Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


نور الحق
قاعدة في العلم
الشيخ / عبد الله بن صالح العبيلان *

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فان العلم الشرعي مطلوب نشره ومرغب فيه حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلّغوا عني ولو آية) رواه البخاري وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء، صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له) وفي مسند احمد وسنن ابي داود الترمذي وحسّنه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سئل عن علم علمه ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجام من النار) وفي مسند احمد والسنن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نضّر الله عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها، ورب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه), وفي مسند احمد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (مثل علم لا ينتفع به كمثل كنز لا ينتفع منه في سبيل الله).
ولكن نشر هذا العلم النافع ينقسم الى قسمين:
القسم الاول: علم مطلوب نشره على الاطلاق.
والقسم الثاني: علم مطلوب نشره ولكن ليس على الاطلاق بل يكون نشره لاهله، وهذا يختلف باختلاف الوقت والشخص، وانما قيل ذلك حتى لا يحدث نشره على الاطلاق فهما خاطئا لمعناه عند من لا يحسن الفهم من المسلمين، مما يثير بلبلة وفتنة بين المسلمين (وانما أتي المسلمون من قبل التأويل الخاطىء للنصوص) ويدل على ما ذكرت السنة الصحيحة وآثار الصحابة، ففي الصحيحين عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال ( يا معاذ) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال (يا معاذ) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك, قال (يا معاذ) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثا - قال: قال: (ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار), قال: يا رسول الله! أفلا اخبر به الناس فيستبشروا؟ قال: (اذاً يتكلوا) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما ومما يدل على ذلك ايضا ما رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا ابوبكر وعمر رضي الله عنهما في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين اظهرنا فابطأ علينا وخشينا ان يقطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت اول من فزع فخرجت ابتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتيت حائطا للانصار لبني النجار فساورت به هل اجد له بابا؟ فلم اجد فاذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة - والربيع الجدول - قال: فاحتفزت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: ابو هريرة فقلت نعم يا رسول الله! قال: (ما شأنك؟) قلت كنت بين اظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا ان تقتطع دوننا ففزعنا فكنت اول من فزغ فأتيت هذا الحائط، فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال: (يا أبا هريرة!) واعطاني نعليه فقال: (اذهب بنعلي هاتين فمن لقيك من وراء هذا الحائط يشهد ان لا إله إلا الله مستيقنا بها فبشّره بالجنة), فكان اول من لقيت عمر فقال: ما هاتان النعلان يا ابا هريرة؟ قلت هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما من لقيت يشهد ان لا إله الا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بين ثديي فخررت لاستي فقال ارجع يا ابا هريرة فرجعت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشت بالبكاء وركبني عمر واذا هو على اثري فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، (مالك يا ابا هريرة؟) فقلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به، فضرب بين ثديي ضربة خررت لاستي قال ارجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عمر ما حملك على ما فعلت) قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثت ابا هريرة بنعليك من لقي يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه بشّره بالجنة؟ قال: (نعم) قال فلا تفعل فاني اخشى ان يتكل الناس عليها فخلهم يعملون, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فخلهم).
وفي صحيح البخاري قال: قال علي رضي الله عنه، (حدّثوا الناس بما يعرفون أتريدون ان يكذب الله ورسوله).
وفي صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائين؟ فأما احدهما فبثثته فيكم واما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم) والله الموفق.
* المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة حائل

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved