Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


أول الغيث,, قطرة

غربة المطر
ما اجمل نزول المطر يعزيني بك, ويداوي جراح قلبي,, ويواسي دموع عيني,, ويلملم اشلائي المبعثرة في كل اتجاه ,, ويغير ملامح وجهي ,, ويشطب تاريخي معك,, ولأسهر وحدي معه غارقا في بحر اسود كئيب ,, وفي غرفة مغلقة ,, اردد فيها انشودة الحزن الطويل,, انتظر خبر موتي يأتي مع شدة هطول المطر لأرحل عن الدنيا الى الأبد ولأكون معك في جنة الخلد ان شاء الله حيث نعيش معا هناك فصدقيني لم اعد احتمل الحياة الا معك.
أحمد القاضي

***
كل الأراضي هي الرياض
أيتها الاراضي التي تقيد الاشجار
من الجذور
قيديني بصخر الجبال لا بالرمال
ففي هواك رياح ونسيم
وماء بحر وغدير
فقيديني في الاعالي كجبال
حائل او عسير
وابعديني عن رمال
الشواطىء والصيف
وعن لهيب الشمس الحارقة
فانا شجرة السنديان
فأنا احبك كحائل العيون
قيديني سلاسل السحاب
قيديني في الرياض
ففي هواك تهتز الاغصان
وتتساقط الاوراق
منصور الصعيدي
الرياض

***
أمي
امي يانبعا من الحنان المتدفق دوما، ضميني الى صدرك, امنحيني حبا عابقا بعطرك الزكي.
امي ياقلبا ينبض بالحب والحنان، ياصدرا ضمني يوما ومنحني الدفء والأمان.
مع كل قطرة لبن رضعتها منك ارتوت بها كل اجزاء جسدي.
اقول لك كل ما بداخلي من عظام ولحم ودم يناديك.
امي اريد حنانا اكبر، اريد صدرك لأنشد الراحة بين ذراعيك وتحت لمساتك الحانية.
ضميني وابعديني عن كل البشر وعن كل من حولي.
اريد ان انام على صدرك طويلا طويلا ويغيبني حضنك الدافىء لاغرق به عن هذا الكون.
فضية محمد العنزي

***
وكانت زهرة جميلة
امسكتها بيدي,, واخذت انظر اليها والى جمالها, كانت زهرة جميلة بيضاء تفتحت اوراقها,, غرت من غيري ان ينظر اليها فترددت بين تركها وجنيها ,, اشفقت على هذا الجمال,,, فتركتها في غصنها!! خفت عليها من يد غادرة فكممت عليها اوراقها قلت لها: انت زهرة وكأنها لا تعرف اسمها,, فلم تفهم ماذا اعني قلت لها: سأضعك في زجاجة!! واسقيك من رحيق النحل!! وسأحتفظ بك لنفسي وازرع حولك اغلى الشجر!! وسأقدر سحرك ودلالك!! فلم تفهم ماذا اعني!!
وتمر الايام تتلوها الاشهر وتتسلخ,, تعقبها السنون وكأن شيئا لم يكن, الايام والاشهر والسنون,, هي ورقات تقتطع من أعمارنا وكأن شيئا لم يكن.
فقد كبرت زهرتي وشمها من لا يقدر الجمال !! محضرا خدودا على صفحة خدها وتعرضت ليد غادرة!!
فقطفت غصنها حاقدة على جمالها!! والزهرة تنحب الى الذبول وبياض اوراقها بدأ يصفرّ !! وجمال شكلها اخذ يضمر!! وكأن شيئا لم يكن.
ستعرفين ياعزيزتي بعد زمن ماذا كنت اعني عندما قلت لك انت زهرة؟ فالزهور بحاجة الى من يصونها, انا اعرف انك لست السبب!! وليس لك ذنب فيما حصل!! فالفلاح هو السبب؟؟ حين لم يحسن وضعك في الاصل,, فأخرجك من الحديقة الغناء وبذرك في الطريق!1 وتركك وحيدة وفي الناصية وكان القدر لك بالمرصاد!! فنزعك من امك واخواتك الزهور ولم يرعك الفلاح بالماء.
فلم تستطيعي مواجهة الرياح ولم تقوي على مقاومة المارة لأنك الوحيدة في الطريق!!
لكن ليس معني هذا أن تستسلمي وتفتحي اوراقك لكل حاضن!! وتبثي عبقك لكل شام!! فصوني نفسك ايتها الزهرة!1 كممي عليك اوراقك واحفظي بداخلك اعباقك!! والا سيأتي اليوم الذي يعافك فيه الجميع! لانك أصبحت عديمة الرائحة!1 مصفرة الاوراق!1 الكل سيعافك الا انا,, فسأظل احتفظ بحبي لك ايتها الزهرة ولو كنت كهشيم الحطب!!.
اسماء الكيلاني

******
مذكرات مظلومة
أسأل نفسي ماخطب حياتي؟!
هل ولدت انا والظلم توأمين في هذه الحياة
ام انه ظل ذاتي يتبعني في كل مكان.
فلماذا الظلم ياسادة البشر,.
ام ان قلوبكم اصبحت حجارة؟!
ألا تدركون ما بي من عذاب,.
ألا تعلمون ان ظلمكم اقسى انواع العذاب؟
آه,, اقولها في اليوم مائة مرة,,! لا اريد سوى قلب يدركها,, ولكن هل اجد ذلك القلب؟!
لا اظن ذلك ولن اجده ولو بحثت في انحاء الارض!
عرفت الظلم من كبيركم وصغيركم!
مجنونكم وعاقلكم!!
ولكن رغم ظلمكم القاسي لي.
لا احمل لكم في قلبي الا الخير
لكن عندما فاضت آلامي وتجاوزت حدا مروعا من العذاب,, سطرت,.
معانيها على الورق علها تخفف جزءاً من ذلك العذاب.
جراح الأحزان
******
في الطريق
بينما هو يسير في دروب وحلة، شوهتها ايد عابثة متحجرة,, ظل يتفكر فيمن حوله، عله يجد من يشفي غليله، ويثلج صدره، ويحط رحاله لغد مشرق.
لكن,,, دونما جدوى، مر اثناء تجواله على رفقة سوء ، خشي وخاف على نفسه من الاقتراب,, وهمّ,,وأبى وأصر على ذلك,, فهم حقا سم يُردي بالانسان قتيلا، او هم منطقة محظورة منع الاقتراب منها, فأخذها حيطة لنفسه, ولكي لا يجروه اولا، مالا الى مالا يحمد عقباه آخرا، ظل سائرا متخبطا في طريق الوعر ، متبها لكي لا ينزلق في مغبة الهلاك او احدى حفر الضياع، تشتت ذهنه، لا يدري الى متى سيظل عرضة لغزو داء الغفلة، خاصة وانه في جو داهمه الفراغ.
حتما ,, ستظل تلاحقه تلك الكوابيس,, وهو يركض ويركض ويركض، هروبا من ان يقع في الفخ ، محاولا ايضا لايجاد حل لهذه الكارثة.
سار في طريقه، وفي لحظة خاطفة، صوب النظر بكلتا عينيه يمنة ويسرة، مرتديا ثوب الحذر واليقظة، حائفا من ان يكون مصيدة مرة اخرى، يقع تحت شباك ذاك المجهول؟!
وبينما هو يمشي في احد ازقة الطرق، معتمدا على الله ثم ما وهب من شجاعة واقدام وفجأة,,؟! اذا به يقف مندهشا من نفسه، متمعنا بعينيه وقلبه وجوارحه التي تنتفض لحياته الفانية ودنياه التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، متأملا بحكمة وواقع، لما حدث وما يحدث، وما سيحدث، فتعجب واحتار من خمود وسبات لبه، مما زاد اشتعال لهيب فكره.
واخيرا ,,, ونهاية لمأساته,, لم يجد مخرجا من هذا المأزق، يكون بمثابة درع واق يتصدى به المخاطر والأزمات التي تعرقل مسيرته في طريقه سوى تقوى الله وحسن الخلق فكانا خير دال لتائه ضال، وخير منج لشاب كاد ان يغرق في بحر الشيطان.
محمد عبدالرحمن جابر
بريدة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved