Friday 23rd July, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الجمعة 10 ربيع الثاني


رياض الفكر
الأنانية,,!
سلمان بن محمد العُمري

اشتقت كلمة (الانانية) من الانا والكلمة تدل على فحواها، لقد خلق الله تعالى البشر وجعل كلا منهم يتمتع بصفات واخلاق مميزة قد تكون حميدة وقد تكون سيئة - لا سمح الله - واي انسان قد يمتلك خصالا رائعة وبنفس الوقت قد لا يخلو من عيوب بشكل او بآخر.
وصفة الانانية تندرج تحت قائمة الاوصاف غير النبيلة، لانها تعني تضخيما للذات وعدم رؤية الآخرين بسبب حاجز الذات الهائل وحتى عندما يمكن للاناني رؤية الوسط المحيط به فانه يكون من خلال رؤية يقع في خلفيتها الذات ولاشيء سواها.
ان هذا الامر قد يوجد بدرجة ما عند اي من البشر ولكن تتفاوت الدرجات من درجة خفيفة تكاد لا تذكر الى درجة شديدة لا يمكن وصفها الا بالمرض تجعل الشخص لا يحب الخير الا لنفسه - والعياذ بالله - ويرى الخير الذي يحصل عليه غيره هما ويغضب لذلك ولا يتمنى ان تحصل المنفعة الا لنفسه ويفضل نفسه في كل الاشياء حتى على اهله وابنائه واقاربه.
ان الانانية ترتبط بشكل ما بالحسد وهذا شر مؤكد كما انها ترتبط في احيان كثيرة بالكذب في سبيل تحقيق المصلحة وهذا امر حرام وهي ايضا ذات علاقة بالصفات الاخرى غير المقبولة على صعيد الذوق العام والتفكير الاجتماعي والانساني السليم.
ان الانانية عندما تمتلك حواس الانسان والادراك لديه فانها تقتاده لما لا تحمد عقباه ولا يحسد عليه فالآخرون يفرون منه والاصدقاء - ان وجدوا - يبتعدون عنه وحتى الابناء لا يستسيغون فعل من كان فيه هذه الصفة المذمومة من اهلهم رغم انهم قد يقلدونهم لاحقا خصوصا اذا كانوا يمثلون القدوة بالنسبة لهم كالآباء والاخوان.
ان حياة الاناني دائما ما تكون تعيسة مهما ظهر عليها من صفات الابهة والفخامة لان النفس تكون على غير هداها وبعيدة عن السلوك السوي فسعادة الآخرين تنعكس هما وحزنا على نفس الاناني كما انه مهما اعطي لا يقنع ولا يستطيع سماع مديح لشخص آخر انه يرى الحقائق بشكل غير واقعي ويعيش بالوهم الذي لا يفارقه.
ان الانانية تنمو داخل الانسان كالشجرة الخبيثة بل ويمكننا وصفها بالسرطان الذي ينهش جسد صاحبه حتى يموت بغيظه وقهره,,!
وهي حالة مرضية لابد ان توصل صاحبها لحالة الانتهازية وهذه لها من الاخطار ما يضيق القلم عن ذكره وتأثيراتها ضارة بالفرد والمجتمع على حد سواء.
من اجل ذلك فان الانانية - وبصفاتها غير الحميدة تلك - تجعلنا نحث الخطى ابتعادا عنها ولاشك ان الطريق الوحيد الذي لا تصل اليه الانانية ولا تعرفه على الاطلاق هو طريق الخير واتباع تعاليم ديننا الحنيف الذي حبانا الله سبحانه وتعالى به وجعلنا من الذين يؤثرون الناس على انفسهم ولو كان بهم خصاصة,ان الاسلام طريق يهذب الروح والنفس والجسد ويجعل حياة الانسان سعادة في سعادة، امنا واطمئنانا فالمسلم يعلم جيدا ان الخير له سوف يصله وان ما يأتيه من الله هو الخير كله، انه لا يعرف سوى حمد الله في السراء والضراء اما حب النفس فله حدود والتمسك بالعروة الوثقى كفيل بحفظ الانسان - باذن الله - فهي قارب الامان في بحر الخصال الحميدة، والاخلاق الفاضلة التي لا تعرف الانانية.
اننا بسلوكنا السليم الخالي من الانانية وحب الذات سوف نصبح قدوة لابنائنا حيث سنطبع في عقولهم وقلوبهم تصرفاتنا وسيرون فينا المثل الصالح لهم وبهذا نكسب انفسنا ونكسب ابناءنا والرابح بعد ذلك هو مجتمعنا وامتنا.
الانانية كلمة صغيرة ولكن مضمونها خطير وراحة البال لا تأتي بها ابدا.
والله من وراء القصد.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
أفاق اسلامية
لقاء
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved