Thursday 22nd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 9 ربيع الثاني


بكين أعلنت عن قنبلتها النيوترونية للضغط على تايبيه وواشنطن معاً
الصين تهدد بضم تايوان عسكرياً إذا ما أصرت الثانية على الاستقلال

* بكين - واشنطن - أ,ش,أ - أ,ف,ب
ذكر خبراء امريكيون ان الصين لم تكشف اسرارا عندما اعلنت يوم الخميس انها تمتلك تكنولوجيا قنبلة النيوترون لكن هذا الاعلان يثير تساؤلات عن الاسباب التي دعت بكين الى جعل برنامجها النووي موضع مناقشة عامة.
وللوهلة الاولى يبدو هدف بيان بكين المؤلف من 25 الف كلمة نفي الاتهامات بان علماء صينيين سرقوا اسرارا نووية امريكية.
ولكن هل ارادت بكين بذلك ان توجه تحذيرا غير مباشر لتايوان والولايات المتحدة؟.
وتشعر الصين بالغضب من الرئيس التايواني لي تينغ هوي الذي اكد مجددا السبت الماضي سيادة واستقلال تايبيه، ويمكن ان تفسر التصريحات المتعلقة بقنبلة النيوترون على انها طريقة للتذكير بان الصين قوة نووية لا يستهان بها ولم يستبعد خبراء امريكيون يوم الخميس هذه الفرضية, واكد ايفان ميديروس الخبير بشؤون الصين في معهد مونتيري للدراسات الدولية في كاليفورنيا ان القيادة الصينية لا تستطيع ان تعد في خمسة ايام فقط اعلانا عاما حول المسألة الحساسة لقدراتها النووية, وتساءل لماذا يفعلون ذلك الان؟ واضاف بتقديري انه مجرد رد على تقرير كوكس وكان النائب الجمهوري كريستوفر كوكس اتهم بكين في تقرير نشر في ايار/ مايو الماضي بالتجسس على الترسانة النووية للولايات المتحدة منذ السبعينيات والحصول على معلومات عن معظم القنابل الذرية الامريكية ومن بينها قنبلة النيوترون.
وقال الكسندر لينون الذي يعمل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان النفي الصيني ربما كان يهدف الى ايجاد جو سياسي اكثر ملاءمة لبدء مفاوضات حول انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية.
وكانت الولايات المتحدة على علم منذ فترة طويلة بأن الصين تطور قنبلة نيوترونية وتعرف محاولاتها لتصميم رؤوس نووية صغيرة لجيل جديد من الصواريخ العابرة للقارات التي يمكن نقلها برا.
وكانت الصين اختبرت في 1988 قنبلة النيوترون المصممة لتقتل من دون ان تحدث دمارا وقال ميديروس ان هذه القنبلة كانت تهدف في الماضي الى وقف غزو من جانب القوات السوفياتية للصين واضاف ان فائدتها اليوم اصبحت موضع جدل.
واشار الى ان الولايات المتحدة لن تخوض حربا برية ضد الصين .
وكان المحللون الامريكيون استخلصوا من معلومات حصلوا عليها عن التجارب النووية الصينية في الثمانينيات والتسعينيات ان بكين تسعى الى انتاج رؤوس نووية صغيرة.
وبهذه الصواريخ المتحركة تزداد صعوبة كشف الترسانة النووية الصينية التي تقدرها وكالة الاستخبارات المركزية بحوالي عشرين صاروخا بالستيا عابرة للقارات.
وقد حذر تقرير كوكس من انه في حال نشوب نزاع اقليمي ستشكل قوى من الصواريخ البالستية العابرة للقارات المحدثة خطرا مباشرا وحقيقيا على الولايات المتحدة .
واكد التقرير ان هذا قد يؤدي الى اثر كبير على توازن القوى في المنطقة وخصوصا فيما يتعلق بتايوان , وقال ميديروس انه من المشجع رؤية الصينيين يبرهنون على بعض الشفافية وهم يتحدثون قليلا عن برنامجهم النووي مضيفا ان تقرير كوكس كان وسيلة غريبة لتشجيعهم على ذلك .
وفرضت الصين حالة من الترقب حول زيارة من المقرر ان يقوم بها في الخريف الى تايبيه كبير المفاوضين الصينيين حول تايوان بينما وضعت قواتها في حالة تأهب محدود في جنوب البلاد.
وصرح متحدث باسم رابطة بالعلاقات بين جانبي مضيق تايوان الهيئة الصينية المكلفة العلاقات مع تايوان ننتظر ايضاحات من جانب السلطات التايوانية قبل اتخاذ قرار .
ونقلت صحيفة تشاينا ديلي التي تصدر باللغة الانجليزية عن مصدر رسمي صيني ان زيارة كبير المفاوضين الصينيين وانغ داوهان الى تايوان المقررة الخريف المقبل ستكون مستحيلة الا اذا قدمت تايوان توضيحات عن مفهومها الجديد المتعلق بالعلاقات من دولة الى دولة وقد توترت العلاقات الى حد كبير بين بكين وتايبيه اللتين بدأتا العام الماضي حوارا بعد تصريح ادلى به السبت الماضي الرئيس التايواني الذي اكد انه على بلاده اقامة علاقات دولة الى دولة مع الصين.
ولكن وبينما كانت بكين ما تزال مترددة في الغاء زيارة وانغ الى تايوان تحدث مصدر قريب من الاوساط الرسمية الصينية عن وضع القوات المتمركزة في منطقة نانكين (شرق) العسكرية في حالة تأهب محدود.
واضاف ان منطقة نانكين العسكرية امرت بتأهب من الدرجة الثانية وفي الجيش الصيني تأتي حالة التأهب من الدرجة الثانية بعد التأهب الطبيعي (الدرجة الثالثة) وقبل حالة التأهب القصوى.
وقد ذكرت صحف هونغ كونغ يوم الجمعة ان الرئيس الصيني جيانغ زيمين وقع الثلاثاء امرا بوضع القوات الصينية في منطقتي نانكين وكانتون العسكريتين في حالة تأهب لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع الصينية رفض الادلاء باي تعليق,واكدت احدى صحف هونغ كونغ نقلا عن مصادر لم تحددها ان الصين يمكن ان تحتل جزيرة او جزيرتين تقعان بجوار تايوان لردع تايبيه عن المطالبة باستقلالها.
وقد استبعد خبير عسكري غربي في بكين هذا الاحتمال واكد ان ليس هناك ما نخشاه الآن معتبرا ان الازمة الحالية تشبه تلك التي حدثت في 1995 - 1996 في مضيق تايوان عندما قامت بكين بمناورات عسكرية للاحتجاج على زيارة الرئيس التايواني لي تينغ هوي لواشنطن.
واكد مسؤول في مكتب الشؤون الخارجية لمقاطعة فوجيان التي تقع مقابل تايوان لوكالة فرانس برس الانباء التي نشرتها صحيفة صن في هونغ كونغ واكدت فيها ان 110 سفن مدنية حشدت يوم الخميس في شيزهي في فوجيان لاجراء تدريبات.
وحذرت الصين يوم الخميس من انها مستعدة للتدخل عسكريا في تايوان لتجنب ان تعلن الجزيرة استقلالها بعد التصريحات الانفصالية التي ادلى بها الرئيس التايواني في نهاية الاسبوع الماضي.
وعلى صعيد التوتر مع تايوان اعلنت الصين حالة التأهب بين صفوف قواتها المسلحة في المناطق العسكرية الجنوبية بحيث تكون في وضع الاستعداد مثلما يكون الحال في حالة الحرب في رد فعل عنيف اخر على ما وصفتها القيادة الصينية بانها تحركات وانشطة انفصالية من جانب تايوان.
ونقلت صحيفة صن ديلي الصادرة في هونج كونج عن مصادر صينية قولها ان الرئيس جيانج تسي مين قد وقع امرا عسكريا يوم الثلاثاء الماضي للقوات الصينية في مدينتي نانجينغ وقوانغتجو بالجنوب بالتأهب واتخاذ الترتيبات اللازمة للحرب.
واشارت الى ان القوات البحرية والجوية في منطقة مضايق تايوان قد صدرت اليها اوامر برفع حالة الاستعداد الى درجة الحرب.
وقالت الصحيفة نقلا عن المصادر ان الرئيس جيانج وهو رئيس اللجنة العسكرية المركزية قد اصدر هذه الاوامر لانه يرى انه قد اصبح عديم الجدوى اجراء مباحثات مع تايوان في اعقاب تصريحات الرئيس التايواني لي تنج خوي يوم السبت الماضي لاذاعة دويتشه فيللا الالمانية التي يعلن فيها تخلي بلاده عن سياسة صين واحدة التي ظلت تحافظ على الاستقرار والسلام بين الجانبين طوال الخمسين عاما الماضية تقريبا وقوله ان وضع العلاقات الصينية/ التايوانية قد اصبح علاقات دولة بدولة مما يعني انه ليس هناك حاجة الى اعلان استقلال تايوان لانها لم تعد كيانا سياسيا تحت ظل الصين الواحدة التي ستتوحد يوما ما وعلى الشيوعيين الصينيين الاعتراف بهذا الواقع وقبوله.
تصاعد حدة التوتر
وقد تصاعدت حدة الازمة بين الجانبين الواقعين على مضايق تايوان باعلان الصين عن تمكنها من التوصل لتكنولوجيا تصنيع قنبلة نيترونية فيما وصفه المراقبون السياسيون بانه لترهيب الجانب التايواني خاصة وان معلومات المخابرات الامريكية والتي وردت في تقرير كوكس تؤكد ان الصين تمكنت من تطوير تكنولوجيا لانتاج اسلحة نيوترونية في عام 1988 اي ان توقيت الاعلان الان له مغزى اخر يتجاوز مجرد الاعلان عن نجاح الصين في تطوير هذا السلاح.
في الوقت نفسه ذكرت صحيفة سنغ تاو اليومية الصادرة في هونج كونج ايضا ان هناك تحركات عسكرية غير عادية في اقليم فوجيان الصيني المواجه للسواحل التايوانية كما تم تأجيل العديد من رحلات الطيران الداخلية الى ما بين خمس واربعين دقيقة واربع ساعات واضطرت طائرات تجارية تحويل مسارها بسبب تحركات عسكرية في المنطقة وافادت ان نحو مائة وعشر سفينة مدنية في شيتجي بالاقليم تم تعبئتها للقيام بمناورة ايضا.
وافادت صحيفة تشينا ديلي الصادرة ببكين ان تشيان تشي تشن نائب رئيس الوزراء والمسؤول عن ملف تايوان وهونج كونج وماكاو بمجلس الوزراء الصيني قد اعلن ان الزيارة التي كان يعتزم وانغ داوهان كبير المفاوضين الصينيين مع تايوان ان يقوم بها الى تايوان في شهر اكتوبر القادم قد اصبحت دون معنى وفي مهب الريح بعد تصريحات الرئيس التايواني الانفصالية.
تأهب عسكري في تايوان
وعلى الجانب الاخر ورغم مناشدة تايوان للجانب الصيني بحل نزاعهما الاخير حول وضع العلاقات بينهما بالوسائل السلمية الا ان تايبيه اعلنت ايضا حالة التأهب القصوى بين صفوف قواتها على جزيرة كونمينغ المواجهة القريبة للسواحل الصينية وامرت السلطات العسكرية بتكثيف الاستعدادات العسكرية على الجزيرة التي تبعد بمسافة كيلو مترين فقط من الشواطىء الصينية في فوجيان كما امرت ايضا باستدعاء القوات من الاجازات على الرغم من نفي وزارة الدفاع التايوانية اعلانها حالة التأهب القتالية لقواتها على الجزيرة.
وصرح متحدث باسم الوزارة بان تايوان قد قامت بتشديد اجراءات المراقبة والاستطلاع على القوات الصينية وتحركاتها لكن ذلك يختلف عن وضع القوات في حالة التأهب القتالية.
الا ان الحكومة التايوانية ابدت تمسكها بتصريحات الرئيس لي تنج خوي وبتخليه عن سياسة صين واحد وعدم سعي الجزيرة للحصول على الاستقلال عن الصين لانه قد اصبح امرا واقعا وابلغت المواطنين الصينيين بالتأهب لاية عواقب قد تنجم عن هذا التغيير في السياسة الرسمية التايوانية وقال رئيس الوزراء التايواني فنسنت سيو ان تايوان يجب ان تكون على اهبة الاستعداد الكامل لمواجهة الوضع الجديد والسيطرة على الموقف والتأهب لاجراءات مضادة من الجانب الاخر لاي تغيير.
واشنطن تحذر بكين
وقد دخلت واشنطن في النزاع للمرة الاولى بتحذيرها للصين رغم اعلانها التسمك بسياسة صين واحد حيث صرح جيمس روبين المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بان الولايات المتحدة سوف تحدد وتدرس اي محاولة لتقرير مستقبل تايوان.
واضاف روبين ان الولايات المتحدة تعارض بشدة وبصورة واضحة اي محاولة لحل هذه المشكلة بأي وسيلة اخرى غير الطرق السلمية ومن خلال الحوار.
يذكر ان قانون العلاقات التايواني الذي يحكم العلاقات بين واشنطن وتايبيه واقره الكونجرس الامريكي منذ فترة يلزم الولايات المتحدة باتخاذ الاجراء المناسب للرد على اية تهديدات تتعرض لها تايوان, كما اشار ويليام كوهين وزير الدفاع الامريكي عقب عودته من ايرلندا بعد جولة اوروبية الى ان واشنطن تحاول الحصول على ايضاح لما تعنيه تايوان بالضبط وهدفها من التغيير الجديد في سياستها معربا عن امله في ان يتم توضيح ذلك عبر بيانات رسمية تايوانية مجددا على موقف الولايات المتحدة بان تظل ملتزمة فنيا بسياسة صين واحدة.
تطبيع العلاقات
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved