Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


في الهدف
فضل الشفاعة الحسنة (2 - 2)
الشيخ/ عبدالله بن صالح القصيّر

الثالثة: ان الشفاعة هي العمل الذي يتعبد به المرء لربه فانه متعبد بالشفاعة ولس متعبدا بالنتيجة فان النتيجة ليست عليه وانما هي على ربه ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء الله او ما احب) فإن الله تعالى هو العليم الحكيم الذي يضع الامور مواضعها اللائقة بها وقضاء الله تعالى شرعي وقدري:
1- قضى بالشفاعة شرعا ليبتلي عباده فيتبين (واقعا) من يشفع شفاعة حسنة فيكون اهلا للثواب ممن يشفع شفاعة سيئة فيكون محلا للعقاب ممن يعصي نبيه بالامتناع عن الشفاعة مع انه اهل لها فيكون محروما من الخير.
2-ويقضي قدرا بنتيجة الشفاعة فقد تتحقق النتيجة وقد لا تتحقق لما له سبحانه من الحكمة فان تحققت النتيجة ووقع مقصود الشفاعة فهو فضله سبحانه على الجميع وان لم يتحقق مقصودها المادي فقد تحقق مقصودها القدري الشرعي وهو الابتلاء واما المقصود المادي فانه تعالى يعطي لحكمة ويمنع لحكمة (لايسأل عمّا يفعل وهم يسألون) وقد شفع النبي صلى الله عليه وسلم لمولاه مغيث عند زوجته بريره لما عتقت ان تبقى من مغيث بما الزوجية فقالت: يا رسول الله تأمرني؟قال لا: قالت لا حاجة لي به فلم تقبل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم مع عظم قدره عندها وشفع النبي صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه عند يهودي بدين كان لليهودي على جابر فلم يقبل اليهودي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن عدم قبول اليهودي لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ضعة من قدر النبي صلى الله عليه وسلم ورفعة لشأن اليهودي ويسر الله تعالى قضاء دين جابر ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بالبركة في ثمره فأوفى اليهودي حقه وبقي عند جابر خير وبهذا تتجلى حكمة الله تعالى في تشريع الشفاعة الحسنة وانها من محاسن الاسلام وفضل الله تعالى على المسلمين من وجوه:
الاول: انها ابتلاء من الله تعالى للشافع والمشفوع عنده أيشكران نعمة الله عليهما بالحياة والفضل ام يكفران فيستحقان جزاء عملها.
الثاني: انها تعويد للناس على الاعانة على الخير ودفع اسباب اليأس وعنوان على الرجاء والطمع في حصول المراد فهي من الامور القدرية الشرعية التي جعلها الله من اسباب رحمة العباد بتيسير الامور ودفع المكاره والشرور.
الثالث: توجيه العباد الى تعاطي الاسباب النافعة والايمان بالقدر ففيها تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) فالمحتاج ينظر من يشفع ويلح على ربه في تحقيق مقصوده والشافع يحتسب في شفاعته ويرجو الله أن ينتفع بها والمشفوع عنده ينظر في امره فان كان في وسعه قبول الشفاعة وتحقيق المقصود احتسب ذلك عند ربه وان لم يكن في وسعه ذلك فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ولن يتحقق الا ما يقدره الله ويقضيه فانه سبحانه هو مالك الملك ورب الخلق فلا يكون في ملكه الا ما يشاء.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved