سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إشارة إلى ما نشر بجريدة الجزيرة في عددها 9762 الصادر بتاريخ 7/3/ 1420ه الصفحة 30 في عمود (يارا) تحت عنوان (دواء العجوز) والذي ورد فيه أن كاتب المقال فوجئ بأن وزارة الصحة في تنفيذها لحملات التطعيم ضد شلل الأطفال تلتزم تنفيذ قرار الأمم المتحدة، بعد أن شعر بالسرور بأن وزارة الصحة قد بدأت بالتخطيط بطريقة مدروسة وتضع أهدافا مقرونة بزمن,,,) وقد صوّر المقال أن كل ما يتم اتخاذه بالمملكة ما هو إلا استجابة لحملات المنظمات الإنسانية وأننا رغم كل شيء مازلنا في حاجة للتوجيه الخارجي.
أود في البداية أن أشكر كاتب المقال الأستاذ عبدالله بن بخيت لاهتمامه ومتابعته للبرامج الوقائية التي تنفذها وزارة الصحة وحرصة وغيرته من أجل تقديم الخدمات بصورة أفضل.
كما أود إحاطتكم علماً بأن برنامج التحصين الموسع بالمملكة قد تم التخطيط له لتحقيق أهداف محددة وفي فترات زمنية مختلفة يتم تعديلها وفقا للمعطيات الوبائية للمرض في كل مرحلة محليا وعالميا, وقد حقق برنامج التحصين الموسع بالمملكة نسبة تغطية أكثر من 90% لكل اللقاحات منذ عام 1990م في حين أن منظمة الصحة العالمية قد رصدت العام2000م لبلوغ هذا الهدف, وفي إطار تقديم خدمات صحية أفضل ونتيجة للتخطيط المبني على دراسة الوضع الصحي بالمملكة، فقد أدخلت وزارة الصحة لقاحات إضافية لبرنامج التحصين (الالتهاب الكبدي والثلاثي الفيروسي) ولم تكن تلك القرارات تنفيذا لتوصيات منظمات عالمية خارجية.
أما بالنسبة لاستئصال مرض شلل الأطفال فهو هدف نهائي لبرنامج التحصين بالمملكة شأنه شأن برامج التحصين الأخرى إلا أنه في الغالب لايمكن لاي دولة منفردة أن تصل إلى هدف الاستئصال إلا بتعاون وتضافر جهود الدول الأخرى، ومن هنا يبرز دور منظمة الصحة العالمية في تنسيق السياسات ووضع القرارات التي هي في الواقع نتيجة لاجتماعات ومشاورات لجميع دول العالم خلال الاجتماع السنوي للمنظمة الذي تحضره وفود على أعلى مستوى وتشارك المملكة سنويا بوفد برئاسة وزير الصحة لمناقشة جميع القرارات والتصويت عليها لاعتمادها ومن ثم الالتزام بتنفيذها, وعليه فإن قرارات المنطمة هي قرارات جميع الدول وليس المنظمة بمفردها، ولذا فإن التزام المملكة بتنفيذ قرارات المنظمة بهدف استئصال شلل الأطفال محليا وعالميا يعكس مدى التزام المملكة ومشاركتها الفعّالة في هذا الخصوص وهذا أمر مطلوب من جميع الدول، ويندرج في هذا السياق استئصال مرض الجدري الذي لم يكن له أن يتحقق إلا بمشيئة الله ثم بمشاركة والتزام جميع الدول
آمل أن يكون في هذا إيضاح للنقاط التي أشرتم لها.
وتقبلوا وافر تحياتي،،،