* اعداد: عبدالله بن صالح الفنيخ
التمريض في بدايته كان منصباً بصفة مبدئية على رعاية المريض جسميا فقط في المستشفيات على اعتبار ان هذه هي الطريقة المثلى لتمريض المرضى دون النظر الى النواحي الاخرى التي يحتاجها المريض والتي تكون هي السبب المباشر ولكن اثبتت الايام ان التمريض هو اعظم واجل بكثير من مجرد اداء هذا العمل الآلي بالمستشفيات وبدأت الممرضات يتحسسن من خلال عملهن ان هناك اعتبارات اجتماعية ونفسية يجب ان يلمسنها بمشاعرهن عند رعايتهن لاي مريض وسرعان ما كان لهذه الرؤية العميقة آثارها الملموسة اذ اكتشفن ان للتمريض علاقة وطيدة بمنع المرض ورفع المستوى الصحي ومن هذا المنطلق بدأت الخطوة الطيبة التي نهجتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وهي فتح مجال التمريض للفتاة السعودية فأنشأت المعاهد والكليات ودورات التدريب,, وغيرها لتخريج ممرضة سعودية تخدم الوطن وتحل محل الممرضة الاجنبية,, وبفترة وجيزة استطاع المسؤلون بالصحة وعلى رأسهم وزير الصحة ان يغطوا اكثر المراكز الصحية وبعض الاقسام في المستشفيات بكوادر وطنية غير ان هناك معاناة للممرضة السعودية وبالمقابل بعض الملاحظات ومنها: الممرضة السعودية متهمة بالكسل وانها ليست عملية؟ وهل صدور الكادر الفني قد اثر على دور المرأة في المنزل؟ وهل يكفي اكاديميا للممرضة ان تدرس في المعهد ثلاث سنوات وما هي نظرة المجتمع للفتاة العاملة في قطاع التمريض؟ وما هي معاناة الممرضة السعودية في حياتها الخاصة وفي اي الجوانب تقع هذه المعاناة؟ ونأمل ان تكون الاجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها شافية كافية من خلال هذا التجوال الموجز,.
نظرة اجتماعية متفاوتة
في بداية جولتنا توجهنا للدكتور ناصر بن شاذلي الحداد المدير العام المساعد للرعاية الصحية الاولية بالقصيم فقال:
اتهام الممرضة السعودية بالكسل غير صحيح على اطلاقه ولا يمكن تعميمه ويجب ان ننظر اولا هل تم اعداد الممرضة السعودية جيدا لاتقان العمل المطلوب منها حيث ان الاعداد غير جيد فنيا قد يفسر على انه كسل وعدم الرغبة بالعمل كما ان تكليف الممرضة السعودية بالقيام بمهام معينة مع بقاء الممرضة المتعاقدة في مكانها يؤدي الى الاتكالية التي قد تسفر على انها كسل ايضا وقد لاحظنا ان مراكز الرعاية الصحية الاولية التي لا يوجد بها الا ممرضات سعوديات فقط يتحسن عملهن ورغبتهم في العمل.
اما العمل على فترتين صباحا ومساء هو اهم سلبيات العمل في مراكز الرعاية الاولية للرجال فما بالك بالنساء خصوصا اذا كانت المرأة مطالبة بواجبات منزلية وقد لاحظنا محاولات تسرب كثير من الكوادر الفنية من العمل في المركز رغبة في العمل لفترة واحدة في المستشفيات والبعض يطلب القيام بمهام ادارية مقابل التخلص من دوام الفترة المسائية والحل من وجهة نظري ان يكون دوام المراكز بنظام المناوبات الشهرية مع تعديل الاجرة حسب ساعات العمل.
ومن ناحية الدراسة بالمعاهد لمدة ثلاث سنوات هذه الفترة غير كافية ولا ينبغي ان يكون تحديد التخصص بعد المتوسط مباشرة لعدة اسباب هي:
أ- عدم النضج الكامل في هذه المرحلة لتحديد مجال التخصص ومعرفة الالتزمات التي تترتب على هذا التخصص مع عدم الشعور بالمسؤولية في هذه السن.
ب - عدم القدرة على استيعاب المنهج الذي يؤهل الممرضة لكي تكون جيدة فنيا وقد تنبه المسؤولون لذلك وتم تطوير المعاهد لتصبح كليات صحية ذات مناهج هادفة ومتخصصة ويتم الالتحاق بها بعد الثانوية.
اما عن نظرة المجتمع للمرضة السعودية فهي تتفاوت حسب تجربتهم مع الممرضة فمنهم من يمتدح ومنهم من ينتقد عندما لا يجد حسن الاستقبال والعناية الكافية اذا راجع العيادات او المراكز ولا يمكن التعميم كما ان المجتمع لايعترض على اي عمل للمرأة وفق تعاليم الشريعة مع عدم الاختلاط بالرجال بطريقة مباشرة او غير مباشرة وعن حياة الممرضة الخاصة يقول (يداكا اوكتا وفوك نفخ) وكما ذكرت سابقا ان اختيار الممرضة لهذا المجال قبل سن النضج له سلبيات لا تدركها الا متأخرا وانصح كل فتاة ترغب في هذا المجال ان يكون لديها الرغبة والقناعة والامانة والقبول من مجتمعها الخاص والتأكد من ان ذلك لا يتعارض مع حياتها الاجتماعية التي اعتقد انها الاهم.
الممرضة السعودية قادرة
على تغيير النظرة الاجتماعية
كما التقينا بالاستاذة فوزية ناصر النعيم مديرة مركز التدريب المستمر وخدمة المجتمع النسائي بالقصيم - عنيزة ورئيسة المركز الاعلامي باللجنة النسائية بالقصيم وقالت:
ربما ان اتهام الممرضة السعودية بالكسل ناجم عن انعاكسات فعلية تبنتها بعض الممرضت اللواتي يعتبرن عالة على التمريض,, ولا ننكر ابداً ان هناك ممرضات متكاسلات ولكنهن لسن مصدراً للتعميم بل ايضا هناك ممرضات نشيطات محبات لعملهن ويبذلن قصارى جهدهن للعطاء من اجل العطاء.
لاشك ان زيادة ساعات الدوام فيها نوع من الخلل على نظام الاسرة خصوصا للاخوات المتزوجات والامهات,, ولكن نظير ما يقدمه الوطن من عطاءات نجد ان التضحية من اجله هي من اقل الحقوق علينا,, وتستطيع الممرضة او الطبيبة ترتيب وقتها ووضع نظام معين بحيث لا يخل بنظام بيتها او عملها,, الى جانب ان الدولة لم تغفل حق الموظفة في ذلك حيث قدمت بديلا مناسبا للساعات المضافة,, كما انني اوجه نداء لكل زوج او اب باسم الوطن ان يتعاونوا مع الدولة للحد من العمالة الوافدة وذلك من خلال تفهم وضع بناتهم او زوجاتهم ومساعدتهم على اداء واجباتهن العملية.
واعتقد ان تحديد مستوى الممرضة فنيا يخضع لعدة اعتبارات منها كثافة المناهج التي تمت دراستها وكفاءة المعلمات اللواتي قمن بعملية التدريس والتدريب الى جانب ان الممرضة يجب ألا تكتفي بسنوات الدراسة المذكورة بل عليها تطوير معلوماتها من خلال القراءة والاطلاع كما اركز على اهمية الالتحاق بالدورات التدريبية.
كما اعتقد ان نظرة المجتمع تغيرت تجاه الممرضة السعودية بل واصبحوا يقتنعون بدورها الفعال واهميته تجاه تمريض بنات جنسها,, كما انهم يفضلونها على الممرضة الاجنبية,, ولاشك ان للممرضة السعودية دوراً في تغيير نظرة المجتمع فهي تستطيع ان تثبت جدارتها وتكسب قلوب المراجعات من خلال المعاملة الجيدة والابتسامة الصادقة ومنح المريضة الراحة النفسية التي تؤهلها لهذه الثقة واهم من هذا كله كفاءتها في عملها.
اما بالنسبة للمعاناة في حياة الممرضة الخاصة,, فالممرضة بشر ولا يوجد من البشر من ليس لديه معاناة!! واعتقد بل اجزم انه لا شيء يجعل الانسان عظيماً سوى الم عظيم,, فالمعاناة بحد ذاتها جزء من الالم الذي يؤهلنا لان نكون عظماء,, ولقد قال الله تعالى (وعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
الممرضات السعوديات,.
آراء ومقترحات
الممرضة السعودية هي بيت القصيد في هذا التحقيق ووصلنا العديد من الآراء والمشاركات في قطاع التمريض يتكلمن عن نفس المعاناة ولمشاكل وتم اختيار مجموعة من هذه المشاركات ونعتذر عن عدم تقديم البقية كما دار الحوار عن الجوانب الخمس سابقة الذكر وقالت الممرضة حصة الدبيبي:
في البداية اود ان اشكر صحيفتنا الجزيرة التي خصصت لنا هذه الصفحة لنعبر عن معاناتنا وكم كانت فرحتي بذلك وقد ارسلنا كثيرا من المقالات التي لم تجد طريقها للنشر ولا ندري ما هو سر ذلك التجاهل من الصحافة للمرضة وهي تشكل جزءاً كبيرا من المجتمع.
ما أراه ان الممرضة السعودية نشيطة وقد اثبتت وجودها في المراكز الصحية ومستشفى المسنين ومستشفى الصحة النفسية ورعاية الاطفال المعاقين وفي الكلية الصحية وفي مركز التدريب النسوي جميع هذه المراكز اغلبها قائم على عمل الممرضة وهذا بحد ذاته يثبت نشاطها والا لم ارتكز معظم العمل بهذه القطاعات الصحية عليها.
وعن دراسة الممرضة ثلاث سنوات في المعهد فهي كافية وقد خرجت كوادر صحية ممتازة وبما ان الطب والتمريض في تطور مستمر فهي تحتاج لدورات تثقيفية لتجديد معلوماتها ولصقلها فنيا ومركز التدريب النسائي كفيل بذلك وهو يدعو جميع الممرضات للالتحاق بهذه الدورات.
ولا يفوتنا ان هناك كلية تمريض صحية تستقبل طالبات الثانوية قسم علمي والمعهد الصحي، وعن نظرة المجتمع للممرضة السعودية فهي جيدة ولله الحمد بعد ان اثبتت وجودها وكانت مثالاً للممرضة المخلصة المتلزمة للعادات والتقاليد، وان كان هناك عائق للممرضة ومثبط لنشاطها فالسبب الرئيسي يكون في زيادة الساعات بعد صدور نظام الكادر الصحي ولكي تعطي الممرضة بنشاط لابد ان ترتاح وتهيأ لذلك نفسيا وهذا من الصعب وهي مضغوطة بالعمل الاجباري تسع ساعات يوميا سواء كان على فترتين او لفترة واحدة، فهي قبل ان تكون موظفة هي مسؤولة عن (زوج - ابن - بيت - اسرة) وعليها مسؤوليات ولا تقارن بالممرضة الاجنبية لا من حيث التقاليد ولا العادات فكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية التي تحدث للاطفال والمراهقين والشباب سببها الرئيسي يكون غياب الاب وانشغال الام.
وحل هذه المشكلة يكون بازالة السبب وهو زيادة الساعات فالممرضة المتضررة مستعدة ان تتنازل عن ذلك الكادر الذي يظنه البعض نعمة وهو نقمة.
ونرجو من خلال صحيفتنا الجزيرة التي عودتنا ان تضع يدها على كل جرح وتحاول مداواته ان يصل صوتنا الى المسؤولين ويحاولوا مساعدتنا بأن يقللوا من ساعات العمل ويرجع الى نظامه الاول ويكون هناك مناوبات بين الممرضات لدوام المساء او ان يكون نظام الكادر اختياريا وليس اجباريا كما وعدنا وزير الصحة بذلك.
صورة لواقع حياة الممرضة
كما التقينا بالممرضة منيرة محمد الخميري وقالت: نادرا ما نجد هذه الممرضة الكسولة فنحن ولله الحمد نعتنق ديناً لا مثيل له والفتاة السعودية عموما في جميع المجالات تعمل باخلاص وتفان في عملها لان لديها الوازع الديني الذي يحثها على ذالك فما بالك في تلك المهنة الانسانية مهنة الرحمة التي تتجلى فيها جميع الفضائل.
وصدور الكادر الفني الذي يقابله زيادة في ساعات العمل اثر تأثيرا سلبيا على عطاء الممرضة في المهنة سواء في العمل او دورها كزوجة وام ومسؤولة عن جيل فأتمنى ان تسمحوا لي بنقل صورة لواقع حياة المهنة الاسرية فهناك التي تعمل في المراكز الصحية وهذه يكون نظام عملها من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا وفترة الظهر لا تستفيد من وجودها في منزلها فزوجها في عمله واطفالها في المدرسة ثم لا تلبث وتذهب الرابعة عصرا للعمل وتترك افراد اسرتها من هو نائم ومن ينوي استذكار دروسه ومن يودعها ودموع تملأ عينيه لتذهب هي الى عملها ولا تعود الا الساعة الثامنة وهي منهكة والزوج خارج المنزل والاطفال على وشك ان يناموا دون عشاء او استذكار لدروسهم.
اما الوجه الثاني للممرضة التي تعمل من الساعة السابعة والنصف صباحا ولا تعود لمنزلها الا الساعة الرابعة والنصف عصرا وهذه الفترة طويلة للمرأة ان تبقى خارج منزلها وبعيدة عن افراد اسرتها حيث ان الابناء المراهقين بحاجة الى مراقبة والاطفال الذين ضاعوا بين يدي الشغالة وهناك المراهق الاكبر الزوج الذي يبحث عن البديل فالزوجة بعيدة عن عينيه طوال اليوم وعندما تعود يكون هو خارج المنزل كل هذه اوضاع حقيقية لأسر الممرضات اللاتي يعشن كابوس الكادر الفني,, وحكومتنا الرشيدة في ظل والدنا خادم الحرمين الشريفين لم تتوان في توفير جميع سبل الراحة وخصوصا للمرأة فهي تحظى دائما باهتمام مميز من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
ونحن على امل ان يعالج وضع الممرضات من خلال تقليص الزيادة في ساعات العمل ومدة الدراسة للممرضة ثلاث سنوات ربما تكون كافية اذا كانت هناك رغبة ملحة بدخول مجال التمريض فالسابقات هن اللائي عانينا اكثر من زميلاتهن اللاحقات فقد واجهن من نظرة المجتمع السيئة الكثير والكثير اما الان تغيرت هذه النظرة وهذا يبشر بالخير وكم هو جميل ان يكون هناك يوم عالمي للتمريض.
الممرصة السعودية
تختلف عن الأجنبية
وشاركتنا الاخت موضي سعود القضاع وقالت: بصفتي ممرضة باحد المراكز هناك من يتهمنا بالكسل وهذا ليس غريبا فالبعض تعود على رؤية الممرضة الاجنبية تخاطبه وجها لوجه وتأخذ وتعطي معه في الكلام داخل حدود العمل وربما تخدمه احيانا في ايصال ملفه واوراقه داخل العيادة وعندما افتقدها لانها ابدلت بالممرضة السعودية ولا يستطيع مخاطبتها لانهن داخل اقسام النساء ولا تتم خدمته من قبلهن ترجم ذلك بالكسل اما من ناحية اننا غير عمليات فعملنا محدود لاخراج السجل الطبي والضماد وقياس الحرارة والضغط وغير ذلك وهذا يتم فعله فما هو المطلوب من ذلك حتى نكون عند البعض عمليات وبعد صدور الكادر الفني اصبحنا نعمل صباحا ومساء طوال ايام الاسبوع ما عدا الخميس وفعلا اثر ذلك على حياتنا الاسرية تأثيرا بالغا اولها ان المشاكل بين الممرضة وزوجها اصبحت يومية ابنتي لم تبلغ السادسة من عمرها تطالبني بترك العمل لانها افتقدتني فعلا فهي لا تراني الا نائمة او متعبة او منغمسة في اعمال المنزل وهذا انعكس على حالتي النفسية.
اما عن وجهة نظري بالنسبة للكادر فلم ولن تكون ابعد من نظرة والدنا الغالي اطال الله في عمره خادم الحرمين الشريفين عندما لفت الانظار الى عمل الطبيبة والممرضة السعودية ليتناسب مع حياتها الاسرية بحيث لا يتجاوز عملها اكثر من مائةوخمس وخمسين ساعة حتى لا يؤثر عملها على حياتها وحياة اسرتها.
هل هناك نظرة ابعد من ذلك.
اما عن الاقتراح فلا اختلف مع خطة وزارة الصحة ممثلة بوزيرها حفظه الله عندما رأوا ان من ترغب الكادر تستمر على عملها كما كان ومن لا ترغب تحدد ساعات عملها بما يتناسب مع حياتها الاسرية وفعلا حددت الاسماء وحتى يومنا هذا لم يتغير شيء واتمنى ألا يطول الانتظار.
وعن الدراسة في المعهد اكثر من كافية فعندما نطبق المدة وهي ثلاث سنوات على مجال عملنا المتحدد في الضماد واعمال التمريض ارى ان المدة مناسبة ولو تكلمت عن نظرة المجتمع فما اراه طيلة خدمتي التي تجاوزت احدى عشرة سنة فلم ار الا الثناء والتفاخر ولله الحمد فمن سيكون ارحم من بنت الوطن لأهلها بعد الله والقلة التي لا تكاد تذكر يرون ان التمريض ليس للفتاة السعودية لشيء بنفسه ربما معتقد ان التمريض مجرد مخالطة بين الرجال والنساء والممرضة تعاني كثيرا ومعاناتي تقع بشكل كبير على ابنائي الذين اراهم في بعض الاحيان وكأنهم ايتام ففي اول النهار مسؤوليتهم من اهلي وآخر النهار من زوجي وعندما تأتي مسؤوليتي اكون قد انهكت من عملي ولا استطيع اعطاءهم حقوقهم.
نداء إلى من يهمه الأمر
وقالت الاخت بدرية عبدالرحمن البريت: الكادر من المؤكد انه اثر تأثيرا كبيرا على الممرضة التي اعتبرت وللاسف انها مجرد آلة ليس اكثر فهي تعامل وكأنها ليست أماً وليست زوجة مسؤولة عن بيتها وهذا هو السبب الاساسي في هدم كثير من البيوت الزوجية وتشتت الاولاد فهي ليست قادرة على التنسيق بين العمل وتربية الاولاد ورعاية الزوج والاهتمام بالمنزل.
واعتبر هذا نداء الى من يهمه الامر نداء لكل ام ممرضة تنادي معبرة عن ظلمها من هذا الكادر الذي سبب لها كثيرا من المشاكل والتفكك الاسري وهدم العلاقات بينها وبين من يحيط بها.
مضاعفة عدد الممرضات
جزء من الحل
ولكي يكون الموضوع اشمل التقينا بزوج احدى الممرضات عطا الله الضاوي العتيبي فأشار الى ان ما يقال عن كسل الممرضة مجرد اتهام وليس هناك اثبات فالممرضة السعودية دائما وابدا تجد وتجتهد لاثبات وجودها وهذا رأيي كزوج ممرضة وما أراه على وجه زوجتي بعد كل يوم عمل.
وبعد الكادر الذي الزم الممرضة بعمل فترتين لم يؤثر على دور المرأة في المنزل فحسب بل اثر على نفسيتها فأصبحت غير قادرة على برمجة حياتها العملية والاسرية بشكل صحيح وليس هناك فرصة لمجرد التفكير في الحياة حتى يتم التفكير في تنظيمها، اما عن الاولاد فحقيقة افتقدوا امهم ولا يروها او يروها متعبة وغير قادرة على تلبية واجباتهم.
وجميعاً نفتخر ونتشرف بخدمة الوطن الحبيب ولكن عندما يكون هذا مربوطاً بأمرأة ليست حرة نفسها كالرجل بل عليها التزامات اخرى كواجباتها المنزلية سواء للمنزل نفسه او للزوج والاولاد وطبيعة الحال لن تستطيع تنظيم وقتها وتوزيعه على كل هذا وبالتالي لن تقوم بالخدمة المطلوبة, واقتراحي ان يضاعف عدد الممرضات في كل مركز وتعمل كل ممرضة لفترة واحدة بنصف راتبها والنصف الآخر تتقاضاه ممرضة اخرى مقابل عملها للفترة الثانية وهذا يجمع عمل ادق وافضل وزوجة متواجدة في المنزل.
وعن نظرة المجتمع للممرضة فهي نظرة الارتياح والاطمئنان والفخر ببناتهم واخواتهم في هذا المجال ونادراً ما نرى او نسمع من لا يؤيد الممرضة السعودية ولا يرى ان عملها هذا هو مجالها العملي في الحياة وكثير ولله الحمد من يؤيد وانا اعتبر نفسي مثالاً على ذلك واعتز به,وهل الممرضة تعاني؟ قال: نعم, نعم, نعم الممرضة تعاني في حياتها الخاصة من جميع النواحي فأول المعاناة تقع على عاملها النفسي الذي يؤثر بدوره على صحتها العامة لأن حياة الممرضة اصبحت صعبة وتتمنى الجلوس مع اولادها لتحس بهم ويحسوا بها اكثر وليس المرور عليهم كالمرور على المرضى، تتمنى الاخذ والعطاء وان تعيش ساعات اطول في منزلها.
البعض من الممرضات
يعتبرن العمل نزهة
وفي حديثنا مع المواطن صالح حمد الخليفي وسبق له العمل في قطاع الصحة ولديه من الخبرة الشيء الكثير قال: الممرضة السعودية جزء لا يتجزأ من المجتمع ولها دور كبير في جميع المجالات ولكن ما يؤسف ان هناك البعض من الممرضات السعوديات غير مباليات ولسن مقدرات لهذه المهنة الانسانية ويتخذن مجال التمريض كنزهة يخرجن لها كل صباح ويقبضن المرتب نهاية كل شهر وليس لديهن اي استعداد للعطاء المثمر النافع لهذا المجتمع واكد ان صدور الكادر الجديد الخاص بالتمريض جاء خطوة ايجابية فعالة المقصود منها اعداد الممرضة السعودية اعدادا جيدا، مستغنين عن التمريض الاجنبي بقدر المستطاع ولكن مايؤسف ان بعض الممرضات غير قادرات على تحمل المسؤولية وتنظيم وقتها بين عملها وبيتها وخيبن الامل بهن.
وفي سؤالنا له عن مدة الدراسة ثلاث سنوات قال: هي مجرد اعداد للممرضة وتعليمها اصول هذه المهنة ولكن الممارسة في هذا المجال وبشكل عملي هي خير معلم، فالخبرة هي التي تكسب الممرضة علما اكبر وحرصا من حكومة خادم الحرمين الشريفين قامت بفتح كلية التمريض للبنات لكسب مزيد من العلم وتخريج ممرضات قادرات على المخاطبة بالانجليزية.
وعن مدى تفهم المجتمع في بداية الامر قال كان الجمهور يتعامل مع الممرضة السعودية بكل جفاء ونفور لاعتقاد منه ان الممرضة لا تعي في هذه المهنة شيئاً، ولكن وكما نرى حاليا ان جميع المراكز الصحية مكتفية بالممرضة السعودية وما تحمله من جميع المشاق لاثبات وجودها وتغيير هذه النظرة السطحية وبالفعل استطاعت ذلك والان يعتمد عليها في جميع الامور الخاصة في عملها.
وعن معاناة الممرضة السعودية فهي بشر ولا بد ان تمر بمعاناة في سير حياتها سواء في مجال العمل او غيره وان المعاناة الاكبر اذا وجدت من يعيق مسيرتها العملية سواء من الزوج او عدم الشعور بالراحة النفسية في مجال عملها، فبهذا لن تستطيع الانتاجية والعطاء وسوف يكون لديها صراع نفسي.
|