دعوني من احاديث الهيام
ومن كذب التأوه بالكلام
دعوني ان عام الحزن هذا
اشد على النفوس من الحسام
دعوني اندب العلماء اني
ارى فيهم مصابيح الظلام
يقودون الأنام لكل خيرٍ
فهم في الناس داعية السلام
نعوا شيخاً عظيماً عاش عمراً
يجاهد بالكتابة والكلام
له بين الدعاة مكان صدقٍ
وبين الناس منزلة الكرام
تنقل في بلاد الله يدعو
شجاعاً لا يهاب من الصدام
يذكر امة الاسلام دوما
مخاطر ضعفها بالانقسام
ويدعوها الى العليا بجدٍ
لتأخذ بالعلوم الى الامام
يريد لأمة الاسلام مجداً
حصيناً يستمر على الدوام
وقد القى عصا التسيار عمداً
يريد الاجر بالبيت الحرام
وامضى في رحاب الله دهراً
قضاه بين زمزم والمقام
يناجي ربه في كل حين
ويكثر في التهجد والقيام
ويدعو الناس للتقوى بصدقٍ
قليل مثله بين الأنام
له فصل الخطاب فكم أضاءت
بحجته دياجير الظلام
اذا ابتدر العلوم افاض فيها
كموج البحر او مطر الغمام
محياه السماحة ليس فظاً
ويخلط جده بالابتسام
ولكن في حدود الله صلب
ويمعن في مقارعة اللئام
ونأنس أن يحدثنا كثيراً
واشهرها احاديث الصيام
برامجه وما احلى صداها
نتابعها بشوقٍ وانتظام
وفي كل القلوب له قبول
ونعرفه كما البدر التمام
اذا ما طلعة الشيخ استقلت
على الشاشات يهتف بالسلام
رددناه وانصتنا كثيراً
لنعرف كيف يبدأ بالكلام
له طرف الحديث بكل فنٍ
وينظره المشاهد باهتمام
يؤثر نصحه في كل بيت
وفي الشيخ الكبير وفي الغلام
سنذكره ونفقده كثيراً
اذا رمضان اقبل كل عام
فما الطنطاوي بعد سوى امام
سيذكر بين افذاذٍ عظام
نعزي امة الاسلام فيه
وكل العرب من يمن وشام