Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


سمو الآداب الإسلامية 1 - 2
د, محمد بن سعد الشويعر

إن تعاليم الاسلام، وما تشتمل عليه من آداب، هي من أحسن أساليب الدعوة الى دين الله، وتعريف الأمم به، حتى يتبصر من اراد الله هدايته، ويعرف الحق ليستجيب، وتقوم الحجة على من عاند وكابر, وتبرأ ذمة المسلم بما حرص على تقديمه للأمم الأخرى، من توضيح لمقاصد شريعة الاسلام، التي لم تغفل تعاليمه، اي شأن من شؤون الحياة الا وجعلت له آداباً تراعى في التطبيق، وغايات تبرز من وراء ذلك العمل: أثراً في النفس وتأثيراً في المجتمع، وعائداً على الأفراد والجماعات بالمصالح والفوائد.
ذلك أن تعاليم دين الاسلام، وآدابه لم تترك شاردة ولا واردة الا بانت لمن يتابع هذه الأوامر وما وراءها من عمق في الدلالة، وأثر في التطبيق، ولم يكن من طرق الخير طريق، او المداخل الدالة عليه الا وضعت عليه آداب الاسلام علامات بارزة بينة، وتظهر معه معالمه المميزة.
فكانت مقاصد شريعة الاسلام، بمصدري التشريع فيه: كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: علماً ينتفع به المسلم، وتعليمات يمتثلها، وأخلاقاً بها يتأدب، وسلوكاً يتجمل به، لينفعه في حياته ويترشد منه من يريد الوصول الى الحقيقة.
وصدق صحابة رسول الله الكرام رضوان الله عليهم، عندما قالوا في ردهم على اليهودي الذي سألهم متنكراً ومستهزئاً عن بعض الأمور التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه,, فقالوا: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك طائراً يطير بجناحيه، الا ومعه علم مما علمنا به بأمر ربه، فكان جوابهم هذا عاماً بشمولية ما ابلغهم به نبي الهدى ورسول الرحمة عليه من ربه افضل الصلاة وأزكى التسليم,.
ومن هنا ندرك مسؤولية كل فرد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، في تبليغ ما امروا به وما اخذوه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وفقاً لدلالة هذه الآية الكريمة: وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ]الزخرف 44[.
اذ دورهم حسن الاتباع لنبيهم والتطبيق في انفسهم ليكونوا قدوة في العمل حتى يتأسى بهم من يختلطون بهم من اهل الملل والنحل، والدعوة القولية في تبيين ما تعنيه تعاليم الاسلام وآدابه، في كل من شأن من شؤون الحياة، بأسلوب يلامس اوتار قلوب الموجه لها الكلام، أخذاً من قول علي بن ابي طالب رضي الله عنه: خاطبوا الناس بما يعرفون أتريدون ان يكذب الله ورسوله؟
ولايمكن توضيح ما تعنيه تعاليم الاسلام من آداب: سلوكية او تعاملية او اجتماعية او غيرها الا ممن تعمق في دراسة دين الاسلام وعرف طباع البشر، وأدرك شيئاً من أسرار الآداب في الاسلام وما وراءها من حكم ومقاصد، فيما ترمز اليه تلك التعاليم حيث انها فوق كونها عبادة مع الله وطاعة لأمره وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فانها تحقق مصالح للفرد والجماعة.
- ففي الوقاية الصحية: او ما يسمى في منظمة الصحة العالمية: الوقاية من الامراض والمحافظة على البيئة نجد الاسلام قد سبق هذه المنظمة بقرون عديدة حيث وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم امته لعدم التعرض للمخاطر لأن النفس البشرية ملك لله يجب المحافظة عليها وعدم استعمالها في غيرطاعة الله لان ذلك هو المهمة التي خلق الانسان لها في الحياة، كما قال سبحانه: وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ]الذاريات 56[.
ولذا كان من منهج الاسلام الأساسي: تحريم الخبائث وكل شيء ضار واباحة الحلال وكل شيء نافع,, فالخمر الذي حرمه الله: تعترف منظمة الصحة العالمية بأضراره الجسمانية واضراره الاجتماعية,, فعن الجسمانية فانه يفتك بالكبد ويضر بخلايا المخ، ويتسبب الأدمان عليه في تسمم الدم وانسجة الجسم ولذا فإن المدمنين عليه تقصر اعمارهم ويصابون بأدواء كثيرة,, ولا يختلف اثنان عندهم بأن الخمر لا فائدة صحية فيه للجسم ولا يغنى شرابه عن وجبة طعام، ومن تعود عليه اسره، وصعب عليه الخلاص منه هذا علاوة على ما فيه من خسارة مالية.
اما الاجتماعية فانه سبب لتفكك الاسرة وعدم الغيرة على المحارم، ويقود الى الجريمة حيث ان كثيراً من الأعمال العدوانية والجرائم تعود اسبابها الى تعاطي الخمر، وغير هذا من أمور تضر بالنفس والمجتمع,, لذا حرمها الاسلام لانها من الخبائث وسميت ام الخبائث، لأن كثيراً من الآثام والاضرار نتجت في كثير من المجتمعات بسبب الخمور التي قادت الى جرائم ومفاسد,, مثل المخدرات التي تقضي على المعنويات وتفتك بالعقول والأجسام والدخان الذي حذرت منه في الآونة الأخيرة منظمة الصحة العالمية حيث بانت اضراره صحياً بانتشار السرطان وامراض الرئة والحلق والجهاز التنفسي.
وعن المحافظة على الصحة العامة والوقاية من مخاطر الامراض المعدية نرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما خرج الى الشام سمع وهو في الطريق بأن الوباء قد انتشر في الشام، فرجع بعدما وجد نصاً يعينه في هذا الامر وبعد ان شاور كبار الصحابة حيث قال له عبد الرحمن بن عوف، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اذا سمعتم به يعني الوباء,, بأرض فلا تقدموا عليه، واذا وقع بأرض وانتم فيها فلا تخرجوا فراراً منه , رواه الشيخان, وأحاديث اخرى في هذا المعنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، ولما قيل لعمر: أفراراً من قدر الله؟ قال لأبي عبيدة: نعم نفر من قدر الله الى قدر الله,, الحديث,, وهذا لا يتنافى مع حسن التوكل على الله, وهذا ما يعني في العرف الطبي: الحجر الصحي,, او اتقاء العدوى,, الذي سبق الاسلام الى تقريره قبل خمسة عشر قرناً.
- والنوم الذي لا يقاوم سلطانه: اذا هجم على الانسان فانه نعمة لا يعدلها نعمة، حيث يرتاح الجسم من العناء والمتاعب فهو من ضروريات الحياة للانسان ومصدر نشاط وقوة للجسم، تحدث عنه الطب الحديث كثيراً وقالوا عن الفارق الكبير بين نوم الليل ونوم النهار، وان نوم النهار لا يعوض الراحة التي يجدها الجسم والفائدة التي تعود عليه من نوم النهار، نجد ان تعاليم الاسلام والنصوص من كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قد ابانا عن هذا النوم اسراراً بعضها اهتدى اليه رجال العلم والطب اليوم وبعضها ما زال خافياً عليهم، وان من التعريف بعالمية الاسلام التنويه عما وصل الينا علمه من ذلك ليكون في هذا تعريف بمكانة الاسلام وسمو تعاليمه ذات العمق في الدلالة والبعد في المفهوم العلمي,, يقول الله سبحانه في سورة عم: وجعلنا نومكم سباتاً وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشا ويقول سبحانه في سورة الفرقان: وهو الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً .
قال بعض المفسرين في هذا المعنى: النوم سباتاً اي راحة لأبدانكم, والليل لباساً : اي ساتراً بسواده والسبات الراحة، قال قتادة: الليل لباساً اي سكناً وفي قوله سبحانه: وجعلنا النهار معاشاً اي جعلناه مشرقاً نيراً مضيئاً ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك.
هذا النوم يدرك منه الأطباء وعلماء النفس: انه شبه غيبوبة وان اعضاء الجسم تتحرك لا ارادياً وان له ظواهر كالاحلام والتنفس، وقد يتكلم النائم بصوت او همهمات ويأتي بشخير وغير ذلك مما تتبعوه ولكنهم لم يدركوا شيئاً مما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اقوال وافعال تدل على ما يحفظ الله به سلامة النائمين وتصلح بها احوالهم فمن الفعلية ما امر به رسول الله صلى الله عليه وسلم راغب النوم ان يعمله قبل ان يأوي الى فراشه كما جاء في حديث رواه البخاري ومسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أوى احدكم الى فراشه فلينفضه بداخلة ازاره فانه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك ارفعه ان امسكت نفسي فارحمها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين .
وما ذلك الا ان فراش النائم عرضة للهوام والحشرات، فاذا نفضه ابتعدت عنه ان كان فيه شيء وهذا من الوقاية والمحافظة على النفس البشرية التي يهتم بها دين الاسلام لاهميتها فلا يجوز ان يعرضها الانسان للخطر بل يحافظ عليها بأعمال الوقاية التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وغيره، ثم الدعاء الى الله بأن يرحمه ان مات، لأن النوم يسمى الموتة الصغرى، فكم من انسان نام ولم يستيقظ حيث لم تعد روحه الى جسده، لأن الله قدر ان تمسك لأن الأجل قد حان، فيدعو ربه بأن يرحم نفسه ان امسكت، وان ارسلت بأن يحفظها خالقها,, وفي هذا الوضع: قال بعض العلماء: يقبض الله ارواح الأموات اذا ماتوا، وأرواح الاحياء اذا ناموا، فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف فيمسك التي قضى عليها الموت اي التي ماتت ويرسل الأخرى الى اجل مسمى ، قال السدي: الى بقية أجلها وقال ابن عباس: يمسك أنفس الأموات، ويرسل أنفس الاحياء، ولا يغلط سبحانه,كما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤدب أمته ويعلمهم: كيفية النوم، وادعيته وأوضاعه، لأن في هذه الكيفية آثاراً صحية تفيد الجسم كشف عن بعضها الطب الحديث، وأدعيته لا يدرك سرها الا من عرف حقيقة دين الاسلام وارتاحت نفسه عن عمق تعاليمه ومن ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء اذا استيقط من نومه: الحمدلله الذي احياني بعدما اماتني واليه النشور , والأمر بالنوم مبكراً لأثره الصحي والنفسي على الانسان.
- وحتى بيت الخلاء او ما يسمى دورة المياه التي لا غنى للانسان عنها يومياً ولعدة مرات يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته آداباً هي من توجيهات دين الاسلام، وحرصه على النفس البشرية ووقايتها من كل ضرر قد يصيبها وتقترن تلك التعليمات بأمرين تعليميين: قوليّ وفعليّ,, وذلك لأن من الأمور غير المحسوسة للبشر بالمعهودات المادية حيث ان كثيراً من الناس الذين لا يصدرون في توجهاتهم بأمر عقدي، من مصدر ديني صحيح كالدهريين الذين جاء ذكرهم في القرآن والعلمانيين والماديين وغيرهم من اصحاب المسميات في هذا الزمان، كل هؤلاء يغيب عن أذهانهم ان الحمامات او ما يسمى قديماً الحش، مأوى ومسكن للشياطين، والمردة لأنها قاذورات,, فنحن المسلمين نؤمن بما جاء من اخبار ديننا وما علمنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه يخبر عن ربه، ولا يخفى عليه سبحانه خافية,, والرد على الماديين الذين لا يؤمنون الا بما هو محسوس عندهم ان نقول: بعد ان اخبرناهم بأنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن اخباره عليه الصلاة والسلام بأنه وحي من عند الله، مثلما جاءنا من أخبار الأمم السابقة، وما حصل لهم مع انبيائهم وتجدونه في كتب اهل الكتاب,, فهم يدركون بعض الخفايا في اجسامهم كالنوم الذي هو حقيقة كيف يدخل الجسم وكيف يخرج والموت والروح التي في جسم الانسان وغير هذا من الأمور عجز الطب وعلماء النفس عن الاحاطة به.
فقد اخبرنا الله سبحانه بشيء من خصوصيات الشياطين والجن منها قوله سبحانه: انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ، فهذا اخبار حق بأنهم معنا وقريبون منا يروننا ولا نراهم ولا يستطيعون ايذاءنا الا بتقدير الله سبحانه لان ذكر الله وما اخبرنا صلى الله عليه وسلم من الأدعية والأذكار تطردهم وتذلهم فلا يستيطعون المساس بمن داوم على ذلك مثل قوله عليه الصلاة: أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق ومن شر شياطين الجن والانس، ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها ان ربي على كل شيء قدير.
وقراءة آية الكرسي والمعوذات الثلاث: قبل هو الله احد، قل اعوذ برب الفلق، قل اعوذ برب الناس، دبر كل صلاة يجعلها الله حصناً حصيناً، عن الشياطين وعن السحر واذى السحرة، وعن الحسد والعين, وغير ذلك من امور خفية وشديدة الأذى ودليل مادي نقنعهم به، نقول: هل لك روح؟ فيقول نعم, هل تنام؟ فيقول: نعم, فنقول: هل رأيت النوم او الروح، وما شكل كل منهما وما طوله او عرضه الى آخر الأوصاف,, فلا بد أن يقول: لا استطيع ذلك ولكنه معروف لدي, فنقول له: كذلك كل ما اخبرنا به رسول الله عن الغيبيات معروف لدينا بتصديقه ولكن لا نصفه لأننا لم نره ويجب الايمان بكل ما اخبر به القرآن او السنة,, وكان يأمرنا بأن ندعو اذا خرجنا من بيت الماء بالقول: الحمد لله الذي اخرج مني الاذى وعافاني,, ويقول علي: الحمد الله الذي اذاقني لذته، وسلك فيّ منفعته وازال عني مضرته,, هكذا تعلمنا آداب الاسلام في كل موقف,, وفي كل امر يمر بنا لنرتبط بخالقنا مع الدقيق والجليل.
موقف لابن الجصاص:ذكر ابن الجوزي في كتابه الحمقى والمغفلين/ ان التنوخي قال: حدثني ابن مكرم قال: حدثني بعض شيوخنا قال: كنا بحضرة ابي عمرو القاضي فجرى ذكر ابن الجصاص وغفلته فقال ابو عمرو: معاذ الله ما هو كما يقال عنه, ولقد كنت عنده منذ ايام في صحن داره سرادق مضروب، فجلسنا بالقرب منه نتحدث فاذا بصرير نعل من خلف السرادق، فقال: يا غلام جئني بصاحب هذا النعل، فأخرجت اليه جارية سوداء, فقال: ما كنت تصنعين ها هنا؟ قالت: جئت الى الخادم أعرفه، اني قد فرغت من الطبخ واستأذن في تقديمه, فقال: انصرفي لشأنك فعلمت انه اراد يعرفني بذلك الوطء انه وطىء جارية سوداء مبتذلة وانها ليست من حرمه، فهل يكون هذا من التغفيل؟, قال الجهني: كنت بحضرة ابن الفرات، وابن الجصاص حاضر فذكروا ما يقتعده الناس لأولادهم فقال ابن الفرات: ما أجل يقتعده الناس لأعقابهم؟ فقال بعضهم الضياع, وقال بعضهم العقار وقال بعضهم المال الصامت, وقال بعضهم الجوهر الخفيف الثمين فان بني أمية سئلوا: اي الأموال كانت انفع لكم في نكبتكم؟ فقالو: الجوهر الخفيف المثمن، كنا نبيعه فلا نطالب بمعرفته والواحدة منه اخف من ثمنها، وابن الجصاص ساكت فقال له ابن الفرات: ما تقول يا ابا عبد الله؟ فقال: اجل ما يقتعده الناس لأولادهم الضياع والاخوان، فانهم ان اقتعدوا لهم ضياعاً او عقاراً او صامتاً من غير اخوان ضاع ذلك, واحدّث الوزير بحديث, قال ابن الفرات: وما هو؟ قال: تعرفون ان ابا الحسن كان رجلاً مشتهراً بالجوهر يقتعده لنفسه وأولاده وجواريه فكنت جالساً يوماً في داري فجاءني بوابي فقال: بالباب امرأة تستأذن، فأذنت لها، فدخلت فقالت: تخلي لي مجلسك, فأخليته فقالت: انا فلانة جارية ابي الحسن، فعرفتها وبكيت لها ولحالها, ودعوت غلماني ليحضروا لي شيئاً اغير به حالها, فقالت انا غنية وكفاية، ولم اقصدك لذلك ولكن لحاجة اهم من هذا, فقلت ما هي؟ فقال تعلم حال ابي الحسن وكان عندي جوهر قد وهبه لي ولابنته مني فلانة فخشيت ان اظهره بمصر فيؤخذ مني فتجهزت للخروج وخرجت مستخفية وابنتي معي ووصلنا هذا البلد بسلامة الله، وسلم مالنا فأخرجت من الجوهر شيئاً قيمته خمسة آلاف دينار وسرت به للسوق فبلغ الفي دينار فلما احضروا المال، قالوا: اين صاحب المتاع؟ قلت: انا هي، قالوا ليس محلك ان يكون هذا لك، وانت لصة فخشيت ان يوقعوا بي عند الشرطة فأعرف فيؤخذ الجوهر ثم اطالب بمال زيادة فرشوت القوم دنانير كانت معي وتركت الجوهر واقبلت عليك فما نمت ليلتي غماً مما جرى خشية الفقر, وانا غنية فقيرة فلم ادر ما افعل فذكرت ما بيننا وبينك فجئتك واريد منك جاهك وبذله لي,, فسعيت عند التجار حتى استعادت جوهرها واخبرتهم ان المرأة من نسائي ثم بعته لهم واشتريت لها ولابنتها عقاراً, فهي لما وجدت صديقاً يعينها حصل لها المال والصديق افضل من الجوهر فصدقه الوزير ثم قال ابن الجوزي فكيف ينسب من هذا رأيه للتغفيل ]الحمقى والمغفلين 48 0 49[.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved