Wednesday 21st July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 8 ربيع الثاني


بعضهم مصاب بداء العظمة
كرم بالغ يقود صاحبه للموت,, أو السجن

الكرم عادة طيبة ومستحبة وصفة حسنة يتميز بها الكثير من الرجال ويتبعها عادة صفات جميلة اخرى مثل الشجاعة والطيبة والمعاملة المثالية للناس ولكن في بعض الاحيان وبسبب الكرم الزائد والخارج عن حدود المألوف والمعقول والمقبول,, يتحول الكرم الى نقمة على صاحبه حيث يغرقه في الديون ويجعله مقصراً في في الايفاء بالمستلزمات الضرورية المنزلية بل ان هناك من يقوده كرمه الزائد الى السجن بسبب مطالبات اصحاب الحقوق لحقوقهم,, عن هذا الموضوع كان لنا هذا الاستطلاع الذي نطرحه من خلال الاسطر التالية:
ضيافة فوق الإمكانيات
البداية كانت مع احد زائري حائل الملازم اول منصور التركي من سكان الرياض فقال: كل شيء بحائل جميل جدا واجمل ما فيها كرم اهلها وطبيعتهم الرائعة ولكن يحرجني في كثير من الاحيان بل يؤلمني تحمل البعض منهم مصاريف لا يطيقونها في سبيل الترحيب بي وقد يكونون ايضا ابعد الناس ولا يعرفونني تمام المعرفة ولكنهم علموا بأنني ضيف على احد الذين يعرفونهم فأصروا على استضافتي بشكل مبالغ فيه كثيرا قياسا على امكانياتهم.
العزة بالاثم
وقد شاركنا الحديث رجل الاعمال عبدالعزيز مسلط حيث قال: هناك من تأصل بداخله الكرم وتأخذه في معظم الاحيان العزة بالاثم ليثبت لك انه قادر اولا وكريم ثانيا وفرح لمقدم ضيفه ثالثا وهذه هي المعادلة الحاتمية الصعبة.
وعلى فكرة لا يمكن ان نغير طبعنا مهما اعطينا من دروس ولا اخفيك انني قمت بزيارة احد اقاربي باحدى المناطق وغضبت لانه لم يذبح لي عند قدومي في حين زارني بعد سنوات وقمت معه بالواجب وقال انا محرج منك فانت عندما زرتني لم اذبح لك!!
إذلال النعمة
وقال المواطن محمد عايد العقيل ان الاسراف في النعمة اذلال لها وعدم محافظة عليها فأحيانا تتعجب عندما ترى العديد من الولائم الكبيرة التي لا يحضرها الا القليل, وتبقى نعمة الله دون أن يلمسها أحد وترمى أخيراً في صفائح الزبالة.
كما تحدث المواطن خالد المطر عن الموضوع وقال انه شيء مؤسف ان يتحول الكرم بالبعض الى مهلكة واضاف ان احدهم ممن تربطني به علاقة جيدة قبل مماته توفي وهو يقوم على ضيافة ضيوفه بحائل ومعه دلة القهوة,, وفجأة سقط وكان الوداع بعدما كان بصفة ليلية فاتحا منزله لضيوفه ولكن بعد ان مات اصبحت حالة اولاده المادية سيئة جدا بحكم ان والدهم رجل كريم ولم يترك لهم بعده اي شيء رغم صيته الذائع سابقا كرجل مقتدر وكريم وتحول أبناؤه الى الجمعية الخيرية ينشدون اهل الاحسان طعاما.
ثم مضى (المطر) يقول واذا اردت ان تعرف كثيرا عن مآسي الكرم اتمنى ان تزور السجن بحائل فهناك الكثير ممن اعرفهم مسجونون باسباب حقوق مالية بعدما تكالبت عليهم الديون بسبب ولعهم الكبير بالكرم والغريب انهم ليسوا نادمين الآن على ما فعلوا لانهم يرون ان الكرم اهم من اي شيء.
على نهج الأجداد
وذكر الشاب الجامعي وليد الحازمي انه يعتز بهذه الخصلة الاجتماعية البارزة وقال لاشك اننا نلمس نظرة الاعجاب بعيون الاخرين عندما نقابلهم بكرمنا وهذا يمنحنا سعادة لا توصف ويحسسنا اننا مازلنا نحافظ على الصورة الجميلة المرسومة عن الآباء والاجداد.
مرض العظمة
اما الدكتورة ايمان الششناوي اخصائية نفسية فقالت: الكرم خصلة حميدة والذي طبعه الكرم لا يستطيع تغييره ابدا والكرم ليس صفة مكتسبة وانما طبع داخلي ولكن عندما ندقق ببعض الحالات النفسية نجد ان نسبة قليلة مصابة بمرض العظمة مثل الذي يرى نفسه كريما جدا حتى ولو لم يملك الامكانيات المادية من اجل ان يتحدث عنه الاخرون ويمجدوه وهذه ظاهرة تحتاج للدراسة ويجب ان تقوم وسائل الاعلام بتنويرهم واذا لم تنجح فلابد من ارشادهم عبر دروس توعوية واذا لم يفلح مع بعضهم ذلك فربما يكونون مصابين بمرض نفسي وتجب معالجتهم اذا ثبت ذلك.
مجتمع سمته الكرم
اما الاخصائي الاجتماعي طلال الشمري فقال: ان سمة مجتمعنا السعودي وهي الكرم باقية ولن تمحوها السنون وهذا راجع الى اسلوب التربية التي ينشىء عليها الوالدان اولادهما والتي تحفزهم الى البذل والعطاء لان هذا في نظر اكثر ابناء مجتمعنا ابسط حقوق المعايشة والبقاء بين الناس ولكن مع قليل من التوجيه وخصوصا للنشء في المدارس وتوضيح اهمية الحرص على عدم الاسراف في اي شيء كان جميلا او سيئا فإن هذا مع الوقت سيحد من بعض السلبيات ولا يبقى الا جيل كريم بتعقل محافظا على مكتسباته ومكتسبات الآخرين ومتحفزا للعطاء في اي وقت متى كان الامر ضروريا ويحتاج ذلك.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved