بعد خمس وسبعين سنة مضت بين الكتب وصحبة العلماء والتردد في دهاليز الجامعات يودعنا فضيلة الشيخ العلامة :(مناع بن خليل القطان) رحمه الله واسكنه فسيح جناته واحسن الله عزاء اهله وذويه وعزاء الجميع فيه، وخير مانقول (انا لله وانا اليه راجعون) انه حقاً من العلماء الافاضل الذين خدموا العلم ونشروه وممن امضوا حياتهم في الدعوة الى الله والعناية بالبحوث العلمية والاشراف على الرسائل العلمية وممن زخرت المكتبات بمؤلفاتهم القيمة وطالما هز اعواد المنابر خطيباً بليغاً وواعظاً مرشداً، وكم من المشايخ وطلبة العلم نهلوا من علمه وتخرجوا على يديه، وهاهو رحمه الله يقدم لنا سيرته الذاتية كما كتبها عن نفسه فقال:
الاسم:مناع بن خليل القطان، ولدت في قرية شنشور احدى قرى محافظة المنوفية سنة 1345ه1925م،حفظت القرآن الكريم في مكتب القرية وانهيت الدراسة الابتدائية، التحقت بالازهر وحصلت على الشهادة العالية من كلية اصول الدين، التحقت بالتخصص وحصلت على العالمية مع اجازة التدريس.
ثانياً: الاعمال الوظيفية: التدريس بمصر قبل سنة 1372ه التدريس بالكليات والمعاهد العلمية منذ سنة 1373ه في المملكة ، كلية الشريعة، كلية اللغة العربية، المعهد العالي للقضاء، مدير المعهد العالي للقضاء، عضو هيئة التدريس بدرجة استاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ومشرف على الدراسات العليا.
ثالثاً: الاعمال العلمية:
1-الاشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه:
ا-يبلغ عدد رسائل الماجستير التي اشرفت عليها نحو (80رسالة).
ب-يبلغ عدد رسائل الدكتوراه التي اشرفت عليها نحو (35رسالة).
2-اشتركت في مناقشة رسائل اخرى بجامعة الامام وجامعة ام القرى وكليات البنات وجامعة الملك سعود والمركز العربي للدراسات الامنية.
3-فحص الانتاج العلمي:
1-فحصت عدة ابحاث لترقية اساتذة مساعدين واساتذة مشاركين في جامعات:
أ-الامام محمد بن سعود الاسلامية ب-الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ج-جامعة ام القرى د-جامعة الملك سعود ه - الجامعة الاردنية.
2-فحصت عدة كتب احيلت الي من بعض الجامعات والهيئات العلمية من داخل المملكة وخارجها لمعرفة مدى صلاحيتها للنشر.
3-عضو هيئة التحكيم في مجلة الشريعة التي تصدرها جامعة الكويت.
رابعاً: المؤلفات والابحاث والمطبوعة هي:
تفسير آيات الاحكام مجلدان، مباحث في علوم القرآن، تاريخ التشريع الاسلامي، مباحث في علوم الحديث، نزول القرآن على سبعة احرف، وجوب تحكيم الشريعة الاسلامية ومعوقات تطبيق الشريعة الاسلامية، الحديث والثقافة الاسلامية، ثلاثة كتب مقررة في المرحلة الثانوية للبنين والبنات بالمملكة، نظام الاسرة في الاسلام، موقف الاسلام من الاشتراكية، الدعوة الى الاسلام، الاسلام رسالة الاصلاح، الشريعة الاسلامية، رفع الحرج في الشريعة الاسلامية، مزايا الثقافة الاسلامية، الحاجة الى الرسل في هداية البشرية، اقامة المسلم في بلد غير مسلم، رعاية الاسلام للمعاقين ، التكييف الفقهي للتبرع بالاعضاء وزراعتها، القضاء في العهد النبوي وفي عهد الخلافة الراشدة، حرب الخليج في ميزان الفقه الاسلامي، اما المخطوطة فهي: تاريخ التفسير ومناهج المفسرين، الفرق الاسلامية، العقيدة والمجتمع، الزواج بأجنبية، التوجيه الاسلامي للعلوم، تعليم الفتاة,, انتهى.
والشيخ رحمه الله يمتلك مكتبة تضم اكثر من (5000عنوان) ويتمتع بملكة ومقدرة علمية فائقة وسعة اطلاع في كل مجال فهو في علمه كالبحر المحيط فقد حباه الله بغزارة العلم وقوة التأصيل وشمولية المعرفة، ولقد زرته رحمه الله في منزله قبل فترة فلاتسأل عن علمه وحلمه وكرمه وتواضعه ودماثة أخلاقه واهتمامه بقضايا المسلمين واحوالهم، وله نشاطات متعددة استمرت الى اخر حياته رحمه الله، ومن ذلك: تأليف الكتب، والاشراف على الرسائل الجامعية، والبحوث العلمية، والخطابة في الجامع الكائن على طريق المطار القديم، والمشاركة في الندوات، والمحاضرات، والدروس، واسرة الشيخ رحمه الله، اسرة علمية مثقفة على مستوى عال حيث ان حرمه دكتورة في كليات البنات بالرياض وابنه محمد دكتور استشاري جراحة وتجميل، وخالد دكتور استشاري جراحة صدر ورئة، ووائل دكتور جراح يحضر الدراسات العليا حالياً في كندا، وابنته هند دكتورة استشارية جراحة عيون، وريم طالبة في السنة الاخيرة من كلية طب الاسنان، حفظهم الله وجعلهم خير خلف لخير سلف ونفع الله بهم.
وكان الشيخ رحمه الله من ضمن المشايخ الذين استقدمهم جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وذلك بمشورة سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله وذلك عند افتتاح المعاهد العلمية والكليات للتدريس بها.
قبل الرحيل وعند الوداع:
منذ ثلاث سنوات ادخل الشيخ مستشفى الملك فيصل التخصصي على اثر آلام حادة في البطن حيث تبين انه مصاب بالسرطان في الكبد حيث سافر للخارج وتم استئصال الورم الخبيث وتماثل الشيخ للشفاء، ولكن بعد سنة عاوده مرة اخرى وتمكن منه، وقبل شهر ادخل المستشفى لاكثر من مرة آخرها يوم السبت الماضي حيث ادخل مستشفى الملك خالد الجامعي نتيجة لهبوط حاد في الدورة الدموية فلازم السرير الابيض في العناية المركزة حتى قضى الله قدره وفاضت روحه الى بارئها الساعة الثانية والنصف ظهراً من يوم الاحد 5/4/1420ه وصلي على جثمانه بعد صلاة العصر من يوم الاثنين وذلك في جامع الراجحي بالربوة حيث صلى عليه خلق كثير داعين له بالمغفرة والرحمة وان يسكنه فسيح جناته والحمد لله على قضائه وقدره ولله ما اخذ وله ما اعطى.