سيدي رحماك بي, اعطف على شيخوختي, ومرضي لا تجعلني عرضة في الطريق لعبث الاطفال وظلم الكلاب الضالة والجوع والتشرد, انا لا اطلب منك غير لقمة صغيرة تقيني من الجوع، ومكان يحميني من ظلم الايام, سيدي لن اكلفك كثيرا فلم يبق من العمر الا ايام قليلة احب ان اقضيها في هدوء ولو ان المرض لم يجعل في جسمي اي هدوء.
سيدي فكر قليلا في أمري انا الذي قضيت شبابي في حراسة منزلك، وكم من الليالي سهرنا اطرد اللصوص لا ابالي بالمطر او العواصف وانقذت طفلك الصغير من الغرق تذكر ياسيدي وانقذته من اللصوص مرة اخرى, وكم داعبت اولادك اثناء غيابك حتى تحضر، وكم ساعدتك في رحلات الصيد ولم اخنك ابدا ياسيدي, وكنت تسميني الامين وتفخر بي والآن بعد ان هدني المرض وافقدتني الشيخوخة القوى والشباب تريد ان تطردني لكي لا تشمئزوا من منظري او تنتقل عدواي الى اطفالكم لا ياسيدي سأتخذ مكاني في مكان منعزل كي لا تروا منظري الذي لا يسركم, لم طردتني ياسيدي بعد هذه السنين الطويلة في خدمتك فمن الذي يعطف عليّ ومن الذي يرعاني في هرمي ويكافئني على خدمتي؟ انا لا اطلب مكافأة, اجعل مكافأتي هي بقائي في البيت الذي احببته واحببت اهله حتى ارحل عن هذه الدنيا يا سيدي هذا رجائي الاخير فارجو الا تخيب ظني فيك.
كلب عجوز.
* * * *
أشد ساعات الليل ظلاما أقربهاإلى الفجر
محروسة حسين رفاعي
1959