حقا,,لقد عشت عاصفة شعورية في تلك الفترة، خوف وقلق، هم وحزن، انتظار وترقب، امل في تحقيق مرام نفسي الجامحة، وألم عند تخيل الفشل، البال مشغول، والقلب يتألم لصعوبة المأمول، اما وقد حانت ساعة الصفر، وتسارعت نبضات قلبي، انطلق الخير كشلالات من الزهور الفواحة (لقد نلت المركز المثالي في مسابقة الخطابة).
ما اجمل الشعور بتجدد الامل! ، ما أجمل الشعور بالنجاح! بالثقة المتزنة بالنفس، كم اعشق الانطلاق في اروقة الامل الى آخر مدى في حياتي، الكثير يسألني من انا ، فأقول: انني نسيج من حزن وسرور، مزيج من امل وألم، ولكني هاربة الى مسارات السرور، عاشقة لشلالات الامل، مشتاقة لكل الهمسات لتزيل آثار الوحشة في داخلي، ونفسي تهفو دائما لدنيا الانس وواحات الاستقرار، ومرافىء السعادة، ليلي يهوى الاشراق، ونهاري يهيم في عطاء بلا حدود .
آه ما احلى لحظات الهدوء وسكون النفس بعد عصر طويل من اللهاث خلف مطالب النفس الشامخة، وبعد نحت شاق في صخور المستحيل طلبا لعذوبة الممكن.

واذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الاجسام

بل ما اجمل الارض حينما تلوح لعيون الغرقى! وما ألذ بناء امل جديد على انقاض امل مضى وأطلال اخر انقضى ليظل شعاري مستقبلا: (لماذا الخوف، والشمس لا تظلم في ناحية الا وتشرق في ناحية اخرى) نعم,, فيوم لك ويوم عليك، مهما كان الحمل ثقيلا، فانني سأكون كالقابض على الجمر لتشتعل يده فتضيء له ولغيره الدروب المظلمة.
لقد كان لدي رغبة جامحة في ان استأصل نفسي من احزاني لكن كنت اتساءل: كيف السبيل؟ كنت أقول: لا بد من حدث جديد في حياتي، ليشعرني بقيمتي امام نفسي بعد ان هز الحاسدون ثقتي بها، لقد كان عنقي يشرئب نحو النور، لكنني كنت احتاج الى شيء ينتشلني من محيطات الظلمة فيرميني في احضان الشمس.
كثيرون لا يعلمون ماذا يعني انتصاري هذا، قد يظنونه مجرد انتصار لا يستحق كل هذه الفرحة لكن في داخلي تكمن اسرار هذه الفرحة، كما قلت بناء لنفسيتي المحبطة المحطمة بسبب الظلم الذي عانيته وايضا لكي اثبت للحاسدين انني لم ولن استسلم, لأثبت لمن احببتهم واحبوني ان الجبل الشامخ الذي عرفوه واحبوا فيه شموخه لم ولن يهتز، ولأثبت لمن اجتاحت قلوبهم مكائد الوشاة ان الحق كالزيت يطفو دائما.
وشكرا للقلوب الصادقة التي حرصت علي وعلى نجاحي، والتي بعثت فيّ بذور الامل الجديد، واوقدت في دمي جذوة الحماس الشديد.