عندما أعلن باراك تشكيل حكومته الائتلافية من اجل (اسرائيل واحدة) طلب اول ما طلب من وزرائه التزام الصمت في اعمالهم وعدم الادلاء بتصريحات سياسية فيما يتعلق بعملية السلام مع العرب بمختلف مساراتها الفلسطينية والسورية واللبنانية!!.
وربما لاحظنا كعرب من مختلف مواقفنا السياسية والصحفية والاعلامية قلة - إن لم يكن عدم - التصريحات من جانب وزراء حكومة باراك فيما يتعلق بعملية السلام الا اولئك المستشارين المحيطين بباراك الذين تقتضي مهام وظائفهم ان يتحدثوا للصحافة ووسائل الإعلام بما تم بحثه بين باراك والآخرين عرباً وغير عرب.
وبالنسبة لباراك نفسه لم تتوال تصريحاته الا بعد زياراته لمصر والأردن وامريكا حيث كشف الاستار عن غموض نياته المبيتة تجاه عملية السلام وعن المبادىء العامة لسياساته التي اعتمدها كقاعدة لنفسه ولمفاوضيه مع الاطراف العربية.
وجاءت جميعها صدمة لجميع العرب وخاصة اولئك الذين سخوا سخاءً أثار الدهشة في الترحيب بايهود باراك مع الافراط في التعبير عن التفاؤل لسياسته السلمية دون ان يتريثوا ويعطوا انفسهم الفترة المعقولة من الوقت حتى يتبينوا حقيقة نياته وسياساته تجاه عملية السلام.
والآن وقبل أن يكمل باراك شهره الأول كرئيس للحكومة جعلنا نبتلع كل تلك التصريحات، وكل تلك الآمال وذلك التفاؤل به، بعد ان افقنا من صدمة خيبة الأمل فيه، وبدأنا من جديد نسخوا في التعبيرات النقيضة ودون ان نعطي لرأي الشارع السياسي العربي أدنى اعتبار!!.
لقد لقننا باراك - كعرب - درسا في حكمة الصمت وحكمة استيعاب الحقائق والمواقف للتعامل معها سياسياً واعلامياً وكذلك حكمة قضاء الحاجات الحيوية بالكتمان !.
وهكذا حدد باراك موقفه الصريح في جانب العداء لعملية السلام,, كما انعش ذواكرنا لنتذكر انه في الاصل عسكري ورجل حرب وان الحرب في جميع جبهاتها وميادينها السياسية كما هي العسكرية خدعة !.
انه استفاد وما زال يستفيد من رصيدنا الثقافي الحضاري من الحكم البليغة ويتعامل بها معنا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لاسرائيل التي لا يمكن وليس من حقه أومن حق اي رئيس حكومة اسرائيلية ان ينحرف عنها في سياساته النظرية والتطبيقية.
فعسى ان نتعلم الدروس القاسية التي استهل بها علاقته بعملية السلام حتى نحدد بدورنا كساسة وكصحافة وكاعلام وعلى مستوى ساحتنا العربية كيف نرد نظرياً وعمليا ايضاً!.