نحتاج فعلاً لأن نمنح عقولنا إجازة مؤقتة وبالذات إذا نظرنا لحجم الجرائم التي تستهدف الإنسانية في كل أرض مأهولة أو شبه مأهولة بالبشر أو تسكنها أنفاس عاقلة أو شبه عاقلة أو مجنونة!!، فالمأساة واقعة ومستمرة ومستفحلة بل ويكفي فقط لأخذ فكرة عامة عنها إدارة قرص التلفاز أو الضغط على أزرة الريموت كنترول لنقف من هول ما نرى على قدم واحدة، فجرائم الإبادة الجماعية واستباحة الأعراض المسلمة كمؤدى لحالة التمييز العنصري الكائنة حالياً بالبلقان شاهد يقين لم يستطع حلف الأطلسي بضرباته المتلاحقة فيما مضى إيقافها وإنما زادت حدتها وبصورة بشعة ومنفرة، لتصل الحاضر ومشاهداته المأسوف عليها منذ إرثه التاريخي القديم مروراً بالحرب الأهلية الأمريكية وقوفاً عند هتلر والأجنة والأفران ومابين الحدثين الأخيرين والتالي لهما؟!، كذلك الارتفاع والانتعاش والرواج المطرد لتجارة تهريب المخدرات عبر الدول رغم خطط وإنجازات المكافحة الوطنية لبلدان كثيرة أو بالتنسيق والتعاون مع غيرها باستثناء قانون المخدرات الهولندي!! الذي تجسد بعض فقراته فيما يخص التعاطي وإمكانية المتاجرة المقننة المحدودة بالمخدرات خروجاً واضحاً عن الاتفاق الدولي؟، ولاننسى طبعاً مشاركة الدول غير المقصودة باستغلال بعض عناصرها السياسية أو الاقتصادية لمواقعهم المهمة والنافذة والبيضاء النقية ظاهرياً في تسهيل عملية دخول أو خروج المواد المخدرة من وإلى بلدانهم مقابل الاستفادة مادياً؟، مرتكبين بذلك جريمة لا تغتفر ولايمكن السكوت عنها إطلاقاً بحق أنفسهم أولاً فمجتمعاتهم والعالم، ثم الجريمة غير المنظورة ضد البيئة بتلويثها أو استنزاف مقدراتها وطبعاً جرائم الإرهاب الدولي وفطاحلته من عتاة المجرمين المحترفين أمثال كارلوس القابع بسجون فرنسا وللمعلومية الأخير وأشباهه لا يقومون بأفعالهم دفاعاً مستميتاً لنصرة قضية وطنية أو مطلب مشروع وإنما يقدمون خدماتهم فوق طبق ذهبي لمن يدفع أكثر ولا يهمهم أبداً نبل الغاية أو وضاعتها أو حتى سمو المبدأ أو دناءته، وهناك صنف إرهابي ثان قد لا يسعى للمادة كما يبدو أو بسبب امتلاكه لها أحياناً، لكنه يطلب شيئا آخر مختلفا هو السلطة غير الممكنة له بدون اللجوء للقوة الجبرية؟!، والذاكرة الجمعية تحتفظ بالممارسات الحربائية لهؤلاء وتمقتهم، وتشهد بأنهم قالوا ولم يفعلوا؟!، وحملوا شعارات هم أبعد ما يكونون عنها,, ولو أردنا الحديث حول موضوع الجريمة الدولية أو لنقل الجريمة ضد الدول وعبرها مقارنة بعجز الهيئات والمنظمات الدولية في مواجهتها عملياً وليس ورقياً، لما اكتفينا بالعتب وحده دون معالجة فعلية ولن يقنعنا أيضاً الاستماع لخطب التبرير الطويلة والمملة والغبية وربما امتلأت احداقنا بالدموع والدماء وقلوبنا بالحسرة والأسى، فصاحب الحق المشروع إرهابي وسالبه مناضل وطني والأخرون يدرجون تحت مظلة البين بين!! يصيحون ببعضهم قائلين: حدد موقعك!! .
ويحضرني الآن حالة أجدها معبرة: فخلال تعريف الإرهاب عربياً طالت المداولات والنقاشات لأننا ببساطة اختلفنا في تفسير الصيغة المكتوبة,, إذن ماعسانا نفعل أمام إيجاد بلورة حقيقة ملموسة ومحسوسة معاً لآليات التفعيل على أرض الواقع .
مجرد سؤال سهل جداً جداً؟!!.
baderalsaud * hotmail. com
|