Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


أماه

لقد بدأ بؤسي مع بداية ذلك اليوم الحزين,, كان صباحه يبدو كئيبا.
عندما استيقظت لم أجدك,, فلم اجد بعدك يا أماه سوى آثار الرحيل!!
عجلات العربة التي نقلتك بعيداً عني,, مازالت آثارها مغروسة في ذاكرتي الحزينة.
عندها كدت ان انهار,, ولكني عشت على أمل لقياك,, وأنا الذي كلما رأيت زهرة تمنيت لو اني اقطفها لاقدمها لك,, ودارت الايام وصدئت الاحزان.
وصدئت معاولها المريرة ولكن مازالت ذكراك ندية قوية في قلبي ,, ودارت الايام.
ثم دارت والدموع تتلاحق مع كل لحظة ذكرى,, ودارت الايام والذاكرة.
في مراكبها الحزينة تتوقف بي دائما عند لحظة رحيلك في كل حين,.
دعيني اخبرك يا أماه كيف اني كنت وحيدا اصارع قسوة الحياة.
دعيني اذكر لك يا اماه ,, ماذا جرى؟ ذات مساء وانا طفل غرير نمت يوما في العراء.
دعيني اذكر لك يا اماه كيف ان قلبي الصغير يخفق سريعا خائفا يترقب المجهول.
كلما قلبت صفحة من ايامي,, أماه بعد رحيلك تقاذفني البشر بين ايديهم.
واصبحت احمل في حياتي ثقافات عدة ولهجات مختلفة ,, اعني يا اماه .
اني الآن بدون هوية,, صدقيني يا أماه اني لا اعرف متى يجب ان احزن او افرح.
كل شيء يبدو قديما الآن ولكن لا بد من الذكرى والتذكر فأنا اشعر ان الذكريات فيها بعض عزاء,, فذات يوم طردني الغرباء,, لقد شعرت بحاجتي الشديدة.
اليك في ذلك اليوم لاتوارى خلفك من نفسي من خلفي من كل شيء, كم اتوق.
الى صدرك الحنون لادفن نفسي هناك ولا يجدني الغرباء الذين اصروا على رحيلي.
فلملمت ملابسي الرثة ووضعتها في حقيبتي المحطمة ونفيت نفسي بين مطارات العالم.
وظللت مسافرا بلا هدف الى ان لقيتك وكنت حطاما يا اماه وأنا مجرد اشلاء.
عبدالكريم بن سالم الشلالي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved