* جاكرتا- ايمي تشو - رويترز
عندما تولى الرئيس الاندونيسي يوسف حبيبي السلطة وسط فوضى سياسية واقتصادية في مايو / ايار عام 1998 توقع معظم المحللين الا يستمر لاكثر من بضعة شهور على اقصى تقدير.
الا ان مهندس الطيران اثبت ان شكوك هؤلاء في غير محلها, واحتفظ حبيبي بالسطلة بالرغم من مشاعر عدائية احاطت به وانتشار السخرية منه, وعلى عكس كل التوقعات فان فرص حبيبي في الاحتفاظ بمنصبه لفترة اخرى لا يمكن تجاهلها.
وبعد ان كان حزب جولكار الحاكم الذي يرأسه حبيبي معتادا على الفوز بأغلبية ساحقة في الانتخابات تحت رئاسة الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو تراجع في الانتخابات البرلمانية في السابع من يونيو / حزيران.
وجاء جولكار في المركز الثاني في الانتخابات بحصوله على 22,4 في المئة من الاصوات وراء الحزب الديمقراطي الاندونيسي الذي ترأسه ميجاواتي سوكارنو بوتري الذي حصل على 33,7 في المئة من الاصوات.
وبالرغم من فوزها بمعظم الاصوات الا ان ميجاواتي لم تضمن الفوز بعد بالرئاسة.
ومن المقرر ان يختار اعضاء البرلمان ومجموعهم 500 بالاضافة الى 200 مسوؤل معين الرئيس الجديد للبلاد ونائب الرئيس في نوفمبر تشرين الثاني.
وحصل حزب ميجاواتي على الارجح على نحو 154 مقعدا في البرلمان وهو ما يقل عن العدد المطلوب لكي تضمن الفوز بالرئاسة,, وتركت الانتخابات المسرح السياسي متوترا وتشكيل ائتلاف سيصبح ضروريا.
ويشعر حزب جولكار الذي من المتوقع ان يحصل على نحو 120 مقعدا في البرلمان عندما تعلن النتيجة الرسمية بالثقة من امكانية تشكيل ائتلاف مع احزاب اسلامية صغيرة مستغلا عدم ثقة هذه الاحزاب في الحزب الديمقراطي الاندونيسي العلماني القومي,
وتتحفظ بعض الاحزاب الاسلامية من تولي امرأة الرئاسة.
وقال سلامة افندي المسؤول الكبير بحزب جولكار بين ميجاواتي وحبيبي سيكون من الاسهل على الاحزاب الاسلامية مساندة حبيبي لأن بعضها اوضح انه لن يساند رئاسة امرأة .
ووقعت ميجاواتي على تحالف فضفاض مع حزب صحوة الامة الذي يرأسه الزعيم الاسلامي عبدالرحمن وحيد وحزب العهد القومي الذي يرأسه الاصلاحي امين رئيس قبل انتخابات يونيو.
ولكن منذ الانتخابات لم يلق اي من الحزبين بثقله وراء طموحات ميجاواتي الرئاسية.
وقال محمد حكم من المعهد الاندونيسي للعلوم اضعف ذلك موقف ميجاواتي .
ومن المعتقد حصول حزب صحوة الامة على 51 مقعدا وحزب العهد القومي على 35 مقعدا.
مقاعد الجيش ترجح كفة المرشح
وقد يثبت الجيش الذي يحتفظ بثمانية وثلاثين مقعدا في البرلمان دون انتخابات اهميته في تشكيل ائتلاف وفي اختيار الرئيس.
ويتوقع محللون ان يحاول الجيش التوصل للاتفاق بمنح قائد القوات المسلحة الجنرال ويرانتو منصب نائب الرئيس في نوفمبر مقابل الحصول على مساندته.
ولكن بالرغم من ان مصادر عسكرية تقول ان فرصة التوصل لاتفاق بين ميجاواتي وويرانتو نوقشت الا ان محللين يتوقعون ان يلقي الجيش بثقله وراء المعسكر الذي يتمتع بفرص اكبر للفوز بالرئاسة.
واضافة الى الجيش فان المسؤولين المعينين ومجموعهم 200 الذين سيساعدون في اختيار الرئيس عقبة رئيسية اخرى, وسيجري اختيارهم من مختلف المناطق والجماعات الاندونيسية, وحذر مراقبو الانتخابات الاجانب قائلين ان اختيار المسؤولين المئتين من بين مراحل العملية السياسية الاندونيسية التي من السهل ان تتسلل اليها الرشى والمخالفات, ويخشى بعض الاندونيسيين ان تشتري الجماعات, وقال برلماني طلب عدم نشر اسمه ان الحكومة ستبذل قصارى جهدها بطرق نزيهة او مخالفة للحصول على مساندة الممثلين الاقليميين والجماعات لحبيبي , ومن المفارقات ان حبيبي قد لا يتمكن من الاعتماد تماما على مساندة حزبه جولكار اذ يحث اصلاحيون في الحزب يتزعمهم نائب رئيس الحزب مرزوقي دارسومان على اختيار مرشح جديد للرئاسة, وقال سارنونو كوسوماتمادجا الامين العام السابق لحزب جولكار ووزير البيئة اثناء حكم سوهارتو الذي ترك الحزب العام الماضي ليساعد في تشكيل حزب منفصل أطلق عليه اسم حزب العدالة والوحدة لرويترز ان كثيرين من حزب جولكار لا يشعرون بالارتياح لحبيبي.