزل المنبعث من المركبات مثل السيارات والشاحنات والحافلات يؤدي الى ضرر للرئتين اكبر مما كان متوقعاً في السابق.
واشار الى دراسة حديثة قام بها فريق من العلماء البريطانيين والسويديين شملت تعريض متطوعين اصحاء الى كمية من عادم الديزل مماثلة لما يمكن التعرض له اثناء التواجد في الطريق العام مدة ساعة واحدة قط, ولاحظوا حدوث تهيج والتهابات حادة في مجاري التنفس والشعب الهوائية وتم اثبات ذلك عن طريق اخذ عينات من الغشاء البطني للشعب الهوائية بواسطة المنظار.
وبناء علىهذه الدراسة استنتج العلماء ان خطر عادم الديزل علىالرئتين اكثر مما كان يتوقع من قبل خلال الدراسات السابقة والعديدة التي بينت العلاقة بين تكون الهواء بالديزل وامراض الرئتين.
واوضح الدكتور الشميمري ان محركات الديزل تكون الهواء بمواد كربونية بكمية كبيرة تعادل اكثر من مائة ضعف مقارنة بالمواد التي تنتج عن احتراق البنزين والامر الاشد خطورة ان جزئيات التلوث الموجودة بعادم الديزل صغيرة جداً بحيث تتخطى جميع احتياطات وموانع التكون في الجهاز التنفسي العلوي لتستقر اخيراً في ادق واهم انسجة الرئة وهي الحويصلات الهوائية المسئولة عن تبادل الغازات بالرئة,, وتحمل هذه الجزئيات بالاضافة الى المواد الكربونية الناتجة عن احتراق الديزل مركبات ساقة تسبب تغيرات سرطانية في الرئتين على المدى الطويل.
ونبه الدكتور الشميمري إلى ان الديزل ليس المصدر الوحيد لمثل هذه الجزئيات اذ يمكن ان تتطاير بعض هذه الجزئيات والمركبات من عادم السيارات التي تستعمل البنزين واثناء احتراق الحطب والخشب والضحم ولكن بكميات ضئيلة مقارنة باحتراق الديزل.
كما ان التلوث الذي يحدث في الهواء بسبب الديزل يؤدي لحدوث مشاكل عديدة اخرى بالرئتين مثل:
السعال المزمن، زيادة تهيج وافرازات الشعب الهوائية، سعال مستمر مصحوب ببلغم، صغير وضيق في الشعب الهوائية.
واشار الدكتور الشميمري ان هناك دراسة حديثة اخرى اثبتت ان درجة التلوث بالهواء تزيد بنسبة خمسين بالمائة في المدن مقارنة بدرجة التلوث بالارياف، وهذه النسبة تؤدي الى نقص في وظائف الرئة بمقدار ثلاثة بالمائة او اكثر.
ورغم ضآلة هذه النسبة كما يستنتج من اول وهلة الا ان المحصلة العامة من تكرار هذه النسبة لدى الافراد وتأثير التلوث على المجتمع بشكل عام هي في الحقيقة نقص ملحوظ في وظائف الرئة حتى وصل في إحدى الدراسات الحقلية الى انتشار حالات نقص وظائف الرئة الى حد اقل من سبعين بالمائة من الوظائف الطبيعية في المدن والمناطق التي سجلت فيها نسبة عالية من التلوث.
وختم الدكتور الشميمري حديثه بضرورة التنبه لخطورة وضرر الديزل علىالرئتين وطالب باتخاذ خطوات عملية لمراقبة وقياس مستوى التلوث في المدن والتقليل من هذا التلوث بالتحكم والاجراءات اللازمة لمنع تواجد او انتشار مصادر الديزل داخل المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية حفاظاً على الصحة العامة.
|