Thursday 22nd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 9 ربيع الثاني


للاستفادة منه محلياً وتصديره خارجياً
مهنة شاقة اسمها قص صوف الأغنام

* تحقيق: محمد راكد العنزي
مربو الماشية في منطقة الحدود الشمالية والتي تشتهر بوجود نسبة كبيرة من الاغنام يقومون بعملية قص منظمة لأصوافها حيث يقوم بهذا العمل عمالة متخصصة تستقدم لهذا الغرض، وفي نهاية القص يجمع الصوف حيث يبيعه صاحب الغنم الى تجار الصوف ولقص الاغنام فوائد سنتعرف عليها من خلال هذا التحقيق الذي قمنا به ,, فتوجهنا برا الى المكان الذي يقع في الشمال الشرقي على بعد مسافة 20كلم من المحافظة في منطقة برية تسمى (فروع كتيفا) حيث وجدنا الجميع منهمكاً في عمله بعد ان تم بناء سياج حديد لتسهيل جمع الاغنام.
القص ماضياً وحاضراً
توجهنا في بداية الحوار الى صاحب الاغنام (عشوي عنفوش الاشجعي) ليروي لنا كيفية عمل القص في الماضي والحاضر فقال:
ان ما نشاهده حاليا يختلف بالطبع عن عملية القص في الماضي,, ففي السابق كان ابناء البادية يفزعون مع بعضهم ويجتمعون معا كاليد الواحدة لمساعدة صاحب الاغنام فمنهم من يجمع الغنم والآخر يربطها للقصاصين الذين يقومون بقصها بأنفسهم وهكذا يتساعد الناس فيما بينهم,, لكن اليوم تغير الوضع كثيرا,, بعد ان عزف اصحاب الماشية وانشغلوا بأعمالهم الخاصة بحيث اصبح صاحب الاغنام يضع بدلا عنه راعيا ليتفرغ لاعلافها ورعايتها في غيابه,, وعندما يحل موسم (القصاص) فان مالكي الاغنام يلجأون الى العمالة الوافدة الذي نطلق عليهم اسم (القواصيص) وذلك للقيام بقصها مقابل مبلغ متفق عليه يأخذونه عن كل رأس,, ويبدأ موسم القص مع اطلالة فصل الربيع وقبل اشتداد حرارة الجو,, مشيرا الى ان قص الاصواف له فائدة للاغنام التي يظهر لها صوف جديد بدل السابق الذي امتلأ بالاتربة والغبار ومياه الامطار,, كما انها ترتاح من الصوف القديم الذي يثقل حركتها ويضايقها في حر الصيف,, وكذلك يستفيد منه اصحاب الاغنام من خلال بيع الصوف للتجار الذين يقومون ببيعه لمصانع النسيج بينما كانت النساء في الماضي يستفدن منه في الغزل والنسيج وصناعة المفارش والاغطية.
القص لا يشمل كل الأعمار
كما حدثنا صاحب الاغنام فهد عشوي حيث قال:
ان جميع الاغنام يقص صوفها ما عدا الصغار التي ولدت حديثا فتترك للعام القادم,, وهذا الصوف يتم بيعه بعد جمعه لتجار الصوف في المحافظة فنحن لا نستفيد منه ,, اما الادوات المستخدمة في عملية القص فهي نوعان: النوع الاول يسمى الماكينة وهو مصنوع من الحديد ويشبه المقص العادي اما الآخر فهو اطول ويسمى (الزو) ونسمع عن مقصات كهربائية ولكننا لم نشاهدها,, وواصل عشوي حديثه قائلا: ان الذين يعملون لديه من الجنسية السورية وهم مهرة ويملكون الخبرة الطويلة في مجال قص الاغنام وسريعون في انجاز عملهم وهناك ايضا العمالة التركية والباكستانية التي بدأت مؤخرا في هذا العمل ولكنني اعتقد ان السوريين افضل منهم خبرة ودراية,, وعن اجرة العامل قال: تم الاتفاق معهم على اربعة ريالات عن كل رأس شاملة ربطها وقصها ولف صوفها.
ثم توجهنا الى داخل الخيمة حيث كان العمال منشغلين في ربط الاغنام وقصها وقد رحبوا بنا كثيرا بعد علمهم اننا من الجريدة وسألنا المسؤول عنهم وهو (عبيد عواد) الذي اوضح انه امضى عشرين عاما في هذا العمل,, وهؤلاء زملاؤه اقلهم خبرته ست سنوات في القص وقد امضى كل هذه السنوات في محافظة طريف,, مشيرا الى انهم يقصون في اليوم كميات كبيرة حسب الاغنام,, فهذه التي بين ايديهم عددها اربعمائة رأس وسينتهون منها خلال ثلاث ساعات ظهرا بمشيئة الله وذلك لكثرة اعداد الرجال الذين يساعدونه,, وهذا الصوف يتم لفه وجمعه في مكان واحد ليبيعه صاحب الاغنام للتجار في المحافظة ومن ثم يتم تصديره الى بقية اسواق المملكة او الى الخارج حيث تستفيد منه مصانع الغزل والنسيج,, وعن القص وهل يحتاج الى مهارة خاصة قال: بالتأكيد فالقص يحتاج الى جهد كبير وقوة للامساك بالاغنام وربطها وقصها بدون ايذائها، اما التي يتم جرحها نتيجة للقص فنقوم بوضع قطعة صوف صغيرة مبللة بالماء والملح لتعقيم الجرح ومنعه من النزيف.
ثم انتقلنا الى موقع آخر لنختم لقاءنا برجل الاعمال راشد صادق اليوسف احد التجار الذين يشترون الصوف فقال:
يأتي الينا اصحاب الاغنام بكميات الصوف التي جمعوها من عملية القص ونحن نشتريه منهم، ثم نقوم بفرزه في الموقع وتعبئته في الشاحنات حيث نقوم بارساله الى جدة والدمام بالمملكة فيما يتم شحن الفائض منه الى خارج المملكة,, والصوف انواع فمنه المحسوك وهو الذي به شوائب من الحسك وهو نبات يعلق بصوف الغنم حينما ترعى في البراري ويعتبر هذا درجة ثالثة,, وواما الصافي الذي يعد درجة اولى فيصدر الى تركيا حيث تستفيد منه مصانع الغزل والنسيج في صناعة الاقمشة والمنسوجات والملابس,, والمحسوك يصدر الى الباكستان والهند مشيرا الى انه لا توجد مصانع قريبة في المملكة تستفيد من هذه الكميات الكبيرة من الصوف.
من اللقاء
اشتكى البعض من وجود مكائن في الاسواق لا تصلح لقص الاصواف المحلية حيث تسبب لها الجروح وتبقي بعض الصوف على الغنم.
هذه الكميات من الصوف لا يستفيد منها اصحابها كما انها لا تستغل في مشاريع وانما تصدر لخارج المملكة فيا حبذا لو تم الاستفادة منها داخل المملكة عن طريق اقامة صناعات تقوم على هذه المادة الخام.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved