خطر لي موضوع هذا المقال وانا أعيد تصفح كتاب The Road Ahead لمؤلفه بيل جيتس مؤسسة شركة مايكروسوفت الشهيرة واغنى اغنياء العالم وكيف كانت بدايته الذهبية في مدرسة Lakeside الخاصة حينما قررت المدرسة إفلات طلابها المراهقين احرارا لاستعمال الحاسب الآلي وكان من ضمنهم جيتس نفسه كان ذلك في أواخر الستينات الميلادية حينما لم يكن الحاسوب ببساطة وسهولة حاسبات اليوم فقد كان بدون شاشة حيث يكون التعامل مع الحاسب اسهل وكان المنفذ الذي يستطيع الشخص التعامل مع الحاسب هو عن طريق طابعة مزودة بلوحة مفاتيح عن طريقها تدخل المعلومات والأوامر المدخلات وكذلك عن طريقها يتلقى الردود المخرجات في وقت لم تكن تقنية )Graphical User Interfaces( "GUI"التي تمكن المستخدم من التعامل مع الحاسوب بسهولة عن طريق الاختيار من الصور والرسومات والقوائم بواسطة الفارة الموجودة ولقد كانت الطريقة الوحيدة في ذلك الوقت هو تلقيم الحاسوب بالمعلومات والاوامر عن طريق طباعة النصوص فقط ويقول بل قت كنت في الثالثة عشرة عندما كتبت أول برنامج حاسوبي وذلك للعب لعبة تك,, تاك,, تو كما يقول وكانت سعادتنا كبيرة عندما نستطيع نحن الصغار محدودو الصلاحيات ان نعطي الاوامر لهذه الآلة المعقدة الكبيرة وتستجيب لأوامرنا بكل امتثال ومع مرورالوقت زادت ثقة اولئك الطلبة بهذه الآلة حيث صاروا ينتجون ويجربون البرامج الخاصة بهم وكل هذا ذكرني ببعض الشباب خريجي المعاهد الفنية والكليات التقنية عند سؤالهم عن ضحالة معلوماتهم وافتقارهم الى الممارسة الفعلية والتطبيق العملي فيكون جوابهم هو عدم اعطائهم الفرصة للتعامل اليدوي مع الآلة في مرحلة تعلمهم والسبب ان المدربين في تلك المؤسسات خاصة الاهلية منها - في الغالب من الكوادر الأجنبية - دائما ما يخوفون ويحذرون طلابهم من لمس الآلات وعدم التعامل المباشر وذلك لأنها حساسة وكثيرة الاعطال حسب زعمهم ويطلبون من المتدربين الاكتفاء بمشاهدة مدربيهم عند القيام بالعمل وهذا الاسلوب يبني رهبة وخوفا لدى المتدرب من التعامل المباشر مع هذه الآلة المعقدة الغالية الثمن ومن ثم إمكان تخريبها، وكذلك نفس الشيء يحدث مع الآباء عندما يخوفون ابناءهم من ان الحاسبات الشخصية الخاصة بهم سريعة الاعطال مما يولد الرهبة لدى الابناء عند التعامل مع تلك الاجهزة وللمعلومية فهذا غير صحيح فالحاسوب ليس سريع العطل وفي الغالب ان بالامكان تصحيح الخطأ عند حدوثه فلا داعي لتخويف الغير من استخدامه ففي بيئة النوافذ امكانية التجوال وبكل بساطة داخل الحاسوب دون اي تخوف فهناك اختيارات عند الدخول الى أي نافذة ومن ضمن تلك الاختيارات اختيار التراجع او الغاء الامر ونصيحة لجميع الآباء الذين لديهم حاسبات آلية في منازلهم - دعوا ابناءكم يلعبوا بتلك الاجهزة,,, نعم دعوهم يلعبوا بها اطلقوا العنان لتلك العقول المتفتحة لتعرف الابداع اما في المدارس فلا اعتقد ان الحال أحسن مما هو عليه في المعاهد الفنية والكليات التقنية وان سنوات التعليم المتوسط والثانوي في اعتقادي هي اخصب المراحل التي يمكن ان يبذر فيها بذر هذه التقنية الحديثة.