Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


نظام العمل على مدى 24 ساعة لمراكز الهيئات يحظى باهتمام المسؤولين
دراسة عميقة سبقت توزيع الجهود وتنظيم العمل وزيادة الجودة
*الشيخ المرشود: القرارإيجابي ويعود بالنفع على العمل والعاملين
*الشيخ أحمد بن عوض: تدعيم للهيئات والنتائج ستكون طيبة

تحقيق : عبدالله بن ظافر الأسمري
أحدثت موافقة المقام السامي الكريم بالأمر ذي الرقم 7/ب/775 في 24/1/1420ه الخاص بتنظيم العمل الميداني لأعضاء الهيئات على مدى 24 ساعة (نظام الورديات) ردود فعل ايجابية لما فيه من اضافة لبنة مهمة في صرح التنظيم الاداري لهذا الجهاز ولما له من دعم لجهود اعضاء الهيئة لتعزيز الدور المناط بهم.
وصفحة الرسالة,, احتفاء بهذا القرار قامت باستطلاع آراء عدد من اهل الفكر والخبرة والمختصين والمواطنين لتلمس الآثار الايجابية المستقبلية نتيجة العمل وفق هذا النظام.
ستشهد الأيام بحكمة القرار
في بداية الموضوع يتحدث فضيلة مدير عام فرع الرئاسة بمنطقة الباحة المكلف الشيخ احمد بن عوض عيظة قائلا:
إنني اعرب عن شكري وتقديري وامتناني لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لموافقته الكريمة على قرار مجلس الخدمة المدنية المتضمن قيام الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بتطبيق ما ورد في قرار مجلس الوزراء القاضي بتنظيم العمل على مدار (24) ساعة (نظام ورديات) على العاملين الميدانيين بالهيئة وهذا القرار الحكيم يأتي امتدادا للدعم المتواصل والمؤازرة المستمرة التي تحظى بها الهيئة من لدن ولاة امر هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - حفظهم الله جميعا - وذلك تقديرا لأثر الرسالة التي تؤديها الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والفروع والهيئات والمراكز المرتبطة بها في جميع انحاء هذه البلاد المعمورة والمستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتوجيه الصائب من ولاة الامر بالمساهمة الفعالة مع الجهات الاخرى في خدمة الدين والمجتمع، كما لا يفوتني الاشارة لجهود مجلس الخدمة المدنية المبارك على تفضله بالتوجيه بالموافقة على طلب الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بتطبيق هذا القرار على العاملين بالميدان بالهيئة, كما نصل الشكر الى صاحب المعالي الرئيس العام وكافة المسؤولين بمقام الرئاسة على حرصهم الرقي بجهاز الهيئة الى اعلى المستويات ولاشك ان هذا القرار سيكون باذن الله له ايجابياته في تأدية العمل الميداني حيث اصبح العمل متواصلا على مدار اربع وعشرين ساعة، كما انه سيعطي العاملين بالميدان الحماس لتأدية العمل وتجديد نشاطهم حيث إنه روعي في ذلك العدالة بين العاملين في الميدان دون تفريق، وكذا اخذهم قسطا كبيرا من الراحة وقضاء حوائجهم ورعايتهم لاسرتهم مما يجعل التنافس الشريف بين العاملين في الميدان في ابراز عمل الهيئة على ما يرضي الله ورسوله ويتوافق مع العمليات والتوجيهات الصادرة بذلك، وقد لا تبرز هذه الايجابيات في بداية الامر ولكن المردودات الطيبة ستحقق على مدار الايام القادمة الا انه يحتاج الى دعم الهيئات والمراكز بالكوادر البشرية المؤهلة الشابة وتدعيم الهيئات والمراكز لكي تؤدي العمل على الوجه المطلوب.
ولا يسعنا في هذا المقام الا التوجه بالشكر لله ثم للقائمين على هذه البلاد على ما يبذلونه من الدعم والموازرة للعلم والعلماء والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
القرار أثلج الصدور وأبهج النفوس
بعد ذلك تناول فضيلة مدير عام فرع الرئاسة بالمنطقة الشرقية المكلف الشيخ محمد بن مرشود المرشود اهمية هذا القرار وحيثياته فقال:
لقد اثلج الصدور قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي باعتماد تطبيق نظام الورديات في دوام العاملين بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهجت الالسن بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بأن يحفظه الله ويؤيده بالنصر والتمكين لما لهذا القرار من آثار ايجابية ستعود باذن الله تعالى بالنفع العميم على العمل والعاملين في هذا السلك الشريف، وعلى المجتمع كافة الذي يستفيد من خدمات الهيئة وينتظر المزيد منها في مجال حماية الاعراض وحمل الناس على اداء الواجبات الشرعية ومنع المنكرات.
وهذا الابتهاج يعود لأسباب منها:
اولا: إن كثيرا من راغبي الالتحاق بسلك العمل في الهيئة كانوا في السابق يحجمون عن الاقبال على هذا العمل لان الدوام يستوجب منهم الحضور فترتين: احداهما صباحية لمدة ثلاث ساعات والاخرى مسائية لمدة اربع ساعات، فكان الدوام على تلك الصفة يستنفد وقتا مهما وثمينا من النهار والليل يمنع رب الاسرة من الوفاء بالتزاماته الاسرية والاجتماعية التي لابد منها ولعل اقرب مثال لها: مراجعة مراكز الرعاية الصحية باحد ابنائه عند الحاجة، وصلة الرحم وغيرها.
ثانيا: إن الدوام السابق يتطلب من عضو الهيئة ذهابا للعمل مرتين وايابا منه مرتين في اليوم وتزداد معاناة الموظف اذا كان منزله بعيدا عن موقع العمل او خارج المدينة.
اما ثالثا: فان العاملين مهما بلغ تفانيهم في ظل الدوام السابق لا يستطيعون القيام بواجب الامر والنهي في كافة الاوقات، اذ إن عملهم محدد بسبع ساعات ويبقى في اليوم والليلة سبع عشرة ساعة خالية من وجودهم ومن بين هذه الساعات فترات يكون الناس فيها بحاجة ماسة الى خدمات الهيئة مثل وقت خروج الطالبات من المدارس التي يكون الخروج فيها متأخرا بعد الواحدة ظهرا كالكليات والمدارس الثانوية وكذلك بعض الاسواق التجارية واماكن الترفيه التي يمتد العمل فيها الى ما بعد التاسعة مساء بساعات، فمثل هذه الاوقات كانت في الدوام السابق تقع في غير وقت الدوام الرسمي لرجال الهيئة.
رابعا: عدم توافق الدوام الصباحي السابق في المراكز مع الدوام الرسمي الكامل لكثير من الدوائر الحكومية مما يعيق امكانية التواصل والتنسيق معها.
ويشير المرشود الى امر وجانب مهم في هذا الصدد فيقول:
اما الايجابيات المتوقعة باذن الله تعالى بعد تطبيق هذا القرار فالمتوقع خير كثير ان شاء الله ولعل منها ما يلي:
1 - زيادة الطلب والاقبال على الالتحاق بالعمل في مراكز الهيئة بعد ان اصبح دوام العضو وردية واحدة.
2 - امكانية قيام الهيئة بتوزيع الجهود وتنظيم وجودهم في فترات كثيرة تلبي حاجة المجتمع في اليوم والليلة.
3 - الارتياح النفسي والاستقرار الاسري الذي سيسعد به ان شاء الله العاملون في هذا السلك الشريف.
تثبيت معاني الخير في النفوس
كما تحدث فضيلة مدير عام فرع الرئاسة بعسير الشيخ عامر بن عبدالمحسن العامر متناولا الموضوع بايضاح وتبيين قائلا:
لما كان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المهمة العظيمة التي ابتعث الله لأجلها الرسل وهي صمام الامان لامن هذه الامة والقطب الاعظم الذي يحفظ الله به مصالح العباد وامن البلاد ولانه ضرورة بشرية تربوية ملحة كان لزاما على امة محمد صلى الله عليه وسلم القيام به لتستقيم على طريق الحق والرشاد.
وفي هذه البلاد الطاهرة اعزها الله بالاسلام توارث حكامها الخلف عن السلف القيام بهذه الشعيرة العظيمة والاهتمام بها، وبذل الغالي والنفيس من اجل قيامها، ولما ادرك ولاة الامر حرسهم الله اهمية تواجد رجال الهيئة في جميع الاوقات ليقوموا بواجبهم المبارك من زرع الخير في النفوس ودرء الشر عنها صدر من المقام السامي قرار المناوبات المتضمن تكليف الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بتنظيم عملها ليصبح على مدار الاربع والعشرين ساعة ادراكا من المسؤولين -وفقهم الله- بالدور المهم الكبير الذي يقوم به هذا الجهاز المبارك من خلال اداء هذه الرسالة العظيمة والمناطة به في شقيها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولقد استقبل هذا القرار المبارك في فرع الرئاسة بمنطقة عسير بالفرحة والدعاء لولاة الامر بالتوفيق والتسديد، فرسالة الهيئة رسالة عظيمة وكبيرة ومتعددة فهي في شقها الاول تعني التوعية والتربية وخدمة المجتمع من خلال توعية الناس، وتوجيههم وحثهم على فعل الخير، حتى ينعم المسلمون بدينهم ويدركوا سر وجودهم على هذه الارض ويقدروا مسؤوليتهم العظيمة تجاه دينهم ومجتمعهم انطلاقا من قوله تبارك وتعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
ومن هذا المنطلق كانت هذه الرسالة ضرورة بشرية وتربوية ملحة كما ان شقها الثاني النهي عن المنكر رسالة عظيمة وامانة ثقيلة تمكن في تخليص وتنقية المجتمع من الفساد والمفسدين وذلك بنصحهم والاخذ على ايديهم بالقبض عليهم واحالتهم الى العدالة لان العقوبة في الشريعة الاسلامية تعني الردع والاستصلاح للنفس البشرية ولذلك كانت المهمة شاقة والامانة ثقيلة.
الإيخابيات المتوقعة
ويشير فضيلته الى امر مهم فيقول: اما الايجابيات المتوقعة والآفاق المستقبلية لهذا القرار:
فإن من الامور التي لا تخفى على كل عاقل ان عمل الهيئة مرتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع والحاجة دائمة وماسة الى الترابط الوثيق بين المجتمع ورجال الهيئة وبينه وبين الهيئات والمراكز حتى يعم الخير، وبما ان المملكة العربية السعودية تعتبر قائدة العالم الاسلامي ومحط انظار المسلمين وكذلك فان شعب المملكة -ولله الحمد- والمنة من افضل شعوب العالم عقيدة وصلاحا والتزاما فان من العوامل الاساسية لتثبيت معاني الخير وزيادتها تواجد الهيئات والمراكز في كل وقت يضاف الى ذلك ان المملكة العربية السعودية تستقبل الوافدين اليها من اقطار العالم في مواسم متعددة منها موسم شهر رمضان المبارك وموسم الحج وموسم الصيف ولابد من خدمة الوافدين من خلال هذه الرسالة العظيمة.
وإنني اتوقع بمشيئة الله ثمارا يانعة لهذا القرار المبارك وسيعود باذن الله بالنفع العظيم وبالمردود الكبير في امن المجتمع وزيادة وعيه وثقافته واخراج الدرر الكامنة في النفوس لتصبح الخيرية في اجمل صورها واعذب معانيها باذن الله وانني اشكر ولاة الامر على هذا القرار السامي المبارك واسأل الله ان يبارك في جهود الجميع وان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل.
القرار تكريم للهيئة والحاجة ماسة لوظائف جديدة
وفي هذا الصدد يستعرض فضيلة رئيس هيئة مدينة الرياض الشيخ عثمان بن ناصر العثمان اصداء هذا القرار ونتائجه والمأمول منه وله فيقول:
هذا القرار المتضمن العمل طيلة الليل والنهار على نظام الورديات جاء اثر دراسات عميقة تناولت سير العمل الميداني,, وما يلاقيه الاعضاء من اشكاليات ومعاناة فأحيانا تشرق الشمس وتغيب والعضو متواصل في عطائه وادائه فيدور حيث دار العمل خصوصا في كثير من المراكز في مدينة الرياض، فالواقع الفعلي ان الدوام كان متواصلا في كثير من المراكز ولا يزال وفق اهتمام سمو امير منطقة الرياض وسمو نائبه واهتمام فضيلة معالي الرئيس العام ويأتي هذا القرار تتويجا لاهتمامهم ومتابعتهم.
ونظام الورديات سيكون مريحا للاعضاء من جانب انه يكتفي بحضورهم لفترة واحدة وسيكون شاقا، من ناحية اخرى انه سيتم توزيعهم افرادا قلة يضعفون في تنفيذ اعمالهم على حد قول الشاعر:
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا
واذا افترقن تكسرت آحادا
فيتضاعف الوقت اكثر من الضعفين والعدد هو العدد لم يطرأ زيادة علما ان اكثر المراكز والهيئات والفروع تعاني من قلة العدد وخصوصا مراكز هيئة مدينة الرياض، والتواصل السابق كان الاعضاء ينصرفون في بعض الاوقات الهادئة، اما بعد نظام الورديات سيكون العضو ملزما بالبقاء حتى ولو لم يكن لديه مهام قائمة على نظام المرابطة، وعلى هذا سيكون هذا الوقت الذي يرابط فيه على حساب اوقات الذروة.
عليه فان الحاجة ماسة لاستحداث وظائف ميداينة لتتوافق مع الثقة الكبيرة التي حظيت بها الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمناسبة هذا القرار.
وهذا القرار له ثمار طيبة وقد تلقاه اصحاب الفضيلة المسئولون في الرئاسة ببالغ الاهتمام ووضعوا آلية للتنفيذ تعالج العوائق والمشكلات ويطبق بتدرج منظم وترك مجال لابداء الرأي من قبل المديرين والرؤساء والاعضاء الميدانيين حيال التنفيذ.
ازدياد التنظيم ووداعا للروتين
من جهة اخرى كان لأهل الميدان واصحاب التجارب والعمل الميداني مشاركة في هذا المجال، وكانت البداية مع رئيس مركز هيئة السليمانية الشيخ عبدالعزيز الشنيفي الذي استهل حديثه قائلا: أحمد الله سبحانه كل خير ونعمة وما نحن فيه من الامن والأمان بفضل الله ثم بفضل الجهات الامنية التي يعد جهاز الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واحدا منها، وما توليه حكومتنا وفقها الله لكل خير من اهمية كبرى وعناية ودعم مادي ومعنوي وما صدور قرار المناوبات والموافقة عليه لمراكز الهيئة الا علامة لهذا الدعم.
اما بالنسبة للجدوى العملية والميدانية المأمولة من قرار المناوبات فتتلخص في النقاط التالية:
اولا: الحد من الظواهر السيئة الكثيرة والعمل على محاربتها بالطريقة المثلى والاسلوب الحسن.
ثانيا: تنظيم العمل وترتيبه الى الافضل والتطلع الى الابتكار.
ثالثا: حصول زيادة في نشاط المراكز من حيث الكيفية ، لتوجيه الناس وارشادهم الى ما فيه الخير.
رابعا: اما بالنسبة لأعضاء مراكز هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المأمول منهم العمل بجد وحرص ابتغاء ما عند الله وذلك بسبب تغير فترات العمل عليهم ما بين فترة في الصباح وفترة في العصر وفترة بعد العشاء وفترة قبيل الفجر حيث إن هذا التغير في العمل يحدث نشاطا وحيوية خلاف ما كان في السابق من وجود فترة في الصباح او في المساء وما يعتريهما من فتور وركود بسبب روتينية العمل.
العلاج الناجح ودليل الدعم
ويشير رئيس مركز هيئة شيخ الاسلام الشيخ حسين بن حمد الحمد الى الاهمية والضرورة لهذا القرار فيقول:
نحمد الله ان من علينا بولاة امر يعظمون شأن الدين ويؤمنون بوجوب شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وان دين الله لا يظهر الا بذلك على وفق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن ذلك ان وفقهم الله لاصدار هذا القرار الطيب، واما بالنسبة لرأيي حول حاجة المجتمع لذلك فاني اقول وبالله التوفيق.
هذا هو العلاج الناجح لوضع الهيئات لان طبيعة عملهم تقتضي ذلك، والسبب في ذلك هو ما ينبغي ان تكون عليه من مثالية ومثابرة في العمل والحرص على امن وحماية المجتمع تكاتفا مع الاجهزة الاخرى في هذا البلد الكريم ومن بوادر ايجابيات ذلك وجدواه.
انه لما كثرت المخالفات زاد العبء والعمل وحيث إن اوضاع الناس تغيرت في هذه الزمان ومشاغلهم وارتباطهم خارج منازلهم كثر، على مدار الساعة وجب ان يكون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على مدار الساعة هذا مالمسه رؤساء مراكز الهيئات في كثير من المدن حيث لم يقتصروا على ساعات العمل المحددة بل اصبحوا يتناوبون فيما بينهم على مدار الساعة اخذا بتوجيهات الآمر المناوب، واذا كان ما يتعلق بالابدان وحياة الاجسام موجودا على مدار الساعة كالصيدليات والاسواق المركزية فما يتعلق بالدين من باب اولى.
هذا القرار يدرأ أصحاب الفساد والرذيلة
ويختتم الحديث في هذا الشأن فضيلة رئيس مركز العليا الشيخ بندر بن محمد المطيري الذي قام باستعراض حيثيات هذا القرار ومدى اثره على العاملين والمجتمع اخذا وعطاء فقال:
جاءت التوجيهات السامية بتقرير نظام العمل بالورديات في مراكز هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لتدل على مدى العناية الجليلة لدعم وتعزيز وتفعيل دور هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من لدن ولاة الامر -ايدهم الله- وعلى الحرص على اقامة شعيرة هي من اهم واكبر شعائر الاسلام وإظهارها ودعم القائمين عليها من رجال الحسبة المخلصين.
ولعل من الايجابيات من الناحية العلمية:
اولا: مع التوسع العمراني الذي صاحب النهضة العظيمة التي تعيشها البلاد ترتب عليه وجود اسواق ومرافق تعلم طيلة ساعات اليوم مما لزم معه توارد المتسوقين والمستخدمين لتلك المرافق طيلة تلك الساعات فكان لابد من استمرار الحضور الفاعل المتواصل لرجال الهيئات في تلك الميادين والاماكن، وهذا سيترتب عليه - بمشيئة الله - اظهار اكثر جلاء لدور رجال الهيئة في الميدان.
ثانيا: من الامور المسلم بها والمشاهدة انه تقدم الوقت وبتأثير بعض وسائل التأثير المباشرة وغير المباشرة تغيرت بعض الانماط المعيشية والاجتماعية لفئة كبيرة وشريحة عظيمة من المجتمع - لعل من اظهرها التأخر في حفلات الزواج وغيرها الى ساعات متأخرة من الليل بل الى ساعات الفجر الاولى وهذا يترتب عليه خروج العوائل والاسر في تلك الساعات مما قد ينشىء معه تعرض تلك العوائل والنساء لمضايقات الشباب المستهتر فكان لابد من تكثيف تواجد فرق الهيئة في مثل هذه الاوقات.
ثالثا: لا يخفى ان دور رجال الهيئة مع زملائهم من رجال الامن من كافة القطاعات هو دور تكاملي يكمل البعض الآخر.
ويحصل ان تكون هناك بعض القضايا والاحداث التي يلزم فيها مشاركة عضو الهيئة وتكون تلك القضايا في ساعات متأخرة جدا من الليل او قد تستمر متابعة معالجة تلك القضايا الى مواصلة الساعات بعضها ببعض تتناوب فيها المجموعات على دوريات موزعة عليهم.
رابعا: عندما يعلم اصحاب المسالك السيئة والشهوات المحرمة والمقاصد الخبيثة من مروجي الفساد بانواعه بان اولئك الرجال الذين نذروا انفسهم لخدمة دينهم والحفاظ على وطنهم واعراض المسلمين ومحارمهم قد سهروا للقيام بتلك الرسالة النبيلة فان ذلك سيكف - باذن الله - عمل المفسدين.
قرار للمصلحة العامة
ومن منطلق استكمال الآراء كان للرسالة جولة ميدانية في بعض الاسواق لاستطلاع الآراء بمردود هذا القرار ومدى التقبل له.
بداية الامر كان اللقاء مع المتسوق محمد القحطاني الذي اشار الى اهمية هذا القرار قائلا نحن نعرف ما يقوم به رجال الهيئة وانهم يتحملون عبئا كبيرا في مجال الحفاظ على الاعراض والاموال وغيرها من مصالح الامة جمعاء، ولكن هذا القرار سيزيد الامر جودة ويخبو فتيل الفتنة والشر والفساد ويلتقط الحديث المتسوق عبدالله المعشي الذي بدت ملامح البشر على محياه وقال: -الحمد لله- هذا يدل على حرص ولاة الامر أولا ثم اهمية هذه الشعيرة، وانا اثق باذن الله ان الخير قادم بقدوم هذا القرار.
وفي احد المحلات التجارية تحدث صاحب المحل المواطن جمعان القحطاني واخوه فالح فقالا واجمعا: هذا القرار ليس اعتباطا ولكنه دراسة للجدوى وحرص على جلب المنفعة والمردود الطيب الذي سيجد اثره الصالحون والحريصون على صلاح المجتمع والطامحون الى درء المفاسد.


رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved