الى جانب القنديل الاثري,, الذي يشع نوره وسط الليل البهيم بتلك الدار الطينية.
والى جانب نافذة الخشب الواسعة المطلة على الشارع الساكن الممتد بالحي القديم القادمة منه نسمات بساتينه العتيقة,, وعلى نغمات صوت السواني وصرخاتها المترددة بجنبات الحي.
والى جانب (صندوق الذكريات) المليء بسيل الذكريات العفوية الطيبة، التي لا تخلو منها دار من دور الحي القديم.
وعلى صوت (عصفور الدار) الصغير,, وحسن تغاريده وشيق دعاباته,, وتحت ظلال القمر.
هناك كنت اغمض عيني ,, واغفو على طيب ذكرى (عروس البحر) التي تحن اليها النفوس وهي في موطنها هناك,, واظل اتخيل خروجها هناك على الشاطىء الآمن, وكأنها- وقد بدت - شمس تجلت تحت ظلم, او شقة قمر منير ,, في قامة حسنة وشعر مسترسل طويل, يروح ويجيء مع الهواء ليطوق جسدها.
ان النفس تحن إلىّ هناك,, والخيال يجنح كثيرا الى هناك حيث هي,, وحينها اغمض عيني الى جوار النافذة ارقب النسمات القادمات من البعد حيث اظنها هناك, مندثرة بشعرها الطويل على الشاطىء.
ان (عروس البحر) ذكرى طيبة, وطيف وخيال يزداد كل يوم جمالا,, مازال يراود مخيلتنا بالحي القديم, وتقدم ملامح ذلك الخيال وصوره إليّ حينا كقدوم (نسيم الصبا) اذا ما هب معتلا على حينا ليزيد من جماله العفوي المتواضع,, ثم راح هناك في جنبات الحي يبث طيب الذكرى,, ويبعث كوامن المشاعر,, التي تجددها تلك الخيالات وهبات تلك النسمات, وكما تعيش وتحيا النفوس بذلك الحي بقدوم هبات (نسيم الصبا) ,, فانه ينعشها ايضا وتنبعث فيها الحياة بقدوم طيف وخيال (عروس البحر),.
(طرقتك زائرة الحي فحي خيالها بيضاء تنشر بين الخيام خيالها) |
حسن بن سعيد الدوسري