Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


منوهاً بجهود المملكة المتميزة في دعم رسالة المجلس ومناشطه
الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
المجلس استطاع بممارساته كسب الاعتراف به والثقة فيه عالمياً

* كتب - مندوب الجزيرة
أكد معالي الامين العام للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة كامل الشريف انه على الرغم من مرور عشر سنوات فقط على تأسيس المجلس - وهي مدة قصيرة في عمر الحركات التاريخية اذا ما قورنت بالاهداف الكبيرة للمجلس وطبيعة المشكلات التي يواجهها العالم الاسلامي - الا انها كانت كافية لرسم معالم الطريق وتحديد الوسائل واكتشاف العقبات.
واشار معاليه في تصريح له الى ان المجلس بفضل من الله ثم بجهود هيئة رئاسته والاعضاء المؤسسين استطاع - من خلال استعراض شريط اعماله ومراجعة مساره - تفادي الكثير من العقبات التي ظهرت مع الممارسة وانه استطاع بذلك ان يزداد رسوخا وثباتا وان يقوي الاعتراف به والثقة فيه على المستوى الاسلامي والمحلي.
واوضح الامين العام ان من اهم منجزات المجلس انه استطاع ان يقدم صورة صحيحة لما يجب ان تكون عليه العلاقة بين العمل الرسمي والشعبي في مجالات الدعوة والاغاثة انطلاقا من التسليم بأن الغيرة على الاسلام وخدمته والوفاء له ليست حكرا على جهة واحدة وانما هي واجب مفروض على المسلمين جميعا مهما كانت مواقعهم او مناصبهم.
واضاف كامل الشريف بان العمل لهذه الاهداف النبيلة يجب ان يكون محكوما بالالتزام بأخلاق الاسلام والحرص على وحدة المسلمين والبعد عن كل عمل او قول يزعزع الثقة ويوقع الاضطراب في الصف الاسلامي.
ونوه الشريف بما حققه المجلس في اقامة احسن العلاقات واقواها مع القيادات المسؤولة في كثير من بلدان العالم الاسلامي بفضل السياسة التي انتهجها على اساس التعاون مع الجميع دون الدخول في متاهات الخلاف والنزاع.
وافاد معاليه بأن المجلس من خلال متابعة الامانة العامة وقيادات اللجان المتخصصة قد ركز على مشاريع محددة واضحة المعالم كما دعا المجلس الى رصد ميزانيات للطوارىء تبقى في المنظمات الاعضاء من شأنها اعطاء رئيس لجنة الاغاثة صورة تقريبية عن الامكانات المتاحة في حالات الكوارث والظروف الطارئة التي تحتاج للتصرف السريع.
وقال الشريف: ومع ان هناك تلبية متزايدة عبر السنين لهذه القرارات وتنفيذها لكنها - يقينا - لاتزال دون الحد الذي كنا نأمله ونرجوه حتى يصبح العمل الاسلامي اكثر قوة وفاعلية ويزداد هذا التكتل العالمي قدرة على مواجهة المشكلات ونصرة القضايا الاسلامية وحماية الاقليات وغيرها من القضايا الكثيرة الملحة.
ثم قال الشريف: ان افكارا كثيرة تطرح على الساحة الاسلامية حاليا وتنعقد عشرات المؤتمرات والندوات بمشاركة العلماء المفكرين والمختصين في كل علم وفن لتحديد طبيعة المشكلات التي تواجه العالم الاسلامي ووسائل علاجها ونوع الاسهام المتوقع من المسلمين في مسيرة العالم المعاصر وغير ذلك من الاسئلة ولا جدال ان حصيلة هذه المؤتمرات والندوات حصيلة ثمينة جيدة غير ان العنصر الغائب من كل ذلك هو كيفية اغلاق الفجوة القائمة بين اهل الفكر واهل القرار بمعنى آخر كيفية نقل هذه التوصيات الرائدة الى مجال التنفيذ.
واردف بقوله: ولاشك ان هذه الفجوة تزداد اتساعا وعمقا مع ظهور تيارات الغلو والتطرف وما يرافقها من التربص والحذر وفقدان الثقة ولا يمكن ان يتم اغلاق هذه الفجوة الا بترميم جسور الثقة والوصول الى تصور مشترك وخطة واحدة يلتقي فيها العمل الرسمي والشعبي, ولعل المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة هو احدى الساحات المواتية لهذا التحرك حيث تتعاون في اطاره وزارات ومؤسسات رسمية الى جانب المنظمات الشعبية وحيث تمارس الاتصالات على اعلى المستويات.
واعرب كامل الشريف عن امله في ان يستمر هذا الجهد ويتسع مع ازدياد تنبيه المنظمات الاعضاء لاهمية هذا النهج وضرورة الاستمرار فيه وذلك طالما بقيت الرغبة قائمة في تحقيق التنسيق الكامل بين المنظمات الاسلامية والامل في توحيد القوى الاسلامية الفاعلة وتحقيق التعاون فيها من اجل توحيد العالم الاسلامي على الخير والحق والاسهام النشط في تحقيق السلام العالمي القائم على العدل والمساواة.
وحول جهود ومناشط لجان المجلس المتخصصة اوضح الامين العام انها كثيرة ومتنوعة خصوصا في حقول الاغاثة والتعليم والدعوة والنشر والشباب والاعلام والاقليات الاسلامية وحقوق الانسان والمرأة والطفل والحوار مع الحضارات.
وحذر الامين العام للمجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة - في حديثه - من ان عالم اليوم يتعرض لتيارات ومؤثرات مختلفة يحمل بعضها وعودا عريضة وآمالا مشرقة لمستقبل آمن للانسان غير ان ميول بعض الدول الكبرى للاستغلال والسيطرة تتسرب على اشكال مختلفة تحت هذا الغطاء الجذاب وتحت شعارات براقة كالسلام والنظام العالمي الجديد والعولمة وحقوق الانسان والقانون الدولي وغيرها.
مشيرا معاليه في هذا الصدد الى ان العالم اليوم يقف على اطلال كارثة رهيبة في كوسوفا ومن قبلها في البوسنة والهرسك والشيشان ونواجه بالفعل مآسي أليمة في فلسطين وفي كشمير وغيرها وفي كل هذه الميادين بذلت المنظمات الاعضاء جهودا تتفاوت في حجمها نظرا للظروف السائدة لكن القاسم المشترك بين هذه القضايا كلها هو اصرار القوي على ابتلاع الضعيف والتنكر لحقوقه المشروعة وانكار حقه في الحرية وتقرير المصير واستخدام القوة الغاشمة لسحق الصوت الحر وعدم التمييز بين طفل او امرأة او شيخ عجوز امام شهوة السيطرة والتوسع.
ثم قال الشريف: واذا كانت القوة الدولية قد نجحت في ميدان ما لاعتبارات سياسية خصوصا فهي - يقينا - لم تحاول في ميادين اخرى لاعتباراتها الخاصة كذلك مما يوضح الميل لاستخدام معايير مختلفة بصرف النظر عن اعتبارات العدل والحق وخير مثال على ذلك هو الموقف من حقوق الشعب الفلسطيني وكل ذلك يضع واجبا مضاعفا على المجلس لمتابعة هذه القضايا والعمل المنظم لنصرتها.
واختتم كامل الشريف تصريحه مؤكدا على انه لا يوجد خيار امام القوى الاسلامية العاملة سوى التلاحم بينها والتعاون لفهم هذه التيارات الدولية وتمييز نوازع الحق والخير واحباط الاهداف السيئة واجراء الاتصالات المستمرة لنقل وجهة النظر الاسلامية وباعتدال وموضوعية وان المجلس الاسلامي العالمي - من خلال منظماته الاعضاء - يعد احد المنابر الرئيسية لتحقيق التنسيق والتعاون والمتابعة في كل هذه الميادين.
كما اعرب الشريف عن اعتزازه بجهود المملكة العربية السعودية المتميزة في دعم رسالة المجلس والمساهمة في مناشطه وبرامجه الدعوية والاغاثية مما مكنه - بعون الله وتوفيقه - من تحقيق العديد من اهدافه السامية التي تسعى للتكامل بين نشاطي الدعوة والاغاثة ونصرة القضايا المعاصرة للامة الاسلامية.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved