** حضرت في احد المجالس معركة حامية الوطيس,, بين مجموعة من المزارعين (الفلاليح) وآخرين من غير المنتسبين لهذه المهنة,, ووجدت ان المزارعين او بعضهم على الاصح,, يتذمرون من وضعهم ويقولون,, إنها شاقة متعبة كلها مشاكل وصداع,, والمردود,, كله للشريطي والبائع,.
**احتدم النقاش بين الطرفين فقال غير المزارعين إن المزارع يزرع ويحصد الذهب,, وان المزارعين اليوم,, صاروا أثرياء كنتيجة طبيعية لهذا العمل,, الا ان المزارعين ردوا بقوة وقالوا: انهم حصدوا التعب والعناء والمشقة,, وان منتجاتهم يستثمرها الشريطي وتجار الخضار والفواكه في السوق,, بل إنهم طرحوا اسعاراً غريبة لمنتجاتهم وقالوا,, هل تصدقون أننا نبيعها بهذا السعر لتباع عليكم بالأسعار التي تشاهدونها في السوق اليوم,, والتي يتقاسمها الشريطي والبائع,, وهم جالسون ينتظرون منتجاتنا التي تعبنا عليها وخسرنا عليها آلاف الريالات,, ومع ذلك,, يحصد المردود غيرنا,.
** وقالوا: إن هناك ثلاث قضايا تحتاج الى دراسة مستفيضة جداً,, وتدخل من الجهات المعنية,, وهي,.
** أولا: قضية الشريطي الذي هو حلقة الوصل بيننا وبين السوق,, ذلك الذي يتعمد (تكسير رؤوسنا) وشراء البضائع بأبخس الاسعار,, كما أن الشريطية,, يتآمرون ويتفقون فيما بينهم للشراء بأبخس الاسعار ونحن المتضررون.
** ثانيا: قضية البائع (السوق) وكلهم من الاجانب,, بل إن نسبة الأجانب (100%) بدون أدنى مبالغة,, وهؤلاء,, يأخذون ايضا,, نصف القيمة,, أي أنهم يكسبون آلافاً مؤلفة، وهم جالسون ولم يتعبوا,, ولم يقدموا أي شيء على الاطلاق.
** ومثل هؤلاء,, يحتاجون إلى وقفة سريعة من الجهات المعنية,, (الزراعة,, التجارة,, الجوازات ).
** ثالثاً: البضائع المستوردة من الخارج,, تلك التي تملأ الأسواق وتزاحمنا في المواسم,, لتجعل اسعارنا متدنية للغاية,, وتجعلنا لا نعيد الزراعة في العام القادم,, لأن المردود هزيل أو معدوم.
** استمر النقاش بين الفلاحين وغير الفلاحين وقتاً طويلاً حتى قام احدهم وهو يحمل قصاصة من مجلة وقرأ علينا هذه القصيدة لأحد الشعراء التي تقول:
هني الذي في مكتبه جالس مرتاح يحسب حسابه كل ما هل بهلاله وهني الذي في متجره يحسب الأرباح وفي كل يوم ايزيد في حسابه رياله ولا كابد هموم يكابد بها الفلاح تخلِّي عدو الجد يشفق على حاله نهاره عذاب وليله يطارد الأشباح وفكره مشتت بين غرسه وعماله يعيش بعنى والناس في راحة وافراح ومن كثر همه همّل البيت واعياله ولاقال قام الحظ عوَّد عليه وطاح وإن جاه مكسب فاز بالسوق دلّاله تمشكلت به هي والغنم علَّها الذباح مادام العلف,, برسيم وشعير وانخاله ولا عامل يفهم ولا راعيٍ مصلاح (هنود) تراطن كل واحد على فاله |
** ثم قال: هذه حال المزارعين والفلاحين و(الكدادين),, وهذه أوضاعنا,, فنحن لا نحصد,, إلا التعب,, والشقاء,, والعناء,, و(القهر) و(خلُّوها مستورة).
عبدالرحمن بن سعد السماري