* سقسقة:
تغذية الفكر هي شمس ثانية بالنسبة للمتعلمين .
- حكمة يونانية -
* * *
أكثر ما يمكن ان يخسر الانسان به احترامه لذاته واكثر ما يمكن ان يميت شجرة الوعي الاجتماعي او يقتلعها من جذورها ان تمارس ازدواجية القول والفعل باعتيادية مقبولة لدى الفرد والمجتمع.
والامثلة كثيرة حيث يمكنك ان تستمع الى احدهم وهو يتشدق بأهمية الحوار مع الطفل والاستماع الى رأيه واحترامه بينما تلحظ انه وسط محاضرته تلك قد نهر طفله ومنعه من الحديث.
ويمكنك ان تحاور صديقك فتعجب بوعيه وبرقيِّه في التعامل وحين توضع معه في موقف ما لا تجد الوعي او رقي التعامل بل اسلوب سوقي وتفكير ضحل.
انها ازدواجية التفكير والبون الشاسع بين القول والفعل.
مشكلة المجتمعات العربية ان الفرد العربي منذ ولادته يرزح تحت عوامل القهر والكبت باشكاله المختلفة فالطفل منذ ولادته ومروراً بالمدرسة ثم الجامعة ثم الحياة العملية عاجز عن فهم ذاته اولا ليفهم الآخرين.
والأسرة العربية تكرس مفهوم الازدواجية لدى اطفالها فالأم والأب يتناقشان ويتعاركان بينما يحثان الاطفال على عدم الصراخ.
ويمارس الوالدان سلوكيات خاطئة كالكذب مثلاً امام الاطفال ويحثانهم على التحلي بالصدق.
فيفقد الطفل الاحساس الحقيقي بالقدوة وبأهمية تطبيق المبادىء والمثل العليا التي يسمعها شفوياً من والديه ثم معلميه والمناهج المدرسية.
وهذا شيء خطير اذ ان السلوك الممارس اقوى تأثيراً من اصدار الأوامر والتوجيهات المتكررة للاطفال والشباب.
خصوصا وان الاطفال يتمتعون بدقة الملاحظة ولا بأس ان نعترف بأن ابناءنا يضعوننا دوماً في خانة المراقبة ويسلطون الاضواء على تصرفاتنا وسلوكياتنا.
ولا بأس ان نعترف اننا احياناً نحاول التغيير في بعض سلوكياتنا لأجل ابنائنا,, وهي نقطة وعي مستنيرة تضمن سلامة وصحة الأسرة النفسية والاجتماعية.
اننا كافراد نتاج اسرنا التي هي نواة المجتمع فاذا كبرنا مثقلين بسلبيات اسرية او مجتمعية يمكننا ان نعي الدور الهام لنا كافراد في تنمية مجتمعاتنا على الاخص اجتماعياً وليس الاستناد الى موروثات بالية.
** تواصل البريد:
الأخت معلمة من شقراء:
- وصلتني رسالتك بما حوت من تفاصيل هامة وأثق جدا في مصداقية ما ذكرت ولن اخيب باذن الله املك ولكن احتاج الى الاسماء لاثبات مصداقية ما سأقوم بطرحه ونقاشه واعدك بالتحفظ على الأسماء وعدم نشرها,, بانتظار ردك.