Wednesday 21st July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 8 ربيع الثاني


سلطان بن جهجاه بن حميد في حديث ل الملحق من ديار (ليلى العامرية)
عشيرة بوابة للحجاز ومصيف جميل ويكفي أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - استحسنها مستراحاً ومنتجعاً

عشيرة,, بلدة جميلة، تقع على الطرف الشرقي لوادي العقيق المشهور شمالي الطائف بحوالي ستين كيلاً، وتشكل اليوم أحد المراكز التابعة لمحافظة الطائف ومنهايمر الطريق المزفت إلى المحاني والمهد, وقريب منها إلى الشمال والغرب آثار طريق زبيدة الشهير الذي يربط بين مكة المكرمة والعراق حيث انشىء زمن خلافة هارون الرشيد، وعلى هذا الطريق محطات للقوافل، وآبار وبرك ما زال الكثير منها قائماً حتى اليوم حيث يستفيد منه سكان تلك النواحي في الري والسقي, والمعالم على هذا الطريق من الآثار التاريخية المهمة التي ينبغي الاهتمام بها وصيانتها، وكان هذا شأن الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه الملوك من بعده، فقد حافظوا عليها وحفروا المزيد من البرك لخدمة البادية على طول هذا الطريق.
الملك عبدالعزيز في عشيرة
العام 1343ه شكل انطلاقة جديدة في تاريخ عشيرة التي تستمد أسمها من اسم شجر العشر الذي ينبت على أطراف وادي العقيق أو ما عرف عن أهلها منذ القدم من العشرة والاستئناس بالآخرين، وهذا حالهم حتى اليوم فهم أهل كرم ووفاء ونخوة.
عندما سار الملك عبدالعزيز نحو الحجاز بعد فتح الطائف، كانت عشيرة بوابته الرئيسية إلى مكة المكرمة، ثم بعد ذلك اختار هذه البقعة ذات الأشجار الكثيفة والهواء النقي لتكون محطة له يرتادها سنوياً في ذهابه وايابه بين الحجاز ونجد وقام بحفر العديد من الآبار في عشيرة للسقيا وتحول مكان مخيمه رحمه الله إلى منتجع عرفه القاصي والداني وزاره فيه كبار القوم والضيوف من كل مكان، كان هذا قبل ان يتحول إلى منتجع الحوية القريب من الحوية، فالحوية مثل عشيرة منطقة مفتوحة، سماؤها صافية وهواؤها نقي وتبعث في النفس السرور والارتياح.
ياذا العشيرة,.
وعشيرة اهتم بها الأدباء والكتاب فقد ذكرها الرحالة الياباني (ايجيرو ناكانوا) في كتابه (الرحلة اليابانية), وتكلم على بئرها ومظاهر الحياة فيها، كما ذكرها الشيخ يوسف ياسين رحمه الله في كتابه،(الرحلة الملكية)، وامتدح موقعها وقال بأن هواءها طيب، ومناخها معتدل، وأرضها طيبة، صالحة للزرع، ونقل عن ياقوت استشهاده ببيتي شعر على أسمها هما لعروة بن أذينة، يقول:
ياذا العشيرة قد هجت الغداة لنا
شوقاً وذكرتنا أيامك الأولا
ما كان أحسن فيك العيش مؤتنقاً
غضاً وأطيب في آصالك الأصلا
وبمناسبة الشعر فإن الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد يورد شعراً للأمير فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود في عشيرة, فيقول:
يا هني من فارق السقاف
وقفى مع الربع لعشيرة
اللي قعد ما عليه خلاف
واللي مشى يطلب الخيرة
العقيق والحرة
والحديث عن عشيرة، البلدة التي تحولت إلى مدينة في العصر الحاضر، تزخر بكافة مظاهر الحياة العصرية؛ الحديث يطول، على ان خير من يقدم عشيرة تاريخياً وجغرافياً وبشرياً وخلافه هو ابن عشيرة البار، الشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد الذي عايش مراحل تطورها وأعطاها من وقته وجهده الشيء الكثير، وهو يحلم بأن تكون مزدهرة ومتطورة في ظل ما وفرته وتوفره حكومة خادم الحرمين الشريفين رعاه الله من دعم وتشجيع وبذل يفوق الوصف.
في هذا اللقاء يحدثنا الشيخ سلطان بلسان المحب لبلدته والمعجب بما تتوفر عليه من امكانات جمالية وزراعية ورعوية وطبيعة خلابة فيقول:
اشتهرت عشيرة بموقعها في شمال محافظة الطائف بما يقارب ستين كيلاً، وأشهر أوديتها وادي العقيق، وأشهر جبالها الحرة التي تسمى حرة ليلى العامرية.
الحياة النباتية والحيوانية
ثم يقول أيضاً:الحياة النباتية في عشيرة تزدهر في مواسم الأمطار فينبت العشب الذي قل ما يختلف عن عشب نجد، ومن أشجارها السيال والسمر والسلم والطلح, ومن أشجارها الزراعية النخيل والعنب والرمان والتين والجوافة، وأما الخضروات فحدث ولا حرج, ومن حيواناتها الأغنام والابل، ومن الحيوانات البرية، جميع الأنواع فهي مع الأسف مفقودة بسبب عدم الاهتمام من المسؤولين وعدم التعاون من المواطنين في هذا الباب.
الوعي مطلوب
أما المحافظة على البيئة في عشيرة فيرى الشيخ سلطان انه أمر يحتاج إلى وعي من المواطنين فعشيرة بها غابات لا يوجد مثلها في المملكة.
ثم قال بأن الشيخ صالح اللحيدان زار عشيرة عام 1417ه وكتب بهذا الخصوص إلى وزير الزراعة بطلب مني من أجل السعي للمحافظة على غابات عشيرة، وحتى اليوم لم ينفذ شيء.
محمية عشيرة
أما الحياة الفطرية في عشيرة فيلزم لها الكثير من الجهود والكثير من الوعي، والشيخ سلطان بن جهجاه بن حميد بادر إلى تحديد منطقة كبيرة وتشبيكها واحاطتها بأكوام من التراب وجعلها محمية للصيد بمساحة كيلين في كيلومتر واحد.
وجلب لها من غزلان المملكة ثلاثين من أصل أربعة، ووضع فيها أرانب برية وضبان، وجعل فيها ثلاثة أبراج للطيور والحمام وتحولت إلى غابة من الاشجار البرية وانتشرت بها الابل.
بوابة الحجاز
ويتحدث ابن حميد عن عشيرة والملك عبدالعزيز فيقول: بأن موقع عشيرة الجغرافي وماءها العذب وطبيعتها الخلابة وجوها اللطيف جعل الملك عبدالعزيز يختارها محطة بين نجد والحجاز, فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): من رأى حضناً فقد أنجد، ونحن نشاهد جبل حضن من عشيرة, وأهالي عشيرة يحفظون الذكرى الجميلة عن الملك عبدالعزيز رحمه الله، فهو كان رحمه الله يأتي إلى عشيرة في موسم الحج أو الصيف ويغمر سكانها بالصدقات والعطف ويتفقد أحوالهم.
عشيرة,, مصيف
ثم يقول: على ان اختيار الملك عبدالعزيز لهذا الموقع هو اختيار في محله، فلا يوجد في المملكة، أجمل من عشيرة، ولهذا السبب وقع اختياره لها لتكون مصيفاً لكل مواطن، وكان يريد أن يجعل من عشيرة مصيفاً مميزاً لرحابة أرضها ولطقسها الجميل وغاباتها الممتدة.
ولتكتمل صورة المصيف المطلوب فان سكان عشيرة يتطلعون لتوفير ماء الشرب وايصال الكهرباء، وكان النمو السريع قد ظهر في عشيرة بداية من عام 1382ه عندما كان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وزيراً للداخلية.
فرح يعم سكان عشيرة
ويختم الشيخ سلطان حديثه قائلاً بان زيارة سمو ولي العهد لمحافظة الطائف وتفقد أحوال سكانها شيء مفرح وأهل عشيرة يغمرهم شعور المواطنين المخلصين لولاة الأمر الذي يسرون عندما يلتقي الحاكم بالمحكوم, واخلاصهم لولاة الأمر معروف.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
تحقيقات
ملحق الطائف
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved



[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved