Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


نهج الدعوة
أهمية صلاة التطوّع وفضلها

يقول الله تبارك وتعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) البقرة 45.
التطوّع يشمل كل ما يتقرب به العبد الى الله من عبادة زائدة على الفرض والواجب من صلاة او صدقة او صيام او حج يقول الله عز وجل: (ومن تطوّع خيرا فإن الله شاكر عليم).
المقصود بالتطوع هنا صلاة النافلة اي السنن الرواتب ومشروعية صلاة النافلة ثابتة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وبأمره وهو المشرّع لامته ونحن مأمورون بالاقتداء به والتأسي بهديه صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوه) الحشر7، وقوله عليه الصلاة والسلام: (صلّوا كما رأيتموني أصلي) وقد شرع لنا الصلوات الراتبة وهي ما تصلى قبل الفريضة او بعدها وكان النبي صلى الله عليه وسلم محافظا عليها الا في السفر بل ان بعضها لم يتركها حضرا ولا سفرا مثل الوتر وركعتي الفجر فما بالنا نهمل ما حافظ عليه قدوتنا عليه الصلاة والسلام.
ومن فضائلها انها تكمل ما يحصل في الفريضة من تقصير، اذاً فالنافلة مكملة للفريضة والنوافل عبادة يثاب فاعلها ومن تركها فقد ترك سنة مندوبة.
وفي هذا العصر مع الاسف تهاون الكثير من الناس بهذه الشعيرة حيث تجد اكثر المصلين ينتظرون سلام الامام من الصلاة ليتسللوا فاذا انصرف وجدهم قد ولّوا الادبار دون تهليل او تسبيح او دعاء فلا ترى من يؤدي هذه النافلة الا بعض كبار السن وكأن من يبقى بعد سلام الامام يفرض عليه ضريبة، ولاشك ان الاستخفاف بأمور الطاعة ناتج عن خلل في التفكير وعن جهل في فقه الصلاة وعن مرض القلوب بكثرة الذنوب، وعن تعلق القلوب بحطام الدنيا قال العلماء ان اداء صلاة النوافل له ثواب عظيم ويكره تركها ومن داوم على تركها تسقط عدالته ولا تقبل شهادته وترك النوافل يدل على ضعف الايمان وقلة الدين.
وجاء في فضل صلاة التطوّع وأهميتها نصوص نورد منها ان ربيعة بن كعب الاسلمي وهو ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يكافئه على حسن خدمته (فقال له) سل: اي اطلب من امور الدنيا ما تريد ولكن همته كانت عالية فقال: (أسألك مرافقتك في الجنة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوَ غير ذلك؟ يعني ألا تطلب شيئا آخر فقال: بل هو ذاك يعني لا اريد غير مرافقتك في الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (فأعني على نفسك بكثرة السجود) اي المداومة على صلاة الرواتب فهي من افضل التطوّع, وفي الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى: (لايزال العبد يتقرّب إلي بالنوافل حتى احبه,,, الخ) وفي فضل المحافظة على السنن الرواتب ما ورد عن ام حبيبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يصلي ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة) رواه احمد وفي بعض الروايات: (ورحمه الله تعالى على النار) وعن خارجة بن حذافة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أمركم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم قلنا: وما هي يا رسول الله؟ قال: (الوتر بين صلاة العشاء الى طلوع الفجر) رواه الخمسة, الله اكبر ما اوسع فضل الله ورحمته بعباده! فهل يجوز لعاقل ان يحرم نفسه هذا الثواب العظيم.
قال العلماء ان السنة والنفل والمندوب والمرغّب في فعله كلها ألفاظ مترادفة وتعني ما سوى الواجبات ومن المعلوم شرعا ان الصلاة بنوعيها الفريضة والتطوع من افضل العبادات لانها تجمع من القرب الى الله تعالى ما لا يجمعه غيرها ففيها الطهارة واستقبال القبلة وذكر الله تعالى والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة), رواه الدارمي في مسنده وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنّة بنى الله له بيتا في الجنة: اربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر).
وقد بيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم انواع صلاة التطوع واوقاتها وعن اقلها عددا يفصّلها لنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات، ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل الصبح).
اللهم اعطنا ولاتحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلىآله وصحبه.
الشيخ إبراهيم بن محمد الضبيعي

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved