Wednesday 21st July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 8 ربيع الثاني


المعارضة الصربية تتخاصم على منصب ميلوسيفيتش قبل إزاحته

* بلجراد- أ,ش,أ
كشفت مظاهرات الغضب والاحتجاج التي تعم المدن الصربية للمطالبة باستقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش عن وجود خلافات دفينة بين اجنحة المعارضة سواء المتحالفة فيما بينها تحت مسمى التحالف من اجل التغيير اوتلك التي تفضل العمل بمفردها مثل حزب النهضة الصربية الذي يتزعمه فوك دراسكوفيتش ويلاحظ المراقبون انه حتى في حالة تبني او الاعلان عن تبني هدف موحد من جانب اقطاب المعارضة فان ذلك يكشف الخلافات اكثر مما يخفيها وهي في اغلبها خلافات تنافسية من حيث الطابع والمصالح وتعزز الانطباع السائد بعدم وجود مرشح تلتقي حوله الآراء ويحظى بدعم الغرب لخلافة ميلوسيفيتش في حالة النجاح في اقصائه.
وينحصر التنافس في الوقت الحالي بين اثنين من ابرز اقطاب المعارضة وهما زوران جينجيتش وفوك دراسكوفيتش وكلاهما قومي النزعة في العمل على تجميع اكبر عدد ممكن من المتظاهرين والانصار لتأكيد احقية كل منهما بلقب زعيم المعارضة الاوحد.
ومن المعروف ان التحالف السابق بين قطبي المعارضة الذي عرف باسم تحالف زايدنو وتعني باللغة الصربية معا لم يصمد طويلا بعد نجاحه في شل حركة صربيا بمظاهرات الاحتجاج التي لفتت انظار العالم واجبرت ميلوسيفيتش عام 1997 على اعلان النتائج الحقيقية للانتخابات البلدية التي حققت فيها المعارضة فوزا ساحقا.
وقد تولى زوران جينجيتش زعيم الحزب الديموقراطي الصربي في اعقاب اعلان النتائج الحقيقية منصب عمدة بلجراد الذي اقيل منه مؤخرا في حين تولى فوك دراسكوفيتش زعيم حزب النهضة الصربية منصب نائب رئيس الوزراء وهو المنصب الذي اقيل منه بسبب آرائه المعلنة المخالفة للخط الرسمي اثناء غارات الناتو على البلاد والتي دعا من خلالها الى وجود قوات دولية في كوسوفا.
وقد اختار فوك دراسكوفيتش العمل بمفرده لتحريك الجماهير الصربية رافضا دعوة زوران جينجيتش للانضمام الى تحالف الاحزاب المعارضة التحالف من اجل التغيير كما اختار النهج العملي بدعوته الى البدء في وضع برنامج للخلاص الوطني خلال اجتماع جماهيري عقده الليلة قبل الماضية في كراكويفاتس جنوب بلجراد وحضره 15 الف شخص حسبما ذكر راديو فرنسا الدولي امس.
واقترح دراسكوفيتش برنامجا يرتكز على الشرعية لتغيير النظام القائم ويقضي بتشكيل حكومتين انتقاليتين الى ان تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال ستة اشهر.
كما اقترح دراسكوفيتش ان تكون المهمة المحددة لكلتا الحكومتين حكومة صربيا وحكومة فيدرالية لصربيا والجبل الاسود هي العمل على رفع العقوبات المفروضة على يوغوسلافيا الاتحادية منذ حرب البوسنة والتي عززت اثناء ازمة كوسوفا ومحاولة الحصول على معونة دولية للبدء في اصلاح ما دمرته الحرب في كوسوفا خاصة في البنية الاساسية في صربيا وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية خلال ستة اشهر.
ويقضي الطرح الذي اختاره دراسكوفيتش ايضا بأن تتولى جمهورية الجبل الاسود اختيار رئيس الحكومة الفيدرالية وهو المطلب الذي تصر عليه الجبل الاسود ضمن اوجه الخلاف بينها وبين صربيا شريكتان في الاتحاد الفيدرالي ليوغوسلافيا والذي وصل الى حد التهديد بفض الاتحاد بينهما .
وقد طرح دراسكوفيتش برنامجه باعتباره برنامجا للخلاص الوطني طالبا من شعب صربيا الموافقة عليه لتلافي مخاطر اندلاع حرب اهلية وهو وان كان دعوة لوضع برنامج للخلاص الوطني وتخليص البلاد من ميلوسيفيتش الا انه لا يعني في واقع الامر تنكرا للافكار القومية التي تتبناها المعارضة في انسجام مع ميلوسيفيتش بل يمثل دعوة للخلاص مما تسبب فيه ميلوسيفيتش من خراب وانهيار اقتصادي وارتفاع في معدل البطالة ومحاولة للخروج من الدائرة الجهنمية المغلقة التي تسبب ميلوسيفيتش في وضع البلاد فيها بعد نبذ المجتمع الدولي لها.
ولم يفت فوك دراسكوفيتش ان يستغل الفرصة لتوجيه الانتقاد الى حليفه السابق زوران جينجيتش دون ذكره بالاسم فقد نقل راديو فرنسا الدولي قوله انني افخر بالانتماء الى حزب لم يفر اي عضو فيه من صربيا خلال الحرب في اشارة واضحة الى جينجيتش الذي لجأ الى الجبل الاسود ومنها الى اوروبا خلال فترة الغارات التي شنها الناتو كي يتجنب استلام امر الاستدعاء الذي ارسله اليه الجيش اليوغوسلافي وهي القضية المنظورة حاليا امام القضاء والتي اذا ما انتهت الى ادانته فسيحكم عليه بالسجن عشرين عاما .
ومن الملاحظ ان دراسكوفيتش يميل الى مخاطبة الغرب دائما مع كل خطوة يخطوها ويحيطها بقدر كبير من الدعاية الاعلامية المجانية فقد جاءت دعوته الى نشر قوات دولية في كوسوفا في خضم الحرب لتتناقض بشكل واضح مع الخط الرسمي للدولة الرافض حينذاك لمثل هذا الوجود الذي يعد انتهاكا لمبدأ السيادة الوطنية مخاطرا بمنصبه الرسمي كأحد نواب رئيس الوزراء.
وقد اعتبر ذلك بمثابة رسالة بالغة الوضوح موجهة الى الغرب يتنصل فيها دراسكوفيتش من اية مسئولية حكومية عن اعاقة التوصل الى تسوية لأزمة كوسوفا وهو تنصل وخروج متعمد على النص قد يفيده مستقبلا عند اختيار من يخلف ميلوسيفيتش.
وجاءت الخطوة الثانية التي خاطب بها دراسكوفيتش الغرب ايضا بسلوكه طريق الشرعية والبعد عن الغوغائية بطرح برنامج ديموقراطي الابعاد وانساني الهدف فهو يدعو لتجنيب صربيا ويلات حرب اهلية عن طريق الانتخابات.
ويبقى ان الايام القادمة ستكون حاسمة لمستقبل يوغوسلافيا سواء بالنسبة لوضع ميلوسيفيتش المطلوب محاكمته عن جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية والمطلوب اقصاوه عن السلطة او بالنسبة لوضع الجبل الاسود الشريك الاصغر في الاتحاد الفيدرالي او بالنسبة للمعارضة التي تكثف جهودها لاشعال المدن والقرى الصربية بمظاهرات الغضب والاحتجاج ضد ميلوسيفيتش وهي المظاهرات التي قد ينجح احد اقطاب المعارضة من خلالها في تجميع الجماهير حوله بوصفه الوحيد القادر على ان يلملم بقايا يوغوسلافيا ليعيد صياغتها بما يوهلها للعودة من جديد للاسرة الدولية في ظروف مغايرة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved